|
|
|
سِجالٌ وتَماهٍ بينَ شاعرةٍ وروائيّةٍ في مكنوناتٍ أنثويّة! بقلم: د. روزلاند دعيمالتاريخ : 2019-09-20 14:52:18 |يُسعدُني ويُشرّفني أن أحتفي بالأديبة فاطمة يوسف دياب، وما يُعزّز حفاوتي هو محاورتها في كتابها "مكنونات أنثويّة"، لقصائد الشّاعرة الرّائعة آمال عوّاد رضوان. يفرض علينا النّصّ "مكنونات أنثويّة" بطبيعته القراءة، بحسب نظريّة الاستقبال، أو التّلقّي الّتي تُعنى بالعلاقة الجدليّة بين النّصّ والقارئ، إلّا أنّ هذه العلاقة تخلق جدليّة جديدة، وهي: *"مَن هُما طرفا الحوار؟" عِلمًا، بأنّ القارئ المُتلقّي هو أحد الطّرفين، فمَن هو الطّرف الثاني! *هل هي الرّضوانيّة صاحبة النّصوص الأصليّة (آمال عوّاد رضوان)، أم أنّها الطمراويّة صاحبة المحاورة العميقة؟ *هل هي صاحبة النّصّ الشّعريّ غزير الطّلاسم (آمال عوّاد رضوان)، أم أنّها الأديبة الذّكيّة (فاطمة دياب) والّتي تمكّنت من فكّ الشّفرة والرّمز، وقراءة النّصّ محكم البناء والنّسج، لا بل استطاعت أن تنقلّ ما فكّته وفكّكته من رموز، إلى المُتلقّي الجديد الّذي يقرأ فاطمة، والمُتلقّي الأول الّذي يقرأ آمال... عمليًّا.. نحن أمامَ علاقةٍ مُركّبةٍ ومُعادلةٍ مزدَوجةٍ من عملية التّلقّي، حين يُصبح المُتلقّي مرسلًا للنّصّ الأصليّ، أي للعشرين قصيدة الّتي اختارتها فاطمة من قصائد آمال، وحين يستقبل القارئ أو المُتلقّي النّصّ الأول الشّعريّ، من خلال استيعابه للنّصّ النّثريّ والحوار بينهما، وهذا يقودُنا إلى الواقع الجديد بحسب نظريّة التّأثير والاتّصال، حين يجتهد القارئ - وفي هذه الحالة فاطمة - لسبر أغوار النّصّ واستكناه معالمه الباطنة، يبحث عن نصٍّ غير صريح. ومن خلال المغازلة بين فاطمة ونصّ آمال، نشأت العلاقة الجدليّة الّتي خلّدت نصّ آمال، من خلال الكنز مكنونات أنثويّة. مكنونات أنثويّة: حين نمسك الكتاب بين أيدينا، يلفت نظرنا لون غلافه الّذي أتى بأحد درجات أقوى الألوان، الأزرق الّذي طغى على خلفيّة الصّورة وفضاء النّصّ، حيث أن "الصّورة تساوي ألف كلمة"، بحسب ما نُسب إلى الفيلسوف الصّينيّ كونفوشيوس. ويُطلّ من الغلاف شلال قويّ يشقّ مرتفعًا لشقّيْن، تقف عن يمينه فتاة يافعة تحت شجرة خضراء، وعن يساره فتاة، على ما يبدو أكبر سنًّا، تجلس على وجهٍ تمّ تشكيله طبيعيًّا بالصّخرة، وفي حين يتدفّق الشّلّال من ورائها تُطلق طيرًا ثامنًا إلى الفضاء، كأنّهم نوارس أو حمام زاجل، بكلّ ما تحمله تداعيات وإيحاءات وسيميائيّات هذيْن الكائنيْن، من قدرة ووظيفة على تعزيز التّواصل بين طرفي الهُوّة. على الغلاف أتى العنوان الرّئيس "مكنونات أنثويّة"، بينما تمّ تفصيله بعنوان جانبيّ أتى على الصّخرة اليمنى: "فاطمة يوسف ذياب تحاور قصائد آمال عوّاد رضوان"، وإن نظرنا إلى العنوان باعتباره مفتاحًا رئيسًا لقراءة النّصّ، فإنّ المكنونات هي الخفايا، ومكنونات أنثويّة هي تلك الأسرار، أو الأفكار، أو الأحلام الّتي تحملها الأنثى صاحبة مكنونات القلب والنّفس، والعقل والرّوح، فمن خلال المغازلة الأدبيّة بين الاثنتين تشكّلت هذه المكنونات، وأتت إلينا بحلّتها الأدبيّة الحاليّة. ونهايةً، الآثارُ الأدبيّةُ المعاصرةُ أدخلتْ تحويرًا على وظيفة القارئ، حين جعلت منه طرفًا في النّصّ، تُوكّلُ إليه مُهمّةَ المشاركة في تأليفه.،وهذا ما حدث في النّصّ الحداثيّ الّذي قدّمته لنا الرّوائيّة فاطمةدياب، في حوارها مع الشّاعرة آمال عوّاد رضوان.
تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |