القائمة المشتركة: ما اضيق العيش لولا فسحة الامل.. بقلم: حسن مواسي

التاريخ : 2019-09-06 11:50:58 |

يطل علينا بين الفينة والأخرى عدد من المتفلسفين زيادة عن اللزوم ويتحدثون باسم شعبنا وكأنهم مسجلين "طابو" عليهم بحجة عدم استيعابهم ضمن تشكيلة القائمة المشتركة، ويعملون من البحر "مقاثي"، وكأن نواب المشتركة جميعهم - الحالين والسابقين - لم يقوموا باي مشروع يذكر يخدم المجتمع العربي، وانهم لا يشاركوا ابناء شعبنا بهمومهم وفقط يبحثون عن مصالحهم الشخصية.
من خلال تجربي في العمل والنشاط السياسي والحزبي والاجتماعي منذ 20 عامًا وللحق اقول ان النواب العرب مع بعض التحفظ على تصرفات بعضهم يقومون بواجباتهم حيال الجماهير العربية وفوق طاقتهم. والمؤسف ان تسمع او تشاهد او تقرأ تعليقات او تصريحات بأن النواب العرب فقط منشغلون بضمان "مستقبلهم" ويسعون لأجل مصالحهم الشخصية.
هناك ثمة أمر مهم لا ينتبه اليه كثيرون من ابناء شعبنا وهي عدم تميزهم بين عمل ووظيفة عضو البرلمان ورئيس السلطة المحلية، فوظيفة النائب بالبرلمان يمكن تلخيصها بما يلي:
بمجرد انتخابه من قبل المواطنين واكتسابه صفة البرلماني، يضطلع النائب بجملة من المهام النيابية والسياسية مرتبطة بما هو دستوري وأخلاقي واجتماعي، حيث يملي عليه المنصب الانشغال بالقضايا الرئيسية التي تهم جمهور ناخبيه وبذل الجهود للدفاع عنها في كافة المحافل الوطنية والدولية كانحياز لمصالح الشعب الذي انتخبه. هذا الى جانب متابعة العمل البرلماني ومساءلة اعضاء الحكومة وملاحقة القضايا التي تخدم مصالح المواطنين. زد على ذلك طرح مشاريع مقترحات القوانين وتقديم التعديلات عليها وطرح قوانين تخدم الجمهور.
وثمة مهمة اساسية للنائب وهي بحكم منصبه ان يقوم بمتابعة الوضع السياسي في البلاد، وان يكون عضوا فعالا في المشهد الحزبي والسياسي المحلي والوطني.
اما صلاحيات السلطة المحلية ورئيسها فهي تتلخص بما يلي :
تعمل البلدية في الشؤون البلدية، تنظيم خدمات التربية والتعليم، الثقافة، الرفاه، البنية التحتية، النظافة، الصرف الصحي وغيرها.
على رأس البلدية او السلطة المحلية يقف رئيس البلدية/ السلطة وهو الجهة المخولة بتحديد ظروف الحياة في مسطح نفوذ بلدته والتأثير على صورة تطورها وجودة الحياة فيها وعلى النظام العام. ويعمل المجلس البلدي بواسطة رئيس البلدية/ السلطة المحلية الذي يكون مسؤولا عن تنفيذ المهام الملقاة على عاتق البلدية على النحو المطلوب ضمن نطاق عمل البلدية/ السلطة المحلية وهو مسؤول عن تنقيذ قرارات المجلس البلدي وتحديد السياسات وتصميم وسائل ادارة وقرارات المجلس البلدي.
وبناءاً على ما تقدم لا يعقل ان يقوم عضو البرلمان بمهام رئيس البلدية / السلطة المحلية، وثمة امر هام جدا يجب ان يتم اخذه بالاعتبار ان عضو بالبرلمان باستطاعة مساندة ومساعدة رئيس السلطة المحلية وليس ان يقوم بمهامه، وهما الاثنان بحكم منصبيهما الواحد منهم يكمل الاخر.
وعودة الى ما سبق بخصوص النقاش الذي يدور على منصات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، حبذا أن كل من يريد ان يطرح قضية او رايه ان يكون النقاش ضمن اطار الاحترام واحترام الراي الاخر، فلا احد يجبر احد على فرض رايه ولكن لا يمكن القبول والترويج لمزاعم اكثر من 90 بالمائة منها غير صحيحة وربط عمل اعضاء الكنيست والتعامل معهم كأنهم هم سلطة تنفيذية(حكومة)، واذكر كل الذين يخرجون ليل نهار لردح وذم المشتركة واعضاءها وكأنهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية بان يكفوا عن طرح طروحات هزيلة وكان عضو الكنيست هو "هكول يخول- بالعربي وكانه الامر النهاي" في السياسات الحكومية وتحميله وزر اخطاء وعنجهية حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف، ووضع النواب العرب في خانة الجلاد الذي هم يعانون يوميا مثلنا من ويلات سفاهته وعقليته المتطرفة.
وفيما يخلص القائمة المشتركة فواجب على رئيسها واعضاءها وضع استراتيجيات بديلة لمواجهة العنصرية المستشرية في اسرائيل، والتحدث بلغة اكثر جرأه بخصوص الهوية الوطنية الفلسطينية والتميز الذي يخصنا كمجتمع قائم بحد ذاته، والترفع عن النفخ في بوق مهترأ اكل الدهر عليه وشرب.
وثمة ملاحظة اخيرة لا بد من الاشارة الها وهي اننا كمجتمع عربي اصلاني قادرون معا وسوية على فرض معادلة جديدة تكون بوابة لأمل جديد لحياة افضل لكل المجتمع العربي، ولنتوحد معا لإيصال اكبر عدد من المندوبين العرب، وعلى نشطاء الاحزاب وهم يعرفون انفسهم العمل لأجل انجاح المشتركة وليس ضرب المشتركة كما يقوم بعض القياديين في بعض الاحزاب وبتصرفاتهم يخلقون جو غير مريح في الشارع العربي ويزيدون من ابتعاد الناس عن المشتركة بسب مآرب وغرض في نفس يعقوب، وعدم تضيع الوقت النظر وطاقاتهم الى الباب المغلق ، التركيز على باب الامل المتاح امامنا كشعب بعد اعادة تشكيل القائمة المشتركة والسعي لأجل انجاحها بكل ثمن.
فاليوم سرنا مع المشتركة المتجددة ننسج احلامنا وكي لا يتركنا الزمان حطاماً يجب المشاركة بكثافة والتأثير وصنع التاريخ معاً لأننا شعب يستحق الحياة.