www.almasar.co.il
 
 

د. هاني المصري: نتيجة الحرب ستحدد معالم اليوم التالي

منذ الأسابيع الأولى لاندلاع حرب الإبادة، طرحت إدارة الرئيس الأميركي...

الدكتور أحمد عمر هاشم يكشف فضل العشر الأواخر من رمضان

كشف الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، فضل...

مصرع الشاب أحمد إبراهيم الجرابعة في حادث انقلاب دباب قرب بلدة شقيب السلام بالنقب

لقي الشاب أحمد إبراهيم الجرابعة (17 عاما)، مصرعه في حادث انقلاب دباب...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

أحمد هاني مصطفى كيوان: عَـصْـرُ النَّــسْـنَــةِ والعَـجْـرَمَــةِ

التاريخ : 2019-03-28 21:31:00 |



شوارع دمشق مغلقة كئيبة، تحنّ إلى المارّين عبرها. وكذلك شوارع عمّان.

باحات الّلاذقية مقفرة مثقلة بعجيج الصّمت، وصخب الجنون الهامس، وكذلك باحات الزرقاء.

حرير الشام منكمش تحت آهات الطرب، وتغنّجات الطّبلة والمزمار، وكذلك أمواج البحر تئنّ تحت رمال العقبة.

نيل مصر يسابق الأمواج ممتشقًـا سيف الغواني، فيأتي اليرموك ضاربًا طبله، ويتقدّم العاصي نافحًا مزماره.

رمال الصحراء تهتف راقصة على أنغام موسيقى هذا الزمن.

البيوت مكتظة، وقد عافت أصحابها، والعيون شاخصة إلى التلفاز، حيث تدور ملحمة من ملاحم العرب الفاصلة.  ملحمة تجعل من "حطين" و"عين جالوت"، شيئًا لا يذكر، وأثرًا بعد عين.

أفواهٌ وشفاه تتلمَّـظ، تلهج مجاهدة: نانسي، نانسي، وجيوش تقابلها؛ وقد سلّت سيف المجون والخلاعة مرددة: عجرم، عجرم.

دنان الخمر شحَّـت، وحانات العلب الليلية صاخبة تدفع بالجيوش الأموية والعباسية فاتحة ثغور الطرب والغناء.

حرب ضروس تدور أحداثها في المشرق العربي.

والعجيب في الأمر أنّ الفريقين ظنّا أنَّ "ناسي" و"عجرم" هما عَـدُوَّانِ لدودان مريران، لا يتفقان أبدًا. فهذه عادة المشرقيين في التفرّق والابتعاد. فهم يبكونَ أندلسٍ، إنْ حوصِرَتْ حَلِبُ.

وسمع المتحاربون صوتًا يناديهم: يا قوم، إنّ "نانسي" و"عجرم"، هما اسمان لعملة واحدة، فَـ"نانسي" هي عجرم، وَ "عجرم" هي "نانسي".

تنفَّس المتحاربون الصعداء، وهتف المغَـفَّـلون متغافلين عن جهلهم، متناسين سذاجتهم، قائلين: الحمد لله الذي جعلنا نتفق فيما بيننا، بعد أن تعوّدنا ألّا نتفق أبدًا، والحمد لله الذي أوجد "نانسي عجرم"، كي توحّد صفوفنا، وتؤلّف بين قلوبنا بعد أن نخر التفرق والشقاق أجسادنا ونفوسنا.

وتابع الصّوت الذي هتف بهم قائلا: أين المفر؟ "نانسي" من ورائكم، و"عجرم" من أمامكم. وليس أمامكم إلّا التقدم والثبات والصمود والاختيار!

لا توجد منطقة وسطى ما بين "نانسي" و "عجرم".

أبطال العصر يخرجون إلينا من رحم "النسنسة والعجرمة".

وابْـنُ زيادٍ طَـارِقٌ يَـبْـكي هناكْ.

ويُـوسُـفُ الكرديُّ صَـلاحٌ يَـبْـكي هُـناكْ.

والـمَـمَـالِـيكُ- يَـا بِـيـبَـرْسُ، قُـطْـزُ- تَـبْـكِـي هُنَـاكْ.

قَـتَـلَـتْـنَـا الرّدَّةُ يَـا مَـوْلاي

قَـتَـلَـتْـنَـا "نانسي" يَـا مَـوْلاي.

قَـتَـلَـتْـنَـا "عَـجْـرَمُ" يَـا مَـوْلاي.

قَـتَـلَـتْـنَـا أنَّ الـوَاحِـدَ فِـيـنَـا لا يَـسْـمَـعُ نَـغَـمَ الـثُّوَّارْ.

قَـتَـلَـتْـنَـا أنّ الـواحِـدَ فِـيـنَـا مُـحْـتَـضِـنٌ صَـدْرَ الـقِـيـثَـارْ.

قَـتَـلَـتْـنَـا أنَّ الـواحِـدَ فِـيـنَـا لا يَـعْـلَـمُ

أَيْـنَ الـشَّـرْقُ وَأَيْـنَ الـغَـرْبُ

وَأَيْـنَ مَـتَـاهَـاتُ الإعْـصَـارْ.

قَـتَـلَـتْـنَـا أنَّ الـعِـزَّةَ فِـيـنَـا لا تَـطْـلُـبُ إلاّ الأعْـذَارْ.

قَـتَـلَـتْـنَـا أنَّ الـعَـصْـرَ يَـفِـيـضُ فُـجُـورًا

وَنَـشُـمُّ خُـمُـورَ الـفُـجـَّار.

قَـتَـلَـتْـنَـا الـرِّدَّةُ يَـا ابْـنَ زِيَـادْ

قَـتَـلَـتْـنَـا أنَّ الـوَاحِـدَ فِـيـنَـا يَـحْـمِـلُ فِـي الـدّاخِـلِ ضِـدَّهْ.

فَـهَـذَا الـعَـصْـرُ

عَـصْـرُ الـذُّلِّ...  وَعَـصْـرُ الـظِّـلِ

وَعَـصْـرُ الـطّـبْـلَـةِ وَالـمِـزْمَـارْ.

 

 

الجذورُ التاريخية لِـلنَّسْـنَـسَـةِ وَالـعَـجْـرَمَـةِ

ونظرًا لامتداد ظاهرة "النسنسة والعجرمة"، أردت البحث في الجذور التاريخية لهذه الظاهرة، علّني أجد عِـلَّـةً لوجودها، ومسبّبـًا لانتشارها. وفكّرتُ مليًّا، أين اَستطيع أن أجد هذه الامتدادات التاريخية لهذه الظاهرة؟ وأين يمكنني أن أجد ضالَّـتي المنشودة؟

ورأيت كتب اللغة فاتحةً ذراعيها، مُـنْـتَـظِـرَةً شَـقَّ دَيَـاجِـيـرِها، مُـتَـوَسـِّلَـةً فَـتْـحَ أَبْـوَابِـهَـا.

وكانت مادّة "نَـسْـنَـسَ" و"عَـجْـرَمَ" مستلقية بين دفّات الكتب والمعاجم، الأمر الذي جعلني أتقدّم مسرعًا، كي اَستنبط طلاسم هذه الظاهرة العجيبة.

تقول كتب اللغة تحت مادّة "نَسْنَسَ"، في هذا السياق ما يلي: جاء في "مختار الصحاح لأبي بكر الرّازي تحت مادة: "نسنس" ما يلي:

نسنس: النَّسْنَاسُ جنس من الخلق يثِب أحدهم على رِجل واحدة. (وهكذا يفعل أنصار النسنسة والعجرمة).

ويقول ابن الأثير في كتابه: "النهاية في غريب الحديث": نسنس: في حديث أبي هريرة "ذَهَب الناسُ وبَقِيَ النَّسْناسُ". قيل: هم يأجوج ومأجوج.

وقيل: خَلْقٌ على صورة الناس، أشْبَهُوهم في شيء، وخالَفُوهم في شيء، وليسوا من بني آدم وقيل: هم من بني آدم.

ومنه الحديث: "إنّ حَيًّا من عادٍ عَصَوْا رسولَهم فمَسَخَهم اللَّهُ نِسْناسًا، لكلّ رجُلٍ منهم يدٌ ورِجلٌ من شِقّ واحدٍ، يَنْقُزون كما يَنْقُز الطائر، ويَرْعَون كما تَرْعَى البهائم. ونُونُها مكسورة، وقد تُفْتَح.

ويسجل الفيروزآبادي، في "القاموس المحيط": ‏نَسْنَسَ: ضَعُفَ.

ويعلّق ابن المنظور في "لسان العرب" قائلا: نَسْنَسَ، ونَسَّ مثل نَشَّ ونَشْنَشَ، وذلك إِذا ساق وطرد، وحديث عمر: كان يَنُسُّ الناس بعد العشاء بالدِّرَّة ويقول: انصرفوا إِلى بيوتكم.

وإذا أردنا أن نجمل تلك المعاني في جملة واحدة، فإننا نقول إنّ لفظة "نسنس" تدل قاطعة على كل شيء قبيح، وشديد وضعيف.

وننتقل الآن إلى لفظة "عجرم" كي نغلق دائرة البحث والنقاش.

يقول الفيروزآبادي في "القاموس المحيط": قال أَبو حنيفة: المُعَجْرَمُ، بفتح الراء: القَضِيبُ الكثيرُ العُقَدِ، وسَنامُ البَعيرِ، وكلُّ مَعَقَّد.

وبعد أن وجدت هذه المعاني، التي عكست الجذور التاريخية لظاهرة "النسنسة والعجرمة"، حَوْقَـلْتُ وقلت:

أما آنَ لهذه الأمة أن تستيقظ من نومها وسباتها؟

اما آن لهذه الأمة أن تعود إلى منابعها وأصولها؟

أما آنَ لِـهَـذهِ الأمَّـةِ أنْ تَـصفَـعَ "الـنَّـسْـنَـسَـةَ" جانِـبَـًا، وتَـحْـتَـضِـنَ "الأَسْـلَـمَـةَ" احتضانًا أبديّـًا؟.

أما آنَ لهذه الأمَّـةِ أنْ تَـئِـدَ "الـعَـجْـرَمَـةَ"، وتَـدْفِـنَـهَـا دَفْـنـًا سحيقًا، وأنْ تُـحْـيِـيَ "الـمَـحْـمَـدَةَ" إحيـاءً، لا بَـديلَ عنه.

أيتها الشابات المسلمات.. أيها الشباب المسلمون: عودوا إلى منابعكم، وانهلوا من خير دينكم، يكن لكم العزّ في الدنيا، والثواب في الآخرة، واستبدلوا "النسنسة والعجرمة" بِـ"الأسلمة والمحمدة".

اِرجعوا إلى قرآنكم، ولا تهجروه.. اِرجعوا إلى هدي حبيبكم صلّى الله عليه وسلّم، ولا تغضبوه.

"واللهُ غالِبٌ على أمْرِهِ، ولكنَّ أكثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمونَ".

 

 

 

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR