عبد الفتاح كامل محاميد/ الحقائق الغائبة في الغابات السوداء في وادي عارة !!
التاريخ : 2012-02-12 11:56:09 |
لا, لن يختلف اثنان على أن قضية تحريش وادي عارة هي قضية الوجود العربي في هذه المنطقة, وتمس صميم استمرارية البقاء والنمو والكرامة. ولا عار أعظم من عار التخلي والتنازل وعدم التصدي والصمود بحزم, بالطرق الديمقراطية والشرعية والقانونية, لهذا الهجوم الأرعن الظالم على الرئة الخضراء الباقية لمنطقة وادي عارة, المتنفس والحيز الأخير لنا جميعا.
لقد قامت الحركة الصهيونية, ومنذ البداية, بوضع مخططات تلو المخططات, للاستيلاء على الأراضي العربية في فلسطين, فقامت بإنشاء "الكيرن كييميت ليسرائيل", وكانت مهمتهما شراء الأراضي العربية, مستعينة بالسماسرة الذين قاموا بلعبة قذرة باستغلال الأوضاع الصعبة التي عانى منها العرب في ظل الانتداب البريطاني". وكذلك في ظل الحكم العسكري البغيض, الذي فرض على العرب في السنوات الأولى لقيام الدولة حتى عام 1966.
فقد قام هؤلاء بشراء الأراضي بأموال صهيونية وباعوها للكيرن كييميت , مستغلين غياب القيادة العربية الواعية للوقوف والتصدي لهذه المخاطر والصفقات المشبوهة.
واليوم يجب أن لا نغفل عن اللعبة الإسرائيلية المبتكرة والخطرة, والتي ظاهرها يخفي باطنها, وتهدد وجودنا وحاضرنا ومستقبلنا. وتتمثل بمخطط أحراش وادي عارة الذي بادرت له الكيرن كييميت لإسرائيل, ويشمل ضم مساحات واسعة من الأراضي الخاصة للعرب المزروعة بكروم الزيتون, من جت جنوبا حتى سالم شرقا مرورا بأرض الروحة وتحويلها إلى غابات سوداء.
إن إصرار حكومة إسرائيل على هذا المخطط جاء تمهيدا لمصادرة الأرض العربية, ووضع اليد عليها وتهيئتها للاستيطان اليهودي, ومحاربة البعبع والوهم الديموغرافي العربي في منطقة المثلث, ولتطبيق الأجندة الصهيونية وقيمه يهودية الدولة, والدوس على ديمقراطيتها وتفريغها من المضمون. فهي تسعى جاهدة, وبمنهجية, وبمثابرة وعلى كل الجبهات, لتهويد الأرض العربية الفلسطينية كلها. فلا حدود للأطماع الإسرائيلية وشغفها بابتلاع ومصادرة اكبر قدر من الأرض العربية على جانبي الخط الأخضر, بحجة المصلحة العامة والتي تتجسد برأيي في المصلحة اليهودية فقط.
يجب أن نرتقي بوعينا فوق الحسابات المشوهة والمغلوطة, ونسمو فوق الحماقة والاعتباط, وندرك خطورة الهجمة المسعورة على وجودنا ومستقبلنا, وان نصمد صمود أسوار القدس وصخور شاطئ عكا والزيب, وان لا نترك هذه المخططات اللئيمة تمر حيكت في الليالي المعتمة السوداء الباردة, ضاربة مستقبل هذا الشعب بعرض الحائط, لتضع مستقبله على كف عفريت.
وباعتقادي, لا يكفي الوقوف عند تقديم الاعتراض القانوني على هذا المخطط سيء الصيت, بل يجب التوجه إلى القضاء الإسرائيلي, والجامعة العربية والمحافل الدولية ومنظمات حقوق الإنسان. فإسرائيل وقعت مع الأردن على اتفاقية رودس في الثالث من نيسان عام 1949, التي نصّت على حق السكان في منطقة المثلث ووادي عارة الاحتفاظ بكامل حقوقهم في المسكن والملكية والحرية. وكل ذلك لإلغاء مثل هذا الأمر لان تحقيق هذا المخطط يعني تجريد العرب مما تبقى في حيازتهم من الأرض, وحصرهم في قراهم في غيتوات غير قابله للتقدم, ولتضيق رقعة الأرض التي يمتلكونها, ووضع هذه الأراضي تحت سيطرة الدولة, بهدف تسليمها في الوقت المناسب لأيد يهودية..!!
(معاوية)