www.almasar.co.il
 
 

وقفة احتجاجية في أم الفحم تضامنًا مع الناشطين محمد طاهر واحمد خليفة ومطالبةً بوقف الحرب على غزة

شارك العشرات من الناشطين، مساء اليوم الخميس، في وقفة احتجاجية نظمت في...

حلمت لسنوات بمنزل جديد وفازت بالجائزة الأولى في اللوتو

فازت استمارة واحدة بالجائزة الأولى بقيمة 16 مليون شيكل في مسار الدابل...

لئومي يواصل استثمار الموارد لخدمة مريحة أكثر ويفتتح فرع باقة الغربية من جديد

افتتح بنك لئومي، مؤخراً، فرع باقة الغربية، في موقعه الجديد في مجمّع We...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

حكايات من بلدي (1).. سفر برلك وإبهام جدي المقطوع/ بقلم: تميم منصور

التاريخ : 2020-03-07 23:55:49 |




احتل الاتراك العثمانيون بلاد الشام ومن ضمنها فلسطين - بعد الانتصار على المماليك في معركة مرج دابق عام 1516 - واستمروا في حكمهم اربعة قرون أي حتى عام 1918 .

خلال فترة حكمهم مارسوا كل انواع الظلم والاستبداد ونهب ثروات المواطنين وزرع الفساد والخوف والرعب، من بين هذه الممارسات الظالمة التي فرضوها التجنيد الاجباري على المواطنين العرب للالتحاق بالجيش العثماني، فقد كانوا يسوقون الشباب العرب من غير رحمة ولا شفقة الى ساحات القتال، في القفقاس واليونان والبانيا وبلغاريا واليمن وغيرها من المناطق التي سيطروا عليها ، وغالباً ما كان معظم هؤلاء الشباب يموتون من شدة البرد والجوع أو خلال المعارك .

ان ارغام هؤلاء الشباب على ترك ذويهم ضمن ما كان يُعرف بسفر برلك ، أي التجنيد الالزامي سبب اضراراً للمدن والقرى التي ينتمي اليها هؤلاء الشباب، لأنهم بمثابة قوة عمل حيث يساهمون بالزراعة والحصاد ، و في إعالة ورعاية اسرهم ، وكثيراً ما كانوا يأخذون رب العائلة تاركين أطفاله تحت رحمة الفقر والجوع .

من بين هؤلاء الذين وقعت عليهم " قرعة العشرة " كما كانوا يسمونها، كان جدي والد أبي الذي ظهر اسمه من بين أسماء المكلفين في الخدمة العسكرية .

وجد جدي نفسه بين خيارين كل منهما أصعب من الآخر، إذا استجاب لطلب الخدمة العسكرية فأنه سوف يترك اخوته الأيتام دون معيل - فقد كان والده متوفياً - وهو وحده القادر على العمل وادارة شؤون الأسرة المكونة من 15 فرداً ، أما الخيار الثاني بأن يصبح " فراراي " أي فاراً من الخدمة العسكرية يطارده ويلاحقه عناصر الجندرمة التركية في كل مكان ، وفي حالة القاء القبض عليه تتم مقاضاته أمام محكمة عسكرية عرفية ، غالباً ما تصدر أحكام الاعدام بحق الشباب الفارين .

لكن جدي الذي شعر أنه دخل مأزق الخوف ورعب ، لجأ إلى خيار ثالث أكثر صعوبة من الخيارين السابقين كي يتخلص من " سفر برلك " مثل اضطراره للقيام بأمر لا يصدقه العقل، فكم تمنى ان يكون معاقاً حتى يتخلص من هذه الورطة التي ستسرق عمره وحياة أخوته ، لقد حاول مرة القفز عن الحصان لعل ظهره ينكسر أو تتعطل إحدى أطرافه .

قال جدي وهو ينبش في ذاكرته التي أصابها الوهن، لكن أمام تدفق الأحداث تستيقظ وتتحول إلى غربال تسيل منها مرارة الذكرى :

جاء المختار الى بيتنا برفقة اثنين من رجال الجندرمة التركية ، لإبلاغي بأنه قد حان تسليم نفسي لهم خلال يومين.

حاولت زوجتي الاعتراض وتقدمت من الحصان الذي يركبه أحد رجال الجندرمة كي تستعطفه ، لكنه قام برفسها بحذائه وأوقعها أرضاً ، ثم نادي علي وأمرني بتوفير " عليق " لحصانه الجائع . وأيضاً لخمسة من الخيول الخاصة بالقوة المكلفة باحضار المجندين من القرية ، أما المختار فبدلاً من القيام بالتخفيف من عدوانهم وصلفهم قال وهو يتوجه الى زوجتي التي قامت عن الأرض تجر وراءها حزنا وخيبة أملها " دبروا اكم جاجة لاطعامهم وحتى ما تفضحونا " .

- ها ... كون جاهز لتسليم نفسك ... قالها المختار وهو خارج من البوابة الحديدية.

أضاف جدي : قلت للمختار لا عليك ... سوف أقوم بتسليم نفسي الى مركز التجنيد في مدينة طولكرم بعد يومين ..!

ثم سارعت ووضعت في يد الشاويش التركي المسؤول عن القوة " باش بوزك" ثلاث مجيديات - المجيدية نوع من النقد المالي التركي تم صكها بعد رحيل السلطان عبد الحميد، وهو أحد الذين بذلوا جهوداً بإدخال اصلاحات شملت اموراً ادارية هامة - .

بعد أن نظر " الباش بوزك " التركي الى قطع النقود في يده ، لم يصدق نفسه وأخذ يصيح " أنت كويس .. أنت كويس .. بعدين سفر برلك " ، بنرجع بع أسبوعين .

بعد خروجهم أخذت والدتي وزوجتي وأخوتي الصغار و الجيران والأقارب يبكون وينوحون بصوت عال، لقد تحول بيتنا الى مقر للعزاء، أما أنا فكنت في حالة ذهول وحيرة لأنني خسرت ما كنت أدخره ، خسرت المال والجندية في الطريق .

أكمل جدي حديثه وهو يقوم بلف سيجارته : كنت أعرف غارات عسكر الجاندرمة وعرفت أنهم سوف يعودون لاحضار المطلوبين الى ساحات القتال، وكان لا بد أن اتخلص من ترددي، فقررت وضع حداً لهذه الغارات، لأنه ليس مصيري وحدي المتعلق بسفر برلك، بل مصير عائلتي زوجتي وأطفالي وأيضاً أخوتي ووالدتي الذين ليس لهم احداً غيري .

كان قراري جنونياً، وحشياً .. لا يهم سأقطع أصبعي .. الابهام .. ابهام يدي اليمني حتى أصبح معاقاً وتسقط عني الخدمة العسكرية .

لم أبلغ زوجتي بهذا التصرف الجنوني.. بل كتمت الأمر في نفسي ، وكان القرار بعدم التراجع أو الضعف .

في الصباح دخلت الى غرفة صغيرة ، منزوية ، أغلقت الباب تناولت آلة حادة - وهي عبارة عن القدوم الذي يُستعمل في النجارة - قمت بشحذه بواسطة مسن خاص حتى أصبح طرفه حاداً جداً ، وكنت قد ذهبت إلى أحد أصدقائي من الذين أثق بهم وطلبت منه مساعدتي في قطع ابهامي ، رفض في البداية واتهمني بالجنون وعندما قلت له أن هذه الوسيلة الوحيدة لانقاذ نفسي وأولادي وافق على مضض .

طلبت منه أن يحضر لي كمية من الزيت المغلي كي أغمس اصبعي فيه بعد قطعه ، فتح صديقي الباب بحذر ، حاول منعي ، لكن كان قراري جاهزاً .

وضعت أصبعي على خشبة مربعة، وبجميع قوتي قمت بضرب ابهامي، من شدة الضربة صرخت بأعلى صوتي و سقطت على الأرض ، دارت بي الغرفة ، رأيت صديقي يهرع الى وفي يده "كيله " فيها الزيت المغلي ، وضع يدي ، شعرت أن أوجاع العالم قد تجمعت في بقايا أصبعي الذي رأيته على الأرض مخضباً بالدم .

كانت لحظات مخيفة وموجعة، ما زال صوتي يحمل همهمة الوجع ، وأصبعي منقوعاً بالزيت ، وصديقي الواقف أمامي يبكي .

نظرت إلى جدي الذي أخفى دموعه، ما زالت هذه الذكرى تثير في جسده القشعريرة ثم نظرت إلى أصبعه المقطوع فوجدت كتلة من اللحم مكومة، لا تظهر بأنها بقايا أصبع بل تظهر كأنها شاهدة على زمن حمل البؤس والخوف.

عندما رأى المسؤول عن جمع الشباب وارسالهم لسفر برلك أصبع جدي المقطوع أعلن أنه لا يصلح للجيش .. وبفضل الأصبع تم اعفاءه .. مع العلم أن أربعة من اقاربه الشباب ذهبوا معهم ولم يرجعوا .. قتلوا ولم يعرفوا أهلهم أين دفنوا .

 



Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR