www.almasar.co.il
 
 

ندوة في المركز الجماهيري قي ام الفحم عن الاصدار الجديد للكاتب ممدوح اغبارية

خلال أمسية ثقافية دافئة، نظم المركز الجماهيري بالتعاون مع بلدية أم...

الوفاء والإصلاح ينظّم ندوة على شرف الذكرى 23 لهبة القدس والأقصى في مدينة قلنسوة

نظّم حزب الوفاء والإصلاح في الداخل الفلسطيني ندوة وطنية على شرف...

رحيل الكاتبة الفلسطينية ميسون أسدي بعد مسيرة غزيرة بالنشاطات الثقافية والنتاجات الادبية

توفيت أمس الأربعاء في حيفا، الكاتبة الفلسطينية ميسون أسدي، عن عمر...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

ندوة ثقافية في عارة: قراءة في كتاب “قراءة سياسية في توراة اليوم وملحقاتها” للشيخ رائد صلاح

التاريخ : 2020-08-08 15:44:29 |



ساهر غزاوي / موطني 48
 
ناقش عدد من الباحثين كتاب "قراءة سياسية في توراة اليوم" للشيخ رائد صلاح الذي صدر حديثا، وهو النتاج الأخير للمؤلف، في ندوة ثقافية عقدت في قاعة مسجد الشافعي في بلدة عارة، مساء امس الجمعة.
وقد أدار الندوة الإعلامي الأستاذ محمد توفيق، وتحدث فيها كل من الشيخ كمال خطيب، القيادي الإسلامي ورئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة، الباحث الأكاديمي د. مهند مصطفى، والكاتب والمحلل السياسي صالح لطفي.
ويقع كتاب "قراءة سياسية في توراة اليوم" في 480 صفحة من القطع المتوسط، حيث هذا الكتاب واحدا من أهم الكتب التي تتطرق إلى هذه القضية، علما أن الشيخ رائد صلاح كتب مسودته في سجن "ريمون". وبذلك يكون هذا الكتاب كتابا مهما آخر من المؤلفات التي كتبت بين جدران السجن مظلمة، والتي تناقش قضايا الأمة بسعة أفق وفهم عميق لحقيقة الصراع.
ويستعرض الشيخ رائد صلاح بأسلوب البحث العلمي والنقاش الموضوعي جميع أسفار التوراة، سواء الأسفار الخمسة الرئيسية أو الأسفار الملحقة بها، ويناقشها برؤية الباحث على أسس علمية، ولكن في ذات الوقت بخلفية الفهم الإسلامي لحقيقة التوراة وما نالها من تحريفات عبر العصور. كما ويقرأ المؤلف أسفار التوراة في محاولة منه لنقض سلسة طويلة من المزاعم التوراتية التي يستند إليها المشروع الصهيوني في كل ممارساته التي أدت في نهاية المطاف إلى نشوء المؤسسة الإسرائيلية في فلسطين التاريخية، بعد طرد أهلها منها.
وفي البداية رحب مقدم الندوة توفيق محمد باسم عائلة الشيخ رائد صلاح بجميع الاخوة والأخوات الحضور، وكما رحب بجميع الاخوة والاخوات الذين يتابعون هذه الندوة الثقافية عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال البث المباشر عبر صفحة "موطني 48" ودعا إلى قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء لبنان وعلى أرواح المسلمين عامة.
وقال الإعلامي محمد إن الحكومة الإسرائيلية تخطأ كل ما تسجن الشيخ رائد صلاح، "فبعد كل سجن يخرج الشيخ أكثر شعبية وأكثر جماهيرية وأكثر إدراكا ووعيا ويخرج مع مؤلفات جديدة، وهذا الكتاب الذي سنناقشه اليوم "قراءة سياسية في توراة اليوم" النتاج الأخير للشيخ رائد الذي كتبه في اعتقاله الأخير الذي كان في 15/8/2017 وهو حقيقة قراءة بحثية علمية من الطراز الأول اذا قلنا أنه يحاكي الفكر القومي ويحاكي الفكر الديني الإسلامي فلا نخطأ وإن قلنا أنها تستحضر الآيات والدين الإسلامي والحق الإسلامي في هذه الأرض المباركة فلا نخطأ بتاتا".

 

الكتاب قنبلة تنسف الروايات الباطلة
وبداية مداخلته، لفت الشيخ كمال خطيب إلى غياب صاحب الشأن، الشيخ رائد صلاح الذي يناقش كتابه في هذه الندوة الثقافية بسبب القيود المفروضة عليه، وتمنى على الله أن يجعل الأشهر التي سيقضيها الشيخ رائد في السجن الذي سيدخله بعد أيام بردا وسلاما عليه وعلى جميع الأسرى وأن يخرج ويكون معنا حاضرا.
وأشار الشيخ خطيب في مداخلته إلى ثلاث ملاحظات تناولها كتاب "قراءة سياسية في توراة اليوم وملحقاتها" وتحدث عن ثلاثة مواضيع أخرى وقال: الشيخ رائد يقول في مقدمة كتابه إن الأفكار كانت تأتيه غير منتظمة وكان يُدون الملاحظات وهذه في الحقيقة على منهج ابن الجوزي في كتاب "صيد الخاطر" وهو من أروع ما كتب وهو عبارة عن فكرة كانت تأتي على الانسان دون مقدمات وفيها كل المعاني الإيجابية وكان يصيدها ويدونها.
واستدرك حديثه بالقول: ليس هذا منهج الكتاب إنما كانت البداية، لذلك يقول الشيخ رائد في المقدمة بعد أن طلب أن يدخل إليه في السجن بكتاب العهد القديم والعهد الجديد وما يسمى في المصطلح الديني "التوراة والانجيل" واللافت أن كتاب العهد الجديد قد وصله من شخص مسيحي، ويقول الشيخ رائد لما ادخل الي الكتاب وفتحته كان مهداه من شخص اسمه أبو نزار يونس، ونزار يونس الإعلامي المعروف من الناصرة والشيخ رائد صلاح معروف أن علاقته معه جيدة وأن تصبح الوقفات والتأملات منهجية عبر متابعة وقراءة كاملة للعهد الجديد والعهد القديم، وهذه الملاحظة الأولى.
أما الملاحظة الثانية، يضيف الشيخ كمال خطيب، فهي فعلا أن الكتاب هو نتاج دراسة نصّية متأنية لكتاب "قراءة سياسية في توراة اليوم وملحقاتها" وليس مواقف متشنجة ذات خلفية سياسية، بمعنى أن المواقف ذات الخلفية السياسية تحاول دائما تخطيئ الأخر وتسجيل عليه المواقف، الأمر ليس كذلك، الأمر هو الوقوف على الفقرة والنص من أسفار التوراة والتعقيب عليها والحديث فيه والكلام فيما حوله.
وأشار في هذا السياق إلى أن كثيرون من كتبوا في هذا المجال، لكن هناك فرق بين من كتب عن بُعد وبين من كتب عن معايشة لمن يؤمن بهذا الفكر وهذه المعتقدات وهذه المعايشة التي دونها الشيخ رائد بعد قراءته للنصوص والتعقيب عليها جعلت فعلا الملاحظات ممن يعايش ويعاين هذه النصوص ومن يعتقد بها بل من يسعى من أجل أن يجعلها منهج حياة له.
وفي حديث عن الملاحظة الثالثة قال الشيخ كمال، لا أتردد بالقول إن هذا الكتاب الذي وصفته "بالقنبلة" التي ستنسف الكثير من الروايات العقائدية والفكرية التي بالنهاية أُلبست بلوس سياسي، طبعا هذه القنبلة العقائدية والسياسية والإعلامية والفكرية التي فعلا الكتاب سيثبتها عند المنصف الذي سيقرأ الكتاب بعين المنطق وليس بعين أن الكاتب هو رائد صلاح وكل ما يأتي منه مرفوض مسبقا، ليس عن هؤلاء أتحدث، إنما أتحدث عن الذي يحترم عقله عن المنصف عن الواعي الي سيقرأ الكتاب ويتأمل ما وجد فيه من خلال المقارنات بين النصوص التي هي نصوص مقتبسة من السِفر والفصل والآية وبين الملاحظات التي يضعها الشيخ على هذه المقتطفات.
ووقف الشيخ كمال في مداخلته أيضا على ثلاثة مواقف للمواضيع التي تناولها الشيخ رائد في كتابه حول فلسطين "التي نحن نعتقد أنها أرض الكنعانيين وارض اليابوسيين أرض العرب، حينما تأتي وتقرأ من نصوص من العهد القديم من التوراة يتحدث فعلا على أن هذه الأرض أرض الكنعانيين العرب من قبل أن يأتيها إبراهيم عليه السلام، هذا يعني أن هناك في شيء جديد، لا أقول جديد على من يعتقد إنما جديد على من في ذهنه ارتسم أن هذه الأرض موعودة لشعب، ويذكر الشيخ في هذا السياق 10 نصوص أن هذه الأرض هي أرض العرب التي جاء إليها إبراهيم عليه السلام".
وختم الشيخ كمال خطيب مداخلته بالقول: إن هذا الكتاب قريب من 400 صفحة لا يمكن اختزاله بثلاث مواقف، فكل صفحة وكل فصل لا يقل أهمية عن الأخرى، لذلك أقبل بالوصف أن هذا الكتاب سيكون قنبلة فعلاً فكرية عقائدية سياسية التي تنسف الكثير من الروايات الباطلة طبعا عند صاحب العقل المنصف من يريد أن يعدل عقله، إنما لا يمكن أن تحدث أي تغيير عند من قال الله عز وجل عنهم في سورة البقرة في الآية 101 (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ). يعني هم سينبذون كتاب الله وراء ظهورهم وقد نبذوه فكيف لا ينبذون كتاب الشيخ رائد صلاح وراء ظهورهم".

 

 

كتاب يفكك السردية الصهيونية حول أحقيتها في أرض فلسطين
وتحت عنوان "مقارنة في الاعتقاد بين العلاقة بين الدين والمشروع الصهيوني" كانت مداخلة الباحث الأكاديمي د. مهند مصطفى، وبدأ حديثه من حيث انتهى الشيخ كمال خطيب في ملاحظاته الثلاث التي طرحها في مداخلته، وقال إن هذه الملاحظات هي بالأساس عامود الكتاب.
وقال إن مقولة الكتاب هي أن الحق على فلسطين هي للأمة المؤمنة بالتوحيد وهذه المقولة مثيرة جدا من ناحية التدافع في الحق التاريخي على الرغم من أن الكتاب يتحدث عن حق تاريخي بشعوب قبل بني إسرائيل على فلسطين، ولكن العلوية في الحق، حسب كتاب الشيخ رائد، هي المقولة الأساسية في الكتاب، العلوية في الحق هي ليست علوية بالأسبقية التاريخية وليست علوية بالقوة ولا في نقاء الدم وإنما العلوية في كيفية الانتماء إلى الأمة والتوحيدية هي تستمر من آدم عليه السلام وتختم في سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
وتابع مصطفى: هذه المقولة هي مقارنة إسلامية، هذه هي المنظومة الإسلامية التي توجه الشيخ رائد في تعاطيه مع مسألة فلسطين، كل النقاش في داخل الكتاب حول الأحداث التاريخية هي فقط تأكيد على هذه المقولة الأساسية، بمعنى أن هذه الأرضية، الأرضية العربية عند الشيخ رائد في كتابه كل ما بعد ذلك من النقاش التاريخي والنقاش السياسي هو طبقات فوق هذه الطبقة الأساسية.
وأضاف: هذه المقولة مهمة جدا في الكتاب التي يفصلها الشيخ رائد صلاح في كتاب "أمة واحدة ونبوة واحدة" ولكن هنا يعيد عليها الشيخ عشرات المرات وهذا دليل أيضا على أن الشيخ كتب الكتاب على مراحل وليس في جلسة واحدة، لذلك نرى التكرار لكن هذا التكرار هو للتأكيد وهذه هي النقطة الأساسية في مقارنة الإسلامية، بمعنى أن الشيخ يحكي للأمة على حساب النسب والدم وعلى حساب الحق التاريخي.
هذه النقطة مهمة لماذا؟ تساءل د. مهند وأجاب: لأن نقاشنا ممنوع أن يكون مع الحركة الصهيونية والحق التاريخي وحتى الحق التاريخي يثبت أنه كان هنا شعوب قبل بني إسرائيل لكن ليس هذا النقاش مع الحركة الصهيونية النقاش الأساسي حول حق ثابت في هذه الأرض والشيخ رائد يعطيها أهمية عقائدية، يعني عنده عدالة الفلسطيني في فلسطين تنطلق من هذه الأرضية وهذه المقارنة الإسلامية التي يريد الشيخ رائد أن تدركها الامة ويدركها الفلسطينيين.
وشدد على أن أهمية الكتاب أن الذي يقرأه يفند الكثير من الروايات الإسرائيلية حول مواضيع القدس والهيكل والأرض المباركة والأسبقية التاريخية وما إلى ذلك، ولكن السؤال بالأساس يطرح علينا ثلاث أسئلة مهمة معاصرة وصحيح أن النص قديم يناقشه الشيخ بمنهجية ويعقب عليه، ولكن قراءة الشيخ رائد لا يمكن وصفها لهذه النص الذي عمره مئات السنين أنها قراءة غير مفصولة عن واقعنا المعاصر.
وحول الأسئلة الثلاث التي طرحها الشيخ رائد في كتابه وأجاب عليها على مدار الكتاب، لفت الباحث الأكاديمي مهند مصطفى إلى أن السؤال الأول هو سؤال التوراة والتاريخ، بمعنى هل أهمية المعرفية للتوراة في فهم التاريخ؟ أم الأهمية المعرفية للتاريخ علم التاريخ في فهم التوراة؟.
وقال إن الحركة الصهيونية اخذت التوراة كمصدر تاريخي والأكاديمي الإسرائيلية لاحقا كان بالنسبة لها التوراة هو المصدر التاريخي، لكل المؤلفات التاريخية العلمية وليس الدينية فقط كمصدر أساس وهذا كان استعمال إيديولوجي للتوراة، بمعنى أن الحركة الصهيونية وضعت التوراة كمصدر للتاريخ وصنعت تاريخ من خلال التوراة، ومؤخرا بدأ نقاش في الجامعات الإسرائيلية حول صحة التوراة تاريخيا وهذا نقاش الذي جاء ليقول إن كثير من الأحداث داخل التوراة غير صحيحة من الناحية التاريخية والعلمية وعلم الآثار، وفندها سؤال من له الهيمنة المعرفية، علم التاريخ أم للتوراة؟.
أما السؤال الثاني وهو أكثر معاصر من السؤال الأول، يقول مصطفى، وهو الدين والقومية في المشروع الصهيوني الاستعماري في فلسطين، والحركة الصهيونية كان أول عدو أساسي لها هو اليهودية، لأن الحركة الصهيونية ضربت اليهودية في مقتل، بمعنى أن الفكرة اليهودية مبنية على فكرة خلاصية، بمعنى أن خلاص اليهود لا يتأتى من عمل على الأرض من خلال مشروع استعماري، انما يأتي من مجيء المسيح وهو يخلصهم لكن المشروع الصهيوني ما كان له أن يفعل شيء من دون الدين الذي دخل مركب أساسي في مشروعها السياسي. والشيخ رائد يفند فكرة شعب الله المختار ويفككها من خلال النصوص نفسها ومن خلال الانتماء العقدي وليس الاثني والتوجه العنصري ونفي الاخرين سياسيا وثقافيا وجسديا.
والسؤال الثالث الذي يطرحها الشيخ رائد في كتابه يشير د. مهند مصطفى إلى أنه سؤال الحق والقوة ولمن الهيمنة الأخلاقية؟ للحق أم للقوة؟ والشيخ يحاول في كتابه أن يعطي أفضلية للحق وليس للقوة بمعنى العدالة لأن فكرة قضية فلسطين بعدالتها الإنسانية وأحقيتها لشعب أُستعمر وطُرد من أرضه الذي الشيخ رائد يقول في كتابه إن كل السردية الصهيونية مبنية حول حق هذا الشعب في أرض فلسطين وهذ ما يفككه الشيخ في الكتاب.

