يديعوت احرونوت: شبهات قوية لشراء نتنياهو الحكم مقابل مليار شيقل عبر علاقته بمالك موقع واللا!

التاريخ : 2019-03-01 14:01:22 |

بعد ان كشف المستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية افيحاي ميندلبليت، مساء امس، النقاب عن قراره تقديم لائحة اتهام بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بشبهات الرشوة والاحتيال وخيانة الامانة، نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت"، اليوم الجمعة، عن مصادر رفيعة المستوى في جهاز انفاذ القانون (النيابة العامة) قولها ان "هنالك شبهات قوية لقيام نتنياهو بشراء الحكم مقابل مليار شيقل"!
وذكرت هذه المصادر ان شبهة تلقي الرشوة المنسوبة لنتنياهو، والتي اعتمد عليها ميندلبليت من خلال تحقيقات النيابة العامة في الملف المعروف برقم 4000، توجه لأول مرة في تاريخ الدولة ضد رئيس حكومة إسرائيلي، مع الاشارة الى ان هذا الملف تضمن كذلك تهم الاحتيال وخيانة الأمانة.
ويتهم نتنياهو في هذا الملف بتلقي الرشوة على خلفية قيامه بدعم مصالح رجل الاعمال شاؤول الوفيتش، من مالكي شركة "بيزك" للاتصالات سابقا، مقابل تغطية اخبار رئيس الوزراء بشكل إيجابي في موقع "والا" الاخباري.
واتضح ان العلاقة بين الزوجين نتنياهو والزوجين الوفيتش كانت قوية، الى درجة ان الاولين طلبا مرارا وتكرارا، واحيانا بصورة يومية، من الاخيرين نشر اخبار ومقالات ومضامين ايجابية حولهما، وحجب اية مواد غير ايجابية عنهما عبر موقع "واللا" الاخباري. اضافة الى تشجيع نشر مواد سلبية بحق خصومهما.. كل ذلك مقابل حصول الوفيتش على امتيازات اقتصادية لمصالحه بقيمة مليار شيقل على مدار 4 سنوات.
وتبين بحسب الصحيفة ان الوفيتش مارس ضغوطا كبيرة على محرر الموقع كي يقوم نتنياهو، كوزير للاتصالات، بالمصادقة على تسهيلات ويدعم صفقات لصالحه بقيمة اجمالية بلغت مليار شيقل.
واقتبست الصحيفة ما جاء في التحقيقات على لسان الوفيتش قوله لمحرري الموقع: "نحن اغبياء.. اننا بحاجة له غداً كي يوقع".
ومن بين المحاور التي كشفت مدى تأثير العلاقة المشبوهة بين الطرفين، من خلال نشر مواد لصالح نتنياهو للحصول على امتيازات لصالح رجل الاعمال كونه احد مالكي شركة "بيزك"، آنذاك ما قام به الموقع - بطلب من نتنياهو - من نشر الفيديو الذي ناشد فيه رئيس الحكومة ناخبيه اليهود للتوجه الى صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات للكنيست الـ20 عام 2015، عبر التحريض على المواطنين العرب واتهتمهم بأنهم "يهرولون بجماهيرهم الحاشدة للتصويت".
وجاء في تقرير ميندلبليت انه بعد نشر الفيديو المذكور في الموقع، والابقاء عليه في الصفحة الاولى لساعات طويلة، نقل عن احد مساعدي نتنياهو انه "كان مبسوطاً من النشر"، مشيراً الى حالات اخرى تثبت كما قال شبهات "تجنيد الموقع بشكل ممنهج مقابل استغلال قوة السلطة من قبل نتنياهو".
واضاف المستشار القانوني للحكومة ان نتنياهو "قام بعدة افعال سلطوية مقابل الحصول على ما اراد، حيث مارس قوته وصلاحياته كموظف دولة رفيع المستوى من اجل دعم قرارات ومواضيع تصب في خدمة المصالح الاقتصادية لرجل الاعمال الوفيتش ولشركة "بيزك"، من خلال الايعاز لموظفين خاضعين له بالتصرف بشكل خارج عن المألوف، رغم تناقض المصالح والاعتماد على اعتبارات غريبة ذات صلة بمصلحته الشخصية ومصلحة عائلته، بما يعنيه ذلك من إفساد موظفي جمهور يعملون تحت إمرته وخروج عن المتبع".
يذكر ان المستشار القانوني للحكومة الاسرائيلية افيحاي ميندلبليت قرر كذلك مقاضاة نتنياهو بتهمتي الاحتيال وخيانة الأمانة في ملفي 1000 و2000، رهن عقد جلسة استماع معه لإتاحة المجال امامه للرد على التهم المذكورة.