|
|
|
جُنديٌّ إسرائيليّ يلقى حتفه عَبَثاً.. لماذا؟ بقلم: جدعون ليفيالتاريخ : 2020-05-16 18:23:13 |(عن هآرتس،14.5.2020 ترجمة: أمين خير الدين) من الصعب رؤية الشريط: جنود مُدجّجين بالسلاح يقفزون ويصرخون بنشوة كأنّها نشوة دينيّة، يحيطون بزميل لهم، يتحركون حَوْلَه كأنّهم باحتفال دينيّ. " مَن المجنون؟ أنا المجنون"، يهتفون بانتصار على الجندي في الوسط، أصواتهم مبْحوحة. مغسولي الأدمغة "مُسمّمين"" بما يقولونه لهم وبما يتعلّق بحبّ إسرائيل، رقصهم فيه عُنْف: وكذلك ألفاظهم. مَن المجنون، أنا المجنون. كلام واضح: لا تختبروننا. نحن مجانين، الموقف مخيف. من السهل أن تتخيّل كيف تعمل هذه المجموعة، مجموعة (سيِّرت غولاني) فرقة استكشافٍ من غولاني، في الأراضي المحتلّة، لهذا الغرض أُعِدّوا. ليست لديهم طريقة أخري ليعملوا بها باستثناء العنف وبثِّ الخوف، وليس هناك كالرقصة المُنْفَلِتة التي تدفعهم للهدف. الجندي في داخل الحَلَقَة هو العريف الأوّل المرحوم عميت بن غال ، قُتِل أوّل أمس في يعْبّد. بعد أن ألقى عليه فلسطينيّ حجرا من على سطح منزل سَكنٍ في منتصف الليل فقتَلَه. انجرف الإعلام فورا بموجة عارمة من الإنسانيّة والوطنيّة والتعاطف مع العائلة الثكلى - مقابلات تفتِّت القلب ببثّ مباشر للجنازة، لم يُقْتل جندي بعمليّة عسكريّة منذ أكثر سنة. كالعادة اُخِذَت العِبارلت من قاموس الدعاية: الجندي هو "مُقاتل"، والفتى الذي ألقى عليه الحجر "مُخرّبٌ"؛ القرية "مُعادٍية"، والعمل "جريمة". ممنوع الاستسلام لإعلام حقير يعمل لِخدْمة الدعاية: ربّما كان الجندي مُقاتلا، لكنه ليس كذلك عندما يأتي في أنصاف الليالي ليخطف فِتْيانا من أسِرّتِهم. مثل هذه العملية من صلاحيات الشرطة، وفي حالات كثيرة تُنفّذ لتدريب القوى ولاستعراض القوّة أكثر من أيّ هدف خر. "المخرّب" هو شاب يدافع عن بيته وعن أصحابه ويحاول بما لديه من وسائل بسيطة لطرد الغُزاة. الحجر هو سلاح، كما يدّعَى اليمين وبحقٍّ، لكن البندقيّة، الرشاش والقنبلة التي مع الجنود أكثر سلاحا الحجر. القرية"مُعادية"؛ لا توجد هناك قرية ليست مُعادية في كل أرجاء الضفّة الغربية، وليس هناك خلاف ذلك، باستثناء قُرى العُملاء سيئي الذكر، هناك قُرًى مصممة على الكفاح وقُرًى أقلّ تصميما، وجميع هذه القرى مُعادية للاحتلال، وبحق في النهاية، ليست هذه جريمة قِتْلٍ، لو كان العريف بن يغئال ضحيّة جريمة قَتْلٍ. يكون زيد فضل قيسيه ابن ال-15 عاما من مُخيّم الفوّار ضحيّة جريمة قَتْلٍ، وقد أطْلق الجنود النارعليه أمس فقتلوه،. إذا كان مَن يلقي حجارة يُعْتَبَر مُجرما، إذن الجندي المُقاتل الذي يُطْلق النار على الفِتْيان مُجْرِما. قُتِل في مُدَة السنة والشهرين التي لم يُقْتَل بها أيُّ جندي إسرائيلي، 150 فاسطينيّا برصاص الجنود، أغلبيتهم لم تُشكّل خطرا على حياة الجنود. على مدار التاريخ كان إلقاء الحجارة ضدّ الغزاة ، وأيضا في نظر الإسرائيليين، يُعْتَبَر عملا بُطوليّا، وبنظر جريدة "يديعوت أحرونوت، يُعتبر جريمة. اللغة وسيلة فقط. أمّا السؤال هو، لماذا كان يجب ان تحدُث هذه المأساة، وقد لاقى بها جندي إسرائيلي حتفه عبثا. في هذه المرة جاء الجنود لاعتقال مَن ألقى حجارة، في يَعْبَد يلقون الحجارة على الطريق الموصل إلى مستوطنة مبو دوتان، المستوطنة التي تُضيِّق على القرية وتخنقها وهذه المستوطنة ليست قانونيّة أيضا، كباقي المستوطنات، يمكن اعتقال مَن يُلقي حجارة بطُرُقٍ أُخرى أيضا، ومع ذلك هذه الاعتقالات لم تمنع إلْقاء الحجارة أبدا، إنّما تزيدها. اقتحامات الليل التي يقوم جيش الدفاع الإسرائيلي أعمال إجراميّة بلا فائدة. بن غال ورفاقه لم يكن من الضروري أن يتواجدوا في يَعْبَد، ليس لهم غرض من ذلك. آخر مرة كنت في يَعْبَد في رمضان 2017. حينها حاولت ابنة القرية نوف نفيعات، ابنة أل- 15 عاما أن تطعن جنديّا عند حاجز مبو دوتان، أطلق الجنود النار عليها، وَيَظْهِرُ الجنود في شريط الفيديو المؤلم وهم يحيطون بها، وهي مطروحة على الأرض، تنزف وتحتضر، يشتمونها: "موتي، تألّمي، يا قحبه". ويومئذ كانوا مُقاتلين وكانت مُخرِّبة. ويومئذ بديهيا غنَّوْا: مَن المجنون؟ أنا مجنونٌ. 16.5.2020 تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |