لن ننسى ولن نصفح لكم ايها القتلة بمرور الذكرى 64 لمجزرة كفر قاسم... بقلم: الناشط عدنان عبد الهادي محاميد

التاريخ : 2020-10-28 17:23:32 |

في هذه الايام تحل الذكرى ال64 لمجزرة كفر قاسم التي ارتكبت على يد جيش الاحتلال الاسرائيلي في 29.10.1956 لقد كانت في ذلك الوقت فترة الحكم العسكري الجائر الذي فرضة النظام ودولة اسرائيل على المواطنين العرب, حيث تواجدوا في المثلث والجليل والساحل والنقب.

لقد كان الحكم العسكري يفرض على المواطنين العرب منع التجول ليلاً وعدم الخروج من منطقة البلدات والقرى الا بتلقي تصريح خروج الى الزيارة او العمل بالارض او الخروج للمدن البعيدة. وقد خططت حكومة بن غريون وموشي ديان في ذلك الوقت لمؤامرة تشريد وترحيل للمواطنين العرب في المثلث وقد قدم طلب من الحاكم العسكري في منطقة كفر قاسم الى مختار القرية في ذلك الوقت وطلب منه في ساعات الصباح ان ينادي على جميع المواطنين الالتزام في بيوتهم وعدم الخروج منها وذلك باعلان منع تجول عام في البلدة (كفر قاسم), وقد رفض مختار القرية هذا الطلب وقال للحاكم العسكري أن جميع اهالي البلد قد خرجوا الى قطف ثمار الزيتون والعمل في القرى والمدن اليهودية ولا يستطيع ابلاغهم. وانتهت المقابلة بهذا الشكل وقد انتشرت قوات الجيش في مداخل البلدة وحولها .

وفي ساعات المساء بدأت تعود قوافل العمال والفلاحون الى مداخل قرية كفر قاسم وقد استعد الجنود في اماكن بعيدة وعملوا كمائن وبدأوا بإيقاف السيارات المتوجه الى كفر قاسم وكل من يسير باتجاه القرية واوقفوهم وامروهم بالنزول من السيارات و بالوقوف مجموعات صغيرة وبدأوا برشقهم بالرصاص الحي, وكل من كان واقفاً سقط فوراً قتيلاً شهيداً على الارض.

وقد انتقلت قوات الجيش الى الخلف وتمركزت في موقع بعيد عن الموقع الاول وبدأ يعود قسم جديد من الاهالي والعمال وانزلوا هذه المجموعات واوقفوهم وبدأوا في اطلاق الرصاص الحي وقتلوا الشباب والشيوخ والنساء والاطفال. وانتقلوا مرة اخرى الى الوراء واقاموا كمين جديد وبدأوا بانزال العائدين الى قريتهم بعد يوم عمل شاق وطويل, وانزلوا المجموعة الثالثة  واوقفوهم مجموعات صغيرة وبدأوا بإطلاق النار على الشيوخ والعمال والاطفال والنساء مرة اخرى.

وقد استشهد في هذه المجزرة الرهيبة 49 انسان من شيوخ واطفال ونساء وحوامل. فكان المجموع 51 شهيداً. وشاع الخبر في القرى القريبة بعد تسلل احد الجرحى اليها حيث تلقى العناية والدعم والمساعدة وانتشر الخبر في كفر قاسم وكل قرى المثلث الجنوبي.

لقد كانت هذه المجزرة مدبرة ومرتبة على مستوى قيادة الدولة وكان رئيس الاركان ووزير الدفاع ورئيس الحكومة وراء تخطيط لهذه المجزرة وبعد ايام قليلة معدودة وصل الخبر الى اعضاء الكنيست في ذلك الوقت ممثلي الحزب الشيوعي عضو الكنسيت توفيق طوبي وماير فيلنر وقد عملوا على الوصول ودخول قرية كفر قاسم التي فرض عليها نظام منع التجول لعدة أيام, وقد اخترق عضو الكنيست الرفيق توفيق طوبي وماير فيلنر منع التجول الى داخل قرية كفر قاسم وهناك عرفوا كم عدد الضحايا وكيف حدث ذلك, وقد انتقل توفيق طوبي وماير فيلنر الى تل ابيب والى القدس واصدروا بيان على عاتقهم حول المجزرة وما حدث وتناقلت الصحف الخبر وشاع الخبر في البلاد, وفضحت المؤامرة التي نظمها قادة الجيش والمخابرات. وطالب اعضاء الكنسيت باقامة لجنة تحقيق ومحاكمة المجرمين القتلة  وبعد اكثر من سنتين اضطرت الحكومة الى اقامة محكمة صورية من أجل مواجه الضغط الرأي العام المحلي والعالمي, وقُدم ضباط وجنود بقيادة الضابط شدمي وقد ادانت المحكمة هؤلاء الجنود وحكمت عليهم بدفع قرش! ادانة لما ارتكبوه من جريمة القتل البشعة.

لقد كانت مسرحية مفضوحة وقد ادانها الرأي العام المحلي والعالمي وما زالت دماء الشهداء واهاليهم تناشد الرأي العام بتقديم الجناة المجرمين القتلة الى العدالة, واحقاق حق الشهداء وتقديم الجناة الى المحاكم وادخالهم السجون ومازالت ذكرى هذه المجزرة الرهيبة تحييها جماهيرنا وقوى السلام في البلاد وتطالب بتقديم الجناة الى محاكمة عادلة جديدة وانصاف الشهداء ورد حقهم اليهم.

المجد والخلود لشهدائنا الابرار ابناء كفر قاسم والمجد والخلود لهم ولتسقط سياسة الاجرام والقتل والهدم لبيوتنا التي تنفذها قوات الاجرام والمسؤولين في هذه البلاد وان شعبنا العربي الفلسطيني لن يسمح ولن يرضى بان تضيع حقوقه العادلة مرة اخرى نحيي هذه الذكرى في هذه الايام العصيبة حيث تجتاح بلادنا جائحة الكورونا التي تصيب مجتمعنا وبلادنا نتمنى ان يعود الحق الى اصحابه ولن يضيع حق ورائه مطالب ونتمنى من الله بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف ان يرفع الوباء والبلاء عن شبعنا وبلادنا وان يعود الحق لاصحابه.

الحاج عدنان عبد الهادي.