www.almasar.co.il
 
 

ندوة في المركز الجماهيري قي ام الفحم عن الاصدار الجديد للكاتب ممدوح اغبارية

خلال أمسية ثقافية دافئة، نظم المركز الجماهيري بالتعاون مع بلدية أم...

صدور كتاب "الإمامة اليهودية في الإجابة على نابليون بونابرت" للكاتب ممدوح اغبارية

يسر دار نشر مكتبة كل شيء أن تعلن عن إصدار كتابها الجديد "الإمامة...

تقرير: جيش الاحتلال أحرق 3000 وحدة سكنية بشكل كامل في غزة

يعمد جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي وخلال حملتهم العسكرية البرية على...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

ممدوح كامل أغبارية/ أم الفحم ما بين الغيبية وغياب السببية في علاج حوادث القتل

التاريخ : 2012-02-19 20:54:21 |



سيغيبُ عن مائدة الجمعة هذا الأسبوع الشاب مثقال فتحي إغبارية، ولن تحفظ أمه كما اعتادت قطعة الدجاج المفضلة لديه. ففي هذا اليوم، تطهو سائر الامهات الفحماويات، وفقا للتقليد الأسبوعي، الملوخية والدجاج عند الغداء ، وأم مثقال (أم-أيمن) ستبحث بين أبنائها وتنقب في وجوه كل من زاروها الأسبوع الأخير مُعَزّين، عن شيء يُذكرها به، ولن تجد سوى سريره وملابسه وأشياءه وقطعة الدجاج التي أحبها.
سيحدث ذلك يوم الجمعة هذا، وسيواسيها أقرباؤها وما تبقى من مُعزين ومتعاطفين معها وعائلتها، هذا ما قدّر الله وكتب، ومن هنا نبدأ.
لست عالما في الدين، ولكني أؤمن بالله وقدره، ولا يغيب عني قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من رأى منكرا فليغيره بيده،فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وهذا أضعف الإيمان".
قد يفسر البعض كلامي الآتي مغرضاً أو جهالة على أنه اعتراضٌ على مشيئة الله، وفي هذا استعجالٌ وتجنٍّ، فما أطرحه هو تساؤلات مشروعة ومطلوبة، عسى أن تسلط الضوء على ظواهر تشير إلى إستفحال العنف والتسليم بوجوده بنيويا في مدينتا الحبيبة أم-الفحم.
أن تمطرَ كثيرا هذا الشتاء، قدر، وأن تعاني البشرية من كوارث طبيعية، قدر، كل شيء في حيواتنا قدر، ولكن أن نظن أن غياب الأمان وتفشي العنف في المدينة، هو قدر ولا شيء إلا القدر وكفى، لا يتحمل مسؤوليته البشر، فهذا إما تغابٍ أو غباء.
23 عاما وبلدية أم-الفحم تواسي أبناءها عن طريق اعتماد تفسيرات تكمن في صلبها الغيبية التي تغيب العقل، والتي تغيب أيضا السببية في معالجة آفات المجتمع.
يذكرني هذا بمثل شعبي مفاده أن الذي لا يجرب ألعاب الحظ من غير الوارد أن يربح أو اخرا مفاده " أسعى يا عبد وربنا برزقك ، وأن جلست يا عبد محدش بنفعك "، وكأن أحدا ينتظر أن يحمي الله أولاده من مطر الشتاء دون بناء سقفٍ للبيت ، حيثُ باتت تعجُ حياتنا في المحافل السوداوية الحزينة والقضايا الجوهرية. وفي كلٍ منها تبررُ قيادة البلدية والحركة الإسلامية ذالك بأن هذا قدر الله وإرادة عليا وسببه الأساسي ابتعادنا عن الدين ، وليس تقاعسنا عن العمل والتخطيط والتصدي للآفات المجتمعية مثل العنف !!! .
حيث يغيب عن هذه القيادة أيضا أهمية طرح البدائل والعمل مع المجتمع الفحماوي, بتعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية السامية ودحر الثقافة المجتمعية البالية ، التي تشكل أرضا خصبة للعنف ، من تعنيف النساء وعقلية "جحرني وجحرته" ونفسية الأنتقام و"مرجلة" باب الحارة ، حيث ينبت العنف في البيت ويترعرع في المدرسة وينمو في الشارع ويبلغ في المقهى أو حتى في الأفراح التي يطلق فيها الرصاص كأحد أشكال العنف للتعبير عن الفرح. !!!