 

 

الشيخان ابن حزم وصلاح فككا نصوص التوراة وبينا حجم تناقضاتها
وبين الكاتب والمحلل السياسي صالح لطفي في بداية مداخلته بالندوة الثقافية أن كل الهويات لها وجهان، الوجه العقدي وبالمصطلح المعاصر "الأيدلوجي" والوجه الثقافي، وقال: نحن بصدد شخصية نحتها ظروف الحياة كشف الشيخ رائد صلاح في كتابه الموسوعي حول الحركة الإسلامية أن كيف صُنعت هويته العقائدية الاجتماعية الثقافية الإنسانية والسياسية، دائما في هوية هذا الرجل ثلاثة معالم، الله، الإسلام، القدس والأقصى، ودائما في هوية هذا الإنسان هموم ثلاث، الهم الإنساني والهم الإسلامي والهم الفلسطيني وفي هذا السياق انا قرأت هذا الكتاب.
وتابع: عندما تصفحت هذا الكتب تذكرت ما كتبه ابن حزم رضي الله عنه في موسوعته في "الملل والأهواء والنحل" وقد اخذ في مجلديه في أكثر من 300 صفحة يناقش التوراة.
وأضاف لطفي: انطلق من هذه المقارنة بزعم أن الشيخ رائد صلاح قد كتب هذا الكتاب دفاعا عن هويته الإسلامية العروبية الفلسطينية منطلقا من الصراع المفروض علينا اليوم في جوهره صراع عقدي محمل بخلفيات دينية يزعم فيها اليهود استنادا للعهد القديم انهم أصحاب البلاد وأن المسجد الأقصى لهم مستندين على هذه المقولات من نصوص يزعمون أنها مقدسة ليس برسم قداستها النازلة من السماء فحسب، بل من رسم قداستها القادمة من عمق التاريخ "الآثار والتاريخ". لقد رأى الشيخ أن محاججة اليهود تكون من خلال توراتهم لذلك أسمى كتابه "توراة اليوم" تماما كما فعل ابن حزم قبل ألف عام لما ناقشه وحاججه في الاندلس فأسمى كتابه الذي حاجج التوراة فيه "الكتاب الذي يسمونه التوراة" والشيخان مع فارق الزمان في العنوان يشككان في أصل الرواية فينزعان من الأساس قداسة النص الذي يبحثون فيه.
لقد ذهب الشيخ إلى قدس أقداسهم فقرأ وحاجج وبين حجم التناقضات ثم هدمها عبر خمسين بابا مفتتحاً بانحراف عقدي ومنهيا بالافتراءات على الأنبياء.
وقال: إذا كانت هوية الشيخ التي استفزته في تعامل اليهود فيما يذهبون إليه فإن هناك ركنا آخر عارضه في هذا الباب، هو هويته العقدية وقضية التوحيد، توحيد الله والاسماء والصفات والافعال. لافتا إلى أن المجموعات اليهودية تعتمد سواء تصهينت (صهيونية) أو تحردت (حريدية) على أن النص الذي يتعاطون به وان كان نصا تاريخيا إلى أنه يصل عندهم إلى حد القداسة وما يفعلونه اليوم من نبش للتاريخ يأتي في سياق قوتهم وهيمنهم على هذه الأرض.
وأشار الباحث صالح لطفي إلى الشيخ رائد أكد على ثلاث حقائق في كتابه، انهم ليسوا أصحاب البلاد بعد ان قرأ الكتاب وفككه وجرده في العهد القديم انهم ليسوا أصحاب البلاد بناء على نقضهم للعهود وكفرهم وإلحادهم. ثانيا أن اختلافاهم العديدة اختلافات آثمة من الوثنيات التي عاشوا بها وانخرطوا فيها نسبا وصهرا وتدخلا كما قالوا انهم شعب الله المختار او الجنس الأنقى. ثالثا ليس هناك معبد يتعبدون به اسمه الهيكل بعد إذ زعموا أن سلميان عليه السلام قد بنى هيكلا وزينه بالخرفان والأسود وهذ يناقض أصول التوراة في كتبهم الخمسة فكيف بسليمان عليه السلام أن يبني معبدا ثم يزينه بهذه الأوثان التي تحرمها التوراة أصلا.
وبناء على هذه الحقائق خرج الشيخ بمجموعة ثوابت أن هذه الأرض للامة الإسلامية الموحدة لله رب العالمين ومتبعين الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بأنبيائهم منهم، والامة الإسلامية متبعين الرسول عليه الصلاة والسلام أصحاب التوحيد الخالص هم شعب الله المختار.
وقال إن الشيخ رائد صلاح تتبع في ثغراتهم في النصوص بتأني شديد كاشفا ثلاثة معالجات، المعالجة الزمنية التي كشف فيها التقارب الزمني بين الأسفار وكيف كتبت وحجم التناقضات في ذات السياق التاريخي، ثم عرج إلى المعالجات المكانية وكشف عورات هذه الأماكن وتناقضاتهم في مجمع الاسفار واختلاف تناقضاتها ومختلف الأحداث، ثم ذهب الى المعالجة الثالثة المتعلقة بالشخوص والرموز يوم أن زعموا أن الله تبارك وتعالى، "تعالى عما يقولون علوا كبيرا، مرة يقولون ربا ومرة إلاها ومرة غيورا ومرة يتباطح مع يعقوب واسحاق عليهما السلام وهكذا.."
كلا الشيخان ابن جزم والشيخ رائد صلاح كفرا بنصوص التوراة الكاذبة، فهذا ابن حزم بعد أن فكك نصوص التوراة في السياق العقدي التوحيدي فهو يقول: إني أكفر برب تزعم فيه بني إسرائيل أنه يلعب ويلهو ويباطح ثم يطلب من كلب من كلاب بني إسرائيل المغفرة، تماما يفعل الشيخ رائد صلاح في هذا الأمر فيقول بعد أن حاجج في النصوص والأدوات: لقد وقفت على أوصاف في توراة اليوم لا تليق بذات الله تعالى وأسمائه وصفاته وكان بعد أن وقفت على نصوص توراة اليوم وملحقاتها على جذور الصراع الفلسطيني في إسرائيل ومن أين نبع هذا الصراع ومن أين نبع خطاب الحركة الصهيونية.
وختم الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي مداخلته قائلاً: فإن كان ابن حزم قد كفر بتوراتهم عقديا وكشف حجم تناقضاتها وزيفها، فإن الشيخ رائد صلاح قد نسفها تاريخيا وسياسيا وجغرافيا ولقد جعل الشيخ نظرياتهم قاعا صفصفا، وبهذا يكون النقد لهذه التوراة قد اكتمل عقيدة وسياسية وبقي أن يأتي الينا ليؤسس لأيدلوجيا حق العودة المقدس المبني على المختارية الحقيقية المؤسسة لعقدية التوحيد العابرة للقارات والعابرة للجنس واللون واللغة.

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR