عدنان عبد الهادي محاميد: وباء الكورونا يشل اقتصاد البلاد.. فهل من منقذ لعمالنا العاطلين عن العمل؟

التاريخ : 2020-04-05 18:42:42 |

‌منذ أن حلت الجائحة المشؤومة على بلادنا وعلى العالم، والبلاد بكاملها تعيش في أزمة متواصلة ومستمرة بسبب توقف وتعطيل جميع الأشغال في المصانع والورش والمؤسسات والمشاغل، التي كانت تعمل وتنتج وتشغل أكثر من مليون ونصف من الأجيرين وأصحاب المصالح الحرة والمقاولين.
وقد حل الضرر نتيجة فيروس الكورونا بالمجتمع الاسرائيلي والوسط العربي بشكل خاص الذي تلقى ضربة مؤلمة حيث قرانا ومدننا تعيش على العمل الأجير ولا يوجد صناعة ومشاغل تستوعب عمالنا وأبناءنا.
ويلاحظ أن مدينة أم الفحم وكثيرا مثلها من البلدات العربية تعيش في أزمة وضائقة إقتصادية خانقة، حيث الآلاف من العاطلين عن العمل من أصحاب عائلات مباركة الأولاد عليها إلتزامات مالية وديون. وتحتد هذه الضائقة التي تصيب مجتمعنا العربي خاصة بما يتعلق بعمالنا الذين يعتاشون على الدخل الشهري واليومي. ولذلك يتطلب من المسؤولين في مجتمعنا ومن البلديات ومكاتب العمل ومؤسسات التأمين الوطني العمل السريع وإيجاد الوسائل والطرق لإنقاذ اهلنا من هذا الوضع غير طبيعي الذي أحدثه فيروس الكورونا.
ومدينتنا أم الفحم وجميع أبنائها بأكثريتهم الساحقة عمال أجيرون يعملون خارج المدينة، وبسبب الوضع المتردي قد تعطلت سبل الحياة والعمل امامهم. ولهذا على الحكومة ان تلتزم بحل هذه المعضلة وهذه الازمة، فهناك الآلاف من الشباب تحت سن العشرين من العمال الشباب والشابات، ومن الطلاب الجامعيين الذين توقف تعليمهم في الجامعات فانضموا الى سوق البطالة والى الضائقة الاقتصادية والمالية.
كما يجب البحث مبكرا على الحلول السريعة لقضية أزمة البطالة وما وعود رئيس الحكومة عن مساعدات ودعم بـ500 شيكل للعائلات (للولد الواحد) الا ذر الرماد في العيون، ولن توفر الحل المطلوب. وعليه يجب أن تتعهد الحكومة والدولة بإيجاد دخل ملموس وواضح لتلك العائلات، وبخاصة العائلات مباركة الاولاد. نعم، نحن ندرك صعوبة الوضع والازمة التي حلت ببلادنا والعالم، ولكن على الدحكومة ايجاد الطرق والسبل للتغلب على هذه الازمة التي نتمنى من الله أن لا تطول وأن تعود البلاد والعالم الى سابق عهدها بالعمل والانتاج، وان يسود الامن والسلام بلاد العالم.
وفي هذه المناسبة نتوجه لحكام بلادنا العمل لإطلاق سراح الاسرى والسجناء الذين يتهددهم خطر الموت، خشية تفشي فيروس الكورونا وتلك الجائحة التي تهدد العالم والبشرية. اذ ان حكام بلادنا لا يقومون بإيجاد حل عادل لإطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين من السجون والمعتقلات التي يتهددهم فيها هذا الوباء الخبيث.
إننا نرى تقاعس حكومات عديدة في العالم عن معالجة فيروس الكورونا وما زالت الضحايا تسقط في اوروبا وامريكا والخطر الداهم يهدد بلادنا في الشرق الاوسط. ونأمل من الله أن يزيل هذا الوباء الخبيث وتنتصر الإنسانية على هذا الوباء، ولتضع دول العالم الميزانيات المطلوبة والعقول السليمة من أجل إنتاج الدواء المطلوب والملائم، بدل أن توضع الميزانيات بالمليارات لإنتاج سلاح الابادة للإنسان وان تحول هذه المليارات لخير البشرية وانتاج الدواء والصناعة لخير البشرية.
ونتمنى الشفاء العاجل لكل المرضى والشفاء لجميع أبناء الانسانية جمعا، ولأبناء شعبنا الفلسطيني.