www.almasar.co.il
 
 

د. نائلة تلس محاجنة: محاورة الضوء.. مصورة شمس وطنية!

ما بين الجانب المظلم والجانب المضيء يتدرج الظل الذي يستدرك التكوين...

د. نائلة تلس محاجنة: مغامرة السطور…!

نشأتُ من رحم امي الاميّة التي لا تستطيع سوى رسم اسمها حين يطلب منها...

لائحة اتهام ضد مواطن يهودي احتال على مواطنين عرب واختلس منهم مليون و700 الف شيقل

قدّمت النيابة العامّة لواء حيفا (جنائي)، اليوم الثلاثاء، لائحة اتهام...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

نائلة تلس محاجنة: في أروقة غرفة الطوارئ

التاريخ : 2019-10-14 15:00:21 |



كانت لحظات الأصيل مشارفة خلال رجوعها من الجامعة على احدى الطرق المكتظة في هذا الوقت بازدحام مروري خانق، ولكنها كانت في قمة يقظتها وهدوئها، تقود سيارتها في سرعة بطيئة تتأمل "الكسّارة" التي ملأت المكان غباراً ينهش بتاريخ الارض وصبغتها، والجانب الآخر الذي تنتصب به أشجار صامدة في هذه الارض المقدسة ... وبلحظة مباغتة كأن كائناً من الكوكب الآخر لطم بخلف السيارة حتى رفعها لأعلى لتسقط بقوة وتصطدم بسيارة أمامها. لم تشعر حينها الا بأنفاسها تُحتبس في رئتيها وتغلق الأوردة أبوابها مغيبة الأمانة في إرجاع الدم المحمل في الأكسجين، وبدا العالم من حولها كما دولاب يتدحرج على أحد منحدرات حدودية الهوية تلتف فيها الناس في تهاتف متناقض، الى ان وصلت سيارة الإسعاف المكان ليضعها الطاقم كما قالب حجري ويحزمها بأحزمة الموت....

وصلت غرفة الطوارئ يتلوى وعيها بين أصوات الأقدام وقامات ترتدي الأخضر الباهت وبين غيابات الألم وازدحام الأوجاع... فشعرت بجسدها يتكدس كما صخرة جاثمة على لوح خشبي يلتف على رقبتها طوق الرقبة اللعين.   خلال وقت لاحق جاءت الممرضة تخاطبها متوقعة سلسلة من الإجابات!!! وتمسك اطرافها دون الشعور بطوفان الألم... تركتها وغابت... حتى اضطر طاقم الإسعاف المرافق ان يضعها على أحد الاسرّة دون التأكد من صلاحية التعقيم ونظافة المكان. هي لحظات اشبه بسجن الشوك، ان يسيطر عليك العجز عنوة.

تركوها لساعات دون وصول طبيب، وبين لحظة وأخرى يشَق الستار لتطل عليها ممرضة تنظر اليها بنظرات مكفهرة تحمل سحابات قاتمة في حالة من الاغتراب، في حين لا يزال اللوح الخشبي يفقدها الاحساس بالحيز والياقة كاتمة لإنفاسها. وبعد كثير من الانتظار وصل طبيب العظام لينتزع الياقة كما ينتزع الحارث منجله من بين أكوام السنابل! متناسيا الدرس الاول بالإسعاف.   ويغيييييب...

خيمت ساعات من الغياب والتجاهل ليتخبط اروقة دماغها وثنايا افكارها سيناريوهات من الظلام الدامس ... الى أن وصل الطبيب المسؤول بذات الدورية، بدأ باستجواب وصفي للحادث، يستخبر بحاجب مرفوع وآخر منكمش!! وهي بجمل متقطعة تصف ما حدث، وان رأسها التطم بالمقود فيقاطعها "لنقل ان هذا ما حدث" جملة صفراء من طبيب بملامح واصول مكسيكية ولسان عبري ليس طليقاً ليأخذ وظيفة محقق "محتل" بدلا من طبيب بصفات ملاك... لتسأل نفسها هل دُرّس الإنسانية قبل الطب!؟ وهل يستشعر الألم كما البشر!؟ وهل أُشبع غذاء الشك بالمرضى دون اليقين بالرحمة!؟ وهل تعلم لغة التواصل واخلاق المهن الإنسانية!!؟ 

هي لحظات تجسد الغربة داخل الوطن... والوطن الغريب داخل النفس والروح...هي الروح حين تُمزق على ارض الوطن وفي أروقة غرفة الطوارئ....

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR