|
|
|
هم قلّة لكنهم يتكاثرون! بقلم: محمد كبهاالتاريخ : 2021-02-03 21:15:51 |أَعملُ في مهنة التدريس الثانوي منذ ثمانية عشر عامًا، تنّقلتُ فيها بين مدارس جسر الزرقاء والنّقب والطيرة وبرطعة ومشيرفة ليستقر بي الحال في ثانوية يمّة الزراعية... وفي كل هذه البلدان - دون استثناء - صادفت نفس المواقف واصطدمت بنفس المشاهد!
والحقيقة المُرّة تُؤكّد أنّ أزمة العنف التي نعيشها اليوم في مجتمعنا منبعها من الفشل التربوي في تلك المرحلة العُمرية. لن أُهوّل الأمر ولن أبالغ في وصف الحالة وتشخيصها، لكني لن أتردد في القول إنّ انشغال الأهل عن أبنائهم وزوال هيبة المدرسة والمعلمين جعل نسبة لا بأس بها من هؤلاء الطلاب ينحرفون عن المسار التربوي الصحيح! ففي كل طبقة تجد هناك الطلاب "الشّرسين" كلاميًّا وجسديًا، يتسربون من الدروس ويدخنون سرًّا في كل الأماكن المستترة! هم أنفسهم الذين يتنمرون على زملائهم، ولا يلتزمون بالنظام ولا باللباس الموحد ويتعمدون استخدام الهاتف في الدروس سرًا وعلانية. هم أنفسهم الذين يتأخرون عن الدوام صباحًا ويغشون في الامتحانات، ولا يحضرون الكتب، ولا يحلون الوظائف، ويكذبون على المربي عند كل مساءلة. هم أنفسهم الذين يتفننون بقصّات الشعر الغريبة، وهم الذين تمتلئ هواتفهم بمشاهد السلاح وأنواعه المختلفة، ولا تنطلق ألسنتهم إلا في قصص الإجرام! هم أنفسهم الذين يتخرّجون من المدرسة دون أي تغيير أو تعديل في السلوك والنهج ونمط الحياة. هم المتمردون على منظومة القانون والدستور والحق. هم قلّة، لكنهم يتكاثرون! هم أنفسهم المُختَرَقون من قبل الشرطة وعصابات الإجرام.
ولذلك؛ لا عجب إن وجدناهم أو وجدنا بعضًا منهم قد انضموا إلى عالم الجريمة والسّلاح والخاوة وكسب المال بالحرام!
ولطالما تساءلت: هل نربي بيننا قاتلًا؟ أم سارقًا؟ أم شيطانًا من شياطين الأرض دون رادع أو توجيه؟ ولطالما شككت بذلك، وعملت بمفردي على النّصح والإرشاد وزرع بذور الخير، لكني كنت وما زلت مكبّل اليدين!
الأهل هم أوّل المسؤولين، وسياسة الوزارة وقوانينها التي حاصرت المعلمين وهدمت الأجيال وحوّلت التربية إلى علامات وأرقام هي ثاني المسؤولين. والحل يكمن بالتربية الصالحة، وتعاون الأهل مع المدرسة، وإيجاد الأطر المناسبة لهذه الفئة الطلابية، وتشديد القوانين العقابية عليها، لا تسهيلها من باب الاحتواء!
ينبغي أن يتم ذلك حتّى لا نجد بيننا ومن جلدتنا في كل يوم قاتلًا أو مجرمًا! يجب أنْ نحميهم قبل فوات الأوان، ونحمي أنفسنا منهم، فهم خطر عظيم وقنبلة موقوتة! تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |