www.almasar.co.il
 
 

مريم الشكيلية: عندما يتوقف المطر!

عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب الآخر من...

جواد بولس: عندما خسرت القدس "شرقها"...!!

أصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي في السادس من شهر آب/ أغسطس عام 2001...

د. جمال زحالقة: الهجوم على رفح... هل سيكون شاملاً؟

توالت خلال الأسبوع الماضي، تصريحات القيادات الإسرائيلية بشأن اجتياح...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

عندما يكون النثر بطعم الشعر.. بقلم: خالد بريش (كاتب لبناني مقيم في باريس)

التاريخ : 2019-03-07 17:00:09 |



 

منذ أن شقت قصيدة النثر طريقها في دواوين الشعر العربي، ونحن في معظم الأحيان أمام أمرين: شعر لا طعم، ولا لون له، عبارة عن ألفاظ مصفوفة إلى جانب بعضها، دون رابط بينها، ولا وحدة موضوعية، وتفتقد للمتخيل. يصفها أصحابها بأنها قصائد شعرية، ويضعون لها عناوين توحي بما توحي، ولكن لا تُعبر عما تحتها. ونثر بطعم الشعر، مُتكامل مدخلا، ومخرجا، وأركانا، وبناء، وموضوعا، وفكرة، وصورا.

وهذا هو الحال مع المجموعة القصصية الجديدة للكاتب سمير الشريف « مسافات »، الصادرة عن وزارة الثقافة في المملكة الأردنية الهاشمية. حيث نقرأ نثرا على شكل قصص قصيرة بطعم الشعر. تحمل موسيقى نبض الحياة فرحا وألما، وابتسامة مُرَّة في كثير من الأحيان. مُحْكمة الأطراف، والعقدة الروائية، والموضوع. مما يهبها قوة وبعدا آخر، غير البعد الروائي الذي تتميز بها هذه المجموعة القصصية البالغة 87 قصة قصيرة، والتي تنطلق من الواقع المزري والمأساوي الذي تتخبط فيه مجتمعاتنا، نحو المستقبل إنسانيا وحياتيا وحُلما...

مجموعة قصصية تخرج من بين أضلع قصيدة النثر التي أبدع فيها الراحل المبدع محمد الماغوط، وتحمل نفس أفكار تلك المدرسة. ولكنني لا أتفق في الواقع مع وصف المبدع سمير الشريف لأقاصيصه بـ « القصيرة جدا ». لأن ما تحتله كل قصة من مساحة على لوح العقل والفكر والقلب، وما تحدثه من صخب وضجيج في الدواخل، وتطرحه من إشكاليات اجتماعية، وسياسية، وإنسانية، قد يتجاوز بكثير ما تحتله رواية ضخمة في مئات الصفحات، وعدة أجزاء. وفي اعتقادي أن هذا النمط من الكتابة، أبلغ وأقوى أنواع الكتابة القصصية لمن يجيده، ويتمكن من الإبحار في لججه وتقنياته. وأذكر من هذه المجموعة هذه الأقصوصة المؤلفة من جملة واحدة: « أمام عربة الحلوى، مضغ المُتسوِّل أمنياته المُهاجرة »...


 

 

 

 

يستخدم الكاتب لغة قوية، مباشرة، متماسكة، تستفز القارئ. وتقلب المعادلات لديه. وتحدث ارتباكات في كيانه الإنساني. لأنه يسكن في طياتها رصاص، يحدث في الروح دويا يوقظ على آلام لا عد ولا حصر لها. لغة سهلة بيضاء، لا تغرق في مصطلحات وتعابير معقدة، ولا في اشتقاقات غريبة. تقدم الفكرة واضحة في عدة أسطر، كأي منشور ملتزم وجاد أو ملصق على صفحة تويتر، أو فيسبوك. ولكن مما يزيدها قوة واستفزازا أسلوب الفلاش باك السينمائي، والومضات التي تلتقطها عدسات عيون القارئ فتضيء المشهد أمامه، محدثة لديه وعيا بما يدور من حوله، وبمعاناته هو أيضا، فيقوم عندها بإسقاطاته كيفما أراد. ومض يشبه أحيانا ماسا كهربائيا، يزلزل الكيان، ويوقظ من غفوة، وغيبوبة طالت. كما في أقصوصته « تمثال ».

التمثال الذي دبَّت فيه الحياة،

كان مختلفًا،

صرخ...!

مدَّ أصابعه...!

مُقتلعا شعرَ رأسِه،

مُحْتجًا على الفِيتو الأخير...

يتناول الكاتب سمير الشريف في مجموعته هذه، مجتمعاتنا وأمراضها، بل يتناولنا نحن العرب المعجبين بأنفسنا، المتشدقين بتاريخنا، دون أن نقدم سطرا واحدا يضاف إلى ذلك التاريخ، أو من الممكن أن يضاف إلى كتبه ومخطوطاته... ويرانا جميعا بعين نافذة، كما لا نرى نحن أنفسنا. إذ يرانا عرايا كاشفين لعوراتنا. مقدما لنا صورتنا على حقيقتها، وكأننا أمام مرآة. واصفا ذلك في كل أقاصيصه، التي أختار منها أقصوصته : « دخان »، حيث يقول:

« بدأت الطائرة بالهبوط، ألصق وجهه بالنافذة، خفق فؤاده، هالته ملامحها، تكبر في ناظريه، ولم ير غير مقبرة تمتد...! تتصاعد في سمائها أعمدة دخان "».

إنه الإبداع المُلتزم الذي لا يعرف المُساومة، ولا يعرف المُواربة في الكلام، وإخفاء الحقائق، لكونه يأخذ دور الطبيب الذي يقول للمريض كل شيء عن حالته الصحية، والنفسية. حاملا له ناقوس الخطر. مُبْعِدا إياه عن الغرق في الرومانسية، وعوالم الأحلام، والمشاعر، والعواطف. راصدا للواقع الأليم حقا، وأحوال الذين غدوا ﴿ كأنّهم خُشُبٌ مَسَنّدَة ﴾، وغدت أحذيتهم أكثر إحساسا وإنسانية، وأكثر تواصلا فيما بينها من أصحابها البشر. وفهمت المقصود من صلاة يوم الجمعة، أكثر من مدعي الإيمان، فيقول في أقصوصته « صداقات »:

« سكت الإمام بين الخطبتين. استغلت الأحذية الفرصة لتطمئن عن أحوالها... عندما بدأ الخطيب الدعاء، تمنت هي الأخرى أن يعود أصحابها الجمعة القادمة، لتستأنف تواصلها...! ».

مجموعة قصصية محورها المجتمع في كل مكوناته، والإنسان في حاضره ومستقبله، والذي يقف عند مفترق طرق الضياع، وعليه أن يتخذ قرارا ويختار. والمبدع سمير شريف يقوم بمد يد العون له، ويقوم بتسليمه المفاتيح لكي يختار، ولكن على طريقة المثل الشعبي « هاتْ من الآخر ». لأن الأمور وصلت إلى حدٍ أصبحت لا تحتاج فيه إلى شروح مطولة، وتحليلات، وسفسطات عقيمة. ولأن الأمور بخواتيمها المؤلمة في كثير من الأحيان، والألم يتلخص في صرخة « أخْ »، التي تتساوى مع إعلان المواطن الحر أنه « مُوافِق ». وهي الكلمة التي يبحث عنها الساسة، ولا يريدون سواها. وتقوم كل أجهزتهم المخابراتية والأمنية في دفع المواطن إلى إعلانها وترديدها. فيُلخص الكاتب هذه الحالة المأساوية في عدة جمل من خلال أقصوصته «صفقة »، فيقول:

استيقظ مذعورًا

على لكمة كوع زميله متألما...!

ــ مُشْ أنا سيدي

عندما أفاق تماما

بعد الضربة الثانية،

رفع يده مُرَددًا

ــ مُوافِق... مُوافِق...!

ختاما، ليعذرني القارئ الكريم، لأنه كان من الصعب عليّ أن أختار من بين نصوص الكاتب مقتطفات أخرى لكي أعرضها، لأن كل ما في هذه المجموعة القصصية يعنيني كقارئ، وإنسان، ومواطن عربي. وأعتقد أن أسوأ أمر قد يسيطر على قلم ناقد، أو من يقدم قراءة لكتاب، هي أن يصبح متآمرا مع الكاتب، أو يتخندق في خندقه، ويقع في غرام كتابه. ولكن يبقى ذلك أمرا محمودًا، إذا ما كانت النصوص فاتنة، وتُغْوي، وتفعل أفاعيلها في الدواخل.

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR