وقالت الشرطة انها "اعتقلت عشرات المتظاهرين الذين اخلوا بالنظام العام" واطلقت معظمهم في وقت لاحق، بينما اشار منظمو الحراك الشعبي ضد نتنياهو إلى أن "الاحتجاجات لا تزال متواصلة في شارع بلفور بالقدس والشوارع المحيطة، وسط محاولات من الشرطة لتفريق المتظاهرين مستخدمة خراطيم المياه".

وقالت مصادر اعلامية إن الشرطة حالت دون وصول تظاهرة لنشطاء اليمين من أنصار نتنياهو إلى المكان، منعاً لحدوث أي صدامات بين المتظاهرين من المؤيدين والمعارضين.

ووفقا للمراقبين، فإن التظاهرات ضد نتنياهو، التي تنظم بصورة شبه يومية وفي عدة مدن، باتت تجتذب الآلاف من مختلف أطياف المجتمع الإسرائيلي بما فيهم اليمين المتطرف.

وعمم حراك "نقف معًا" اليهودي - العربي، الذي يعتبر احد المنظمين البارزين للاحتجاجات، رسالة على اعضائه اليوم وجاء فيها: "الحكومة قد فشلت.. فشلوا بالتعامل مع الأزمة الصحية، عندما لم يفعلوا شيئًا بعد الموجة الأولى ليهيّئوننا لجولةٍ ثانية محتمَلة.. فشلوا بالتعامل مع الأزمة الاجتماعية-الاقتصادية عندما استهزأوا بضائقاتنا، نعتونا بـ"خرطة"، أخذوا أموالنا ووضعوها بجيوب أصحابهم. وعندما بدأت كراسيهم ترتجّ، أعطونا القليل جدًا بتأخيرٍ كبير، وافتروا على موظفات وموظفي القطاع العام. فشلوا بالحفاظ على ثقتنا. أخلّوا بالتعليمات التي قد وضعوها بأنفسهم، حاربوا على ميزانية "تضييفات" لأنفسهم، ودفعوا مخطط ضمّ الأراضي الخطير. بعد أن جرّونا لثلاث دورات انتخابية، لم يعودوا يأخذوننا بحساباتهم. لا نتقاسم نحن وهم الواقع ذاته ولا تُطَبَق علينا نفس القواعد. هم منافقون ومنقطعون عَنّا.

يريد السياسيون في الحكومة أن نتشاجر ما بيننا. لذا فنحن سنفعل غير ذلك: سنقف معًا، أشخاص من خلفيات متنوّعة، وسنكون عنوانًا لهم جميعًا. دون امتحانات قبولٍ سياسية، دون الانطواء على أنفسنا باسم مبادئ مجردة - إنما مع التيقن بأن الأمر يتعلق بنا نحن - الشعب - ضد المنقطعين عَنّا. نحن نعلم أن هناك فوارق بيننا، ولكن ثمة رابط يجمعنا وهو مصلحتنا المشتركة والحقيقية بتحقيق التغيير.

نحن نريد تغييرًا جذريًا. لا تغيير شخص، لا لعبة كراسي يشارك بها المنقطعون، ولا تغيير شكلي. نظام جديد، به المجتمع والاقتصاد لا يعملان من أجل نخبة فاسدة - بل من أجلنا نحن. لذلك، سنخرج للتظاهر مساء السبت القريب بنهاريا، القدس وبكلّ مكانٍ ترغبون به بالانضمام للاحتجاجات.

الأسبوع القادم سنقيم محادثات إنترنتية ندعو إليها جميع عضوات وأعضاء الحراك، وكل ناشطة وناشط يرغبون بأن يكونوا جزءًا. سنحتلن حول النقاشات والقرارات الأخيرة التي جرت واتُّخذت في إطار طاقم التنسيق القطري، كما وسنحدّثكم عن انضمامنا للاحتجاجات في كافة أنحاء البلاد إلى جانب تلك التي نقودها نحن، وعن الدور الخاص الذي يقوم به حراك نقف معًا فيها جميعًا، كجسمٍ قادر على الربط بين الاحتجاجات، بين مختلف الفئات المجتمعية، بين المطالب المختلفة، وبين مركز البلاد وضواحيها. 

تأتي هذه الأزمة مرة واحدة في كل جيل. ما سنفعله الآن، سيؤثر على حياتنا لعقودٍ قادمة. لربما لا يمكن منع الكورونا، ولكنّ صعابنا اليومية هي ليست قضاءً وقدر. البديل الذي نحاول دفعه مبني على مجتمع متكاتف وعادل، يتّسع لشتّى الشرائح المجتمعية؛ بموجبه توفر الحكومة حلولًا لمشاكلنا وتستثمر من أجل تقوية وتدعيم الأجهزة العامة. وفق البديل الذي نسعى لتحقيقه، الشعب هو الذي يحكم، وليس المقربين وحيتان الأموال؛ أما ممثلو الجمهور فيذكرون ما هي وظيفتهم، ولا يظنّون أن الله قد اختارهم لملئ وظائفهم. ولكي نحقق كل ذلك، نعرض عليكم بناء إطار شامل لا يقتصر عمله على الربط بين الاحتجاجات النابعة من الضائقة الاقتصادية فحسب، إنما يربطها مع نضال النقابات والتنظيمات العمّالية، مع حماية الأجهزة العامة، ومع المطالبة بالتعامل الناجع والتكافلي مع الوباء. ستكون هذه البداية، ومنها يكون بإمكاننا الانطلاق قُدمًا، وتعزيز قيم المساواة، السلام والعدالة الاجتماعية. من أجلنا، ومن أجل الأجيال القادمة في هذه البلاد.

نحن بحاجتكم/ن معنا في احتجاجنا وببناء البديل للوضع القائم. قد تكون هذه هي اللحظة التي سنذكرها لاحقًا لكونها لحظة إحداث تغيير حقيقيّ.. إننا نواجه أزمةً صحيةً وأزمةً اقتصادية لم نعهد مثلهما من قبل، ولكن بحال ناضلنا معًا على حقوقنا - سنتمكّن من تجاوزهما برأسٍ مرفوع، مع نظامٍ جديد واقتصاد ومجتمع يعملان لصالحنا نحن"- الى هنا بيان حراك "نقف معا".