عدنان عبد الهادي محاميد: العالم العربي يعاني من مخاض جديد

التاريخ : 2019-04-23 15:52:55 |

عندما شاهدنا ولمسنا في أوائل سنة 2011 تلك الهبة الجماهيرية والشعبية في عالمنا العربي وقد سماها البعض ب الربيع العربي، الذي اجتاح أكثرية بلدان العالم العربي وقد كانت تلك الاحداث مبرمجة ومخططة من قبل وزارة الخارجية الامريكية ان ذاك كوندليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا سابقاً.

وقد تحدثوا في تلك الفترة عن أن الجماهير والشعب يريد التغيير وكان المقصود منه الإطاحة بالانظمة الوطنية والديمقراطية في عالمنا العربي. وقد كانت سنوات ال 70 في اوج الثورة العربية الشاملة قد أحدثت ثورات تاريخية ضد الوجود الاستعماري في تلك الفترة وقد هبت جماهير شعبنا في كل الوطن العربي للنضال والدفاع من أجل قيام دول وحكومات مستقلة سياسياً واقتصادياً واستمر الوضع لعشرات السنين وهو صامد في وجه المؤامرات والتحديات ولكن كنا ننتظر من زعماء العالم العربي احداث التغيير داحل المجتمع العربي حيث مازال الفقر والجوع وانعدام التعليم المجاني والالزامي والصحة والإسكان مازال بعيداً عن نيله داخل المجتمع العربي بما في ذلك  الضمان الاجتماعي لكي يعيش الانسان كريماً معززاً في بلدة وقد طال الانتظار من أجل احداث ذلك التغيير المنشود وقد استغل  الأعداء تلك المطالب العادلة لكي يقوموا بتحريض الجماهير والشعب بالمطالبة بتنفيذ المطالب المشروعة والعادلة لجماهير الشعب كما ذكرنا سالفاً.

وقد امتد هذا الغضب ليجتاح أكثرية البلدان العربية وقد هدأت قليلاً تلك الهبة ولكن في الأشهر الأخيرة اندفعت الجماهير في السودان وفي الجزائر وفي تونس وفي ليبيا حيث خرجت الجموع تطالب برحيل النظام وتغييره ورفعت المطالب الشعبية ومازالت الجماهير في الشوارع تنشد وتصرخ وتطالب برحيل الزعماء والقادة الذين أرادوا مرةً أخرى الجلوس والعودة لسدة الحكم. ولكن الغضب العارم يجتاح البلدان العربية نتيجة الأوضاع القاسية والصعبة التي يعاني منها جماهير شعبنا ومازالت الحرب تشتعل وتتواصل في ليبيا حيث الاقتتال بين رؤوس وقادة الجيوش من أجل السيطرة على البلد. والجميع لا يلبي مطلب الشارع وهو حل جميع مطالب الشعب حيث مازال الفقر والحرمان والجوع وعدم وجود قوانين تحمي الفقراء وتحمي المسنين، ان عدم وجود الضمان الاجتماعي والصحة والتعليم والإسكان للطبقات المحتاجة والفقيرة سوف يستمر الغضب وتستمر الهبات الجماهيرية، ونشاهد ونلمس حرب اليمن التي مر عليها اكثر من 5 سنوات تقريباً تعاني الامرين من القتل والجوع والحرمان والشتات والتخريب والهدم وهناك الملايين من المشردين في الخيام والجبال عراة.

ان التدخل السافر للمملكة العربية السعودية والامارات وامريكا وإسرائيل في الحرب داخل اليمن هو مؤشر على مدى التدخل الاستعماري البربري ضد شعب اليمن وفي السودان حيث كان النظام يحارب في اليمن مساعداً للنظام السعودي في حربه البربرية ضد شعب اليمن وقد ارتكبوا المجازر في اليمن وها هو شعب السودان يخرج عن بكرة ابيه مطالباً برحيل البشير وحكومته واعوانه ونظامه، ومازال العسكر يمسكون بزمام الأمور والأيام القادمة سوف نشهد حتماً التغيير المنشود.

وفي سوريا حيث مازالت الحرب مستمرة هناك ويحاول الغزاة والمتدخلين واعوانهم البقاء قدر المستطاع في داخل سوريا والاستمرار في الحرب وتخريب البلاد، وقد لقي المتدخلون واعوانهم من زعماء الامارات والسعودية وتركيا وامريكا واسرائيل الفشل والهزيمة في كل المواقع داخل سوريا ويحاولون اليوم الإبقاء على بعض المواقع اذا امكنهم ذلك، وفي النهاية سوف تخرج سوريا منتصرة برغم كل العتاه والمتدخلين وان حكام إسرائيل ينتظرون الفرج من اشباه الزعماء العرب عكاكيز أمريكا في المنطقة حيث يتباها رئيس الحكومة المعين نتنياهو يتباها بالتطبيع مع البلدان العربية وان بعض الزعماء العرب من تلك الزمرة الفاشلة يقدمون له التهاني والتبريكات لعودة انتخابه من جديد على رأس الحكومة الإسرائيلية اليمينية على الرغم من ان نتنياهو مازال امامه لائحة اتهام خطيرة قد تطيح به من الحكم وان كل هؤلاء المعاديين لمصالح شعوبهم سوف يسقطون. وان التغيير حتماً قادم من داخل هذه البلدان وسيدهم ترامب قال لهم قبل اشهر يجب ان تدفعوا لي ثمن حمايتي لكم فلو لم احميكم لما بقيتو في الحكم أسبوع وهكذا تدفع الأموال والميزانيات لخزائن الولايات المتحدة من شراء السلاح ودفع المستحقات المطلوبة لحماية تلك العروش.

ان النظام العربي سوف يتغير حتماً من أجل صالح وتقدم شعوبنا العربية ولن يطول ذلك الوقت لأن المخاض قد بدأ وسوف تنجلي ويخرج ميلادٌ جديدٌ قادم.

الحاج عدنان عبد الهادي أبو حسام أم الفحم.

19.4.2019