|
|
|
يوم راقص…! بقلم: نائلة تلس محاجنةالتاريخ : 2021-02-16 16:40:36 |كان الظلام الدامس يلتحف الفضاء حين ترتقص الساعة اعلان الرابعة فجرا… لتفجر موعد الانتفاض من سبات ليلة