الطبيب السوري عفيف عفيف.. بطل معجزة عودة « موتى الدماغ» إلى الحياة

التاريخ : 2019-03-29 14:14:24 | عن: البيان

باريس- مريم بومديان

أصبح الطبيب السوري عفيف عفيف حديث الرأي العام الفرنسي بين يوم وليلة، بعد أن وجه له الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة شكر خلال حفل رسمي، أقيم لتكريمه على العملية الجراحية الدماغية الخطيرة التي أنقذت مواطناً فرنسياً بعد تعرضه للموت الدماغي. وتناقلت الصحف ووكالات الأنباء الفرنسية قصص مضيئة للدكتور عفيف عفيف، وتداولها الفرنسيون عبر شبكات التواصل الاجتماعي، معنونة بعبارات المدح والثناء والإشادة، بما أجراه د.عفيف خلال 19 عاماً من عمليات جراحية دقيقة وصعبة في فرنسا أعادت الحياة لعشرات المرضى الذين دوّنت أسماؤهم في كشوف الوفاة «الموت الدماغي».

تحدٍ

بدأ اسم الطبيب عفيف عفيف، السوري الجنسية، يتداول في الصحافة الفرنسية منذ 2016، عندما نجحت العملية الجراحية التي أجراها للشاب الفرنسي، ماران سوفاجون، البالغ من العمر 20 عاماً في نوفمبر 2016 بعد تعرضه لاعتداء ورض شديد أدى إلى نزيف في الدماغ وحوله وكسر في الجمجمة، وذلك أثناء دفاعه عن سيدة تعرضت للسرقة في الشارع العام، ونقل سوفاجون إلى المستشفى في حالة سيئة، وأكد تقرير الأطباء آنذاك أنه «مات دماغياً»، وعندما علم د.عفيف بقصة الشاب قرر إجراء عملية جراحية له، وقتها تنبأ أكثر الأطباء المتفائلين بأن الشاب الميت دماغياً قد يعود للحياة بفضل الجراحة، لكن بنسبة عجز كاملة وشلل رباعي ستكون حياته صعبة للغاية، وخلال أيام من التجهيز تم إجراء الجراحة، ونقل الشاب إلى غرفة العناية المركزة، ثم إلى قسم المعالجة الفيزيائية، وبعد 12 يوماً شفي الشاب الميت دماغياً «سوفاجون» تماماً، وبعد أيام التحق بجامعته من جديد وهو يتمتع بكامل قواه العقلية، ويقوم بكامل الوظائف الحركية، وهو ما أحدث صدى واسعاً في فرنسا آنذاك.

نجاحات متوالية

بعد ستة أشهر تقريباً، أجرى الدكتور عفيف عملية جراحية مشابهة لمريض آخر كان في حالة موت دماغي، ونجحت العملية 100 في المئة، وتوالت العمليات الناجحة، وذاع صيت د.عفيف، مصحوباً بعبارات إشادة من أكبر وأمهر الأطباء في فرنسا وتوالت مقالات د.عفيف في المجلات والدوريات العملية، والطبيب عفيف عفيف درس الطب البشري في سوريا، وعمل مختصاً في الجراحة العصبية في دمشق، وفي عام 2000 انتقل إلى فرنسا وحصل على درجة الماجستير ثم درجة الدكتوراه في الجراحة العصبية عام 2007، وفي عام 2014 حصل على شهادة التأهيل لمتابعة وإدارة الأبحاث من فرنسا، وهي أعلى شهادة يمكن أن يحصل عليها جراح أعصاب.

سمعة عالمية

ويعرف عن الدكتور عفيف سمعته العلمية العالمية حيث أنه حاضرفي أكثر من 50 مؤتمراً علمياً عالمياً، وأن بعض أبحاثه صُنّفت ضمن الأبحاث العشرة الأولى عالمياً في اختصاصه إذ يعد اختصاص هذا الطبيب السوري من الاختصاصات القليلة في العالم، ويتمثل في جراحة الصرع، باركنسون، الشلل التشنجي، الأمراض النفسية بالإضافة لجراحة الآلام المعندة على العلاج الدوائي.