نجاح باهر للعرض المسرحي: STOP.. بكفي.. من تمثيل خمسة اطفال واعدين على خشبة سينماتك ام الفحم

التاريخ : 2019-03-28 23:16:22 |

ام الفحم - من محمد اسامة

غصّت قاعة "سينماتك" المركز الجماهيري في ام الفحم، مساء اول امس الاربعاء، بمئات الحضور احتفاءً بالعرض المسرحي، الاول من نوعه، لأطفال عرب يطلقون صرخة غضب ضد العنف المستشري في مجتمعنا العربي يوماً بعد يوم، وذلك عبر مسرحية بعنوان ".. STOP بكفي".
وقدّم المسرحية خمسة اطفال من ام الفحم ودبورية، تتراوح اعمارهم بين 6 - 9 اعوام، وهم: عدن مصالحة وريم قاسم وليان محاجنة ووسيم قاسم وميس محاجنة.
وقد استهل العرض بكلمات ترحيبية، قامت بعرافتها فاديا قاسم، والدة طفلين من الممثلين الصغار، والقاها كل من الدكتور سمير صبحي محاميد رئيس بلدية ام الفحم، ورئيس مجلس عرعرة المحلي ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية المحامي مضر يونس، ومفتش مدارس ام الفحم الاستاذ احمد كبها،ومخرج المسرحية احمد دخان، والمحامية مرام إغبارية -مصالحة التي القت كلمة اهالي الاطفال المشاركين في تقديم العرض المسرحي.
وتخلل الاحتفال تكريم الطلاب والطالبات من قبل جهات مختلفة، وخاصة من مدارسهم، وهي مدرسة الطور الابتدائية في دبورية
ومدرسة قحاوش الابتدائية ومدرسة عراق الشباب الابتدائية في ام الفحم. اضافة الى منحهم شهادات تقدير من ادارة المركز الجماهيري في ام الفحم والمخرج.
وقد لاقت المسرحية ردود فعل ايجابية جدا بين الحضور الذين اثنوا على الاطفال الممثلين الواعدين وادائهم الفني المتميز، مشيدين بالفكرة التي اجتمعوا حولها وهي نبذ كافة اشكال ومظاهر آفة العنف التي تفتك بأبناء مجتمعنا العربي في البلاد، يوماً بعد يوم.
وقالت المحامية مرام إغبارية - مصالحة في كلمتها: "كلنا امل ان يكون هذا العمل هو الخطوة الأولى، فهو بمثابة صرخة لصحوة، صرخة تختلف عن الخطوات التي اتخذت حتى الآن، صرخة من نوع آخر، صرخة مسرحية بصيغة مهنية وباستعمال أدوات مسرحية متكاملة، ابطالها أطفال يأملون بغد افضل".
وشكرت كل من ساهم وكان له دور في انطلاق المسرحية لحيز التنفيذ، وخاصة اهالي الطلاب على دعمهم المتواصل ومساندتهم الدؤوبة لأطفالهم من اجا انجاح هذا العمل الفني الخاص من نوعه.
يشار الى ان المسرحية من اعداد واشراف مركز "يلّا" للثقافة والفنون في الناصرة، وفكرة وإخراج: احمد دخان، وصياغة وكتابة الحوار والاغاني: ناجي ظاهر، وموسيقى: معين دانيال، وغناء: رُلى حكيم، ومشاركة صوتية: مرام حمود، وملابس: كيتي عيسى، ومساعدة انتاج: سندس صباريني.
وهي، كما جاءنا في بيان من مركز "يلّا"، عمل مسرحي "يتناول جرائمَ القتل التي فاقت كل التوقعات وبات السكوت عليها جريمةً أخرى، يرتكبُها الصامتون بحق اخوان لهم من الثاكلين المتألمين.. وقد تجاوزت هذه الاعمال كلّ الخطوط الحمراء وانتقلت في فترتِنا الحاليةِ لتتحوّل إلى شبحٍ تسيلُ الدماءُ من انيابه ويُهدّد بابتلاع كلَّ ما يقع في طريقه".
ويقع العمل، بحسب البيان، في 12 لوحة، "كل واحدة منها تُضيف إلى سابقتِها بأسلوبٍ ابداعي مُستحدث وغير مألوف، وتدفع لاتخاذ موقف من اعمال القتل ومما تُخلّفه من دماء ودموع. وتتقصى عبر أساليب مستحدثة تعتمد الحركة المسرحية المدروسة حينًا، والموسيقى والكلمة المغناة حينًا آخر.. انها صرخةٌ احتجاجيةٌ يطلقها عددٌ من أطفال بلادنا.. مساهمةً منهم في مواجهة غول الضرب والقتل.. حُلمًا في غدٍ مشرق لهم.. ولنا أيضًا".
وفيما يلي نص كلمة المحامية مرام اغبارية - مصالحة: "حضرات الضيوف الكرام ومع حفظ جميع الالقاب اهلا وسهلا بكم, حضوركم هام لنا جميعا , شكرا لكم لانكم امنتم بفكرتنا ومنحتونا ثقتكم, شرفتونا.
استهل كلمتي هذه بما قاله الشاعر:
ان رمت عيشا ناعما رقيقا
فاسلك اليه من الفنون طريقا
واجعل حياتك غضة
بالشعر والتمثيل والرسم والموسيقى
اود ان اركز في كلمتي هذه على وجهة نظري كأم لاحدى الطفلات المشاركات بالمسرحية, فلكي ننعم بعيش ناعم ورقيق كما قال الشاعر فوجب علينا ان نستغل طاقات ابنائنا بامور بناءة تضمن لهم مستقبلا مشرقا.
الطريق لم تكن سهلة للوصول اليوم الى هذا العرض, الطريق كانت مليئة بالعمل الجاد, التعب, الارهاق, الخوف واحيانا بالإحباط والانكسار للحظات, ولكن سرعان ما جمعنا قوتنا واكملنا دربنا, طيلة الست شهور الماضية التي عملنا فيها لانتاج هذا العمل المسرحي, والثلاث سنوات السابقة التي تعلم بها أولادنا موضوع الدراما, وضعنا نصب اعيننا ان هدفنا من خلال هذه المسرحية هو ابراز طاقات ابنائنا واستغلالها لينقلوا اليكم وللمجتمع وجهة نظرهم كاطفال يعيشون في مجتمع اصبح فيه القتل والرصاص امرا اعتياديا يوميا .
انهم أطفال يستحقون العيش بهدوء وامان لكنهما انعدما في مجتمع عديم الأطر التربوية والثقافية والرياضية الملائمة لهم, لم يكن سهلا ان نجد اطارا ملائما لقدرات ابنائنا, لكنا امنا بقدراتهم, بحقهم في العيش في امن وامان, عملنا من منطلق مسؤوليتنا كامهات واباء, من منطلق مسؤوليتنا اتجاه أبناء المجتمع وطبعا من منطلق مسؤوليتنا اتجاه الإنسانية.
أتساءل يوميا لو اننا استثمرنا طاقات ابنائنا بامور بناءة, لو وفرنا الأطر الملائمة لطاقاتهم هل كنا سنصل في مجتمعنا للوضع القائم اليوم ؟
كل من منصبه, كل من مكانه يستطيع ان يفعل الكثير, علينا جميعا ان نسال انفسنا ماذا نستطيع ان نفعل؟ ماذا نستطيع ان نوفر او نقدم لابناء مجتمعنا؟ كيف بإمكاننا ان نخطو ولو خطوة واحدة نحو التغيير - الخطوة الأولى بمشوار الالف ميل؟
كلنا امل ان يكون هذا العمل هو الخطوة الأولى, فهو بمثابة صرخة لصحوة, صرخة تختلف عن الخطوات التي اتخذت حتى الان, صرخة من نوع اخر, صرخة مسرحية بصيغة مهنية وباستعمال أدوات مسرحية متكاملة, ابطالها أطفال يأملون بغد افضل .
الحياة قصيرة, اقصر مما تتخيلون, استغلوا طاقات ابنائكم, امنوا بهم, ادعموهم, لكي يكملوا المشوار, فان اكملوه عاشوا حياة رغيدة أمنة وانقذوا مجتمعا في طريقه الى التهلكة.
لا استطيع انا انهي كلمتي هذه دون ان اقدم اصدق عبارات الشكر لمسرح وسينماتك ام الفحم ومديره الذين منحونا كل ما نحتاج من اجل هذا العرض اليوم, كذلك لمركز يلا للثقافه والفنون ومديره الأستاذ احمد دخان, لا بد أيضا ان اشكر كل من ساهم في انطلاق المسرحية لحيزالتنفيذ واشكر أيضا أهالي الطلاب واخص بالشكر الأمهات ريم وفادية, فالامهات عملن لساعات طويلة على مدار فترة التدريب والبروفات في كل الأمور المتعلقه بالعرض. شكرا لكم".