الأدب الإلكتروني في العصر الرقمي.. بقلم: الدكتور معراج أحمد معراج الندوي

التاريخ : 2020-05-13 00:09:37 |

إن التاريخ الأدبي عرف تطورا في الأنواع الأدبية تبعا لمتطلبات العصر. وتعد تجربة الأدب الاكتروني عامل إثراء وغنى في الأدب العربي المعاصر تراكم على المنجز من التراث الإبداعي والنقدي، لأن التطور في الأشكال التعبيرية سيمة طبيعية تستجد من عصر إلى عصر.
إن التطورات التي شهدتها التسعينات في مجال الانترنت فظهرت برامج حديثة ومتصفحلت أكثر تطورا من المتصفحات التقليدية، إذ فقد الأدب التفاعلي بريقه بسبب الإمكانات الجديدة التي أتاحت لها التطبيقات الحديثة على شبكة انترنت الدولية في المعلومات التكنولوجيا، وكان ذلك سببا في تطوير فكر الأدب التفاعلي ليتحول إلى الشكل الأحدث الذي يعرف بالأدب الاكتروني.
الأدب الإلكتروني هو الأدب الذي يولد رقميا كحاضن لأشكال جديدة من الاتصال والإبداع والتواصل الاجتماعي. الأدب الإلكتروني ليس كما يعرفه البعض أنه الأدب الذي يكتب بدون قلم وحبر وورقة، الأدب الاكتروني هو الأدب الطبيعي ولكن تختلف طريقة كتابته ونشره ولكن المنتج واحد بالنهاية.
الأدب الإلكتروني هو الأدب الذي يتحدث عن عالم الرقيمات وما يحدث في داخله، فيصف كل مناحي الحياة الإلكترونية مثلا الحب والصداقة والفن والتسوق والأدبيات الحياة الإلكترونية. الأدب الإلكتروني هو الذي يتحدث عن ما يحدث في داخل العالم الإلكتروني، فالأدب الذي ينشر بطريقة الإلكترونية، وهو أدب الطبيعي ولكن تختلف طريقة نشره من الورقي إلى الإلكتروني.
الأدب الإلكتروني نوع من أنواع الأدب يتألف من أعمال أدبية تنشأ في بيئة رقمية، أي عن طريق الحواسيب الشخصية والإنترنت. فإن الأدب الإلكتروني لا يعني انجاز نص أدبي على الورق ثم نشره او طباعته أو توزيعه بوسائل الكترونية لكي نقول إنه الكترونياً، إذ إن الأدب الالكتروني لا يمكن إنجازه خارج المجال الإلكتروني، لأنه يتحقق بواسطة البرامج المعلوماتية، ولا يُقرأ إلا من خلال شاشة الكمبيوتر وعبر تشغيل البرامج.
إن التكنولوجيا الجديدة قد فرضت متطلباتها على الأدب، إذ لا يمكن لأي باحث أن يستغني عمّا تُتيحه التكنولوجيا من وسائل جديدة، لذلك لابدّ من تقديم مادة الأدب والتقنية لمواكبة عصرهم، وأن ما يحدث اليوم يشكّل تغيّرا هائلا في مجال الإبداع الأدبي، يجمع بين المرئي والمقروء، والصّورة والفكرة، والمسموع واللامسموع والحركة والسّكون، وفي هذا السياق، يكون الأدب الاكتروني قادراً على الوصول إلى مستخدمي الإنترنت بطريقة أسرع والتأثير فيهم. وبما أنّ الأمر صار مفروضا وطبيعيا في هذا العصر، فلابدّ أن نتأقلم مع هذا النّوع الجديد من الأدب، لأن الجيل الجديد يُصاحب الوسائل التكنولوجية الحديثة.
يفتح الأدب الإلكتروني آفاقا جديدة لم يكن الأدب الورقي والكتابي يتطرق إليها تتمثل في معرفة نماذج جديدة من النصوص الأدبية مثل الشات والحوارات الشخصية ورسائل البريد الإلكتروني. واليوم أصبح الأدب الإلكتروني حقيقة أدبية تميز العصر التكنولوجي في العالم.
إن الأدب الاكتروني سيكون الأدب التفاعلي في المستقبل، يعتمد هذا الأدب على الحوار النصي المباشر مع المتلقي، فضلا عن اتساع وسهولة النشر في كافة أرجاء العالم باستخدام ما يسمى بالنشر الإلكتروني، فهو يجمع بين الكلمة والصورة والموسيقى والألوان ويمنح للقارئ أو المُتلقي مساحة للتفاعل، لذلك يجب على الأدب أن يتساير مع التطور يخلق نوعا جديد من الأدب يسمى الأدب الالكتروني، فالأدب الأكتروني هو أدب وليد يشهد تناميًا ملاحظًا في جميع الثقافات للاستفادة من معطيات الثورة الرقمية وتوظيفها أدبيا بما يفتح آفاقًا جديدة للعملية الإبداعية.

* الكاتب استاذ مساعد رفي قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة عالية ،كولكاتا - الهند
merajjnu@gmail.com