حيث إن الثروة الضخمة لبعض الفاسدين حسب منطقهم ، إرادة عليا وقضاء وقدر، وإن توزيع الموارد والمناقصات في البلدية على المقربين من البعض إرادة عليا وقضاء وقدر، وتفشي العنف وحوادث القتل الأسبوعية إرادة عليا وقضاء وقدر، وتدني المستوى التعليمي ونسبة الجامعيين المنخفضة إرادة عليا وقضاء وقدر، وتدني الأجور في سوق العمل الفحماوي إرادة عليا وقضاء وقدر، وعدم وجود منطقة صناعية تحوي المصانع وتُركز كل المصالح الصناعية في منطقة واحدة، إرادة عليا وقضاء وقدر، وغياب المعايير العادلة والنسبية بتوزيع الأراضي الممنوحة من الدولة للفقراء (الشيكونات)، إرادة عليا وقضاء قدر.
وهكذا دواليك في كل إدارة بلدية، وفي كل مكان يتواجد فيه مندوب للبلدية والحركة الإسلامية يُفَسَر حالنا وموتنا السريري بالابتعاد عن الدين وحتمية القضاء والقدر.. وما ذلك إلا عملية تخدير مستمرة تُغَيِب عن طريقها الحركة الإسلامية العلاقة السببية بين المآسي والآفات المجتمعية وسوء إدارتها للبلدية، وكذلك العوامل الحقيقية لظهور تلك ألآفات ، وهذا يعتبر انكفاء عن مواجهة الحقيقة، فالنظر في المسببات طريق علمي لمعرفة السبب الموجد لها. فبات غير مقنع الترويج أن المجتمع الفحماوي قادر لوحده على مواجهة غول العنف والجريمة ومن يعول على ذالك ، فهو حالم وتحركه قيم غير موجودة إلا في كتاب الفيلسوف اليوناني أفلاطون "المدينة الفاضلة" ، إذ أن وظيفة القيادة البلدية اكتشاف تلك الأسباب وامتلاكها ومجاراتها بأدوات المرحلة الراهنة لتغيير الواقع وإقامة المنشود ، وليس التعويل فقط على المجتمع وصلاتهم وأيمانهم.
لكل نتيجة سبب، منها المباشر أو غير المباشر، وإن اختباء البلدية وراء الإرادة الإلهية، ورهن معدن أبناء بلدنا المؤمن الطيب لمسوغاتهم ولتفسيراتهم، ليس إلا توظيفا رخيصا للفكر الشمولي أفيونا يتناوله الناس عبر استخدام الدين فيما لا يخصه.
إن أم-الفحم بحاجة لإدارة تكنوقراطية تعتمد التخصصات العلمية ومجلس إداري كله كفاءات متخصصة ، تعالج الحالة المستعصية عن طريق أدوات علمية ، تحفظ القانون والنظام وتُعيدُ السكينة والأمان عبر توفير مناخ وبيئة نابذة للعنف ، ترفع الظلم عن أهالي الأحياء الفقيرة وتنحاز لهم ، وتوقف تهميش فئات واسعة من المجتمع الغير معدودة على الجهات المتنفذة والحركة الإسلامية ، تشجع التسامح والتعليم وتعزز المحبة الغير مشروطة بين الناس ، وليس أدارة وقيادة حلها الوحيد هروبا من الواقع والتستر بالقضاء والقدر، فقد قال تعالى :{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ] (سورة الانسان:3[، صدق الله العظيم.
أخيرا أقول إن كل ذالك لن يعيد مثقال إلى أمه وأبيه، فإننا لم نفقده يوم الجمعة الأخير، بل أنه قُتِلَ يوم قُتِلَ الثور الأبيض، من أمل محاميد حتى مثقال إغبارية، كل السلام والرحمة، وليُسكِنَكم الله فسيح جناته.


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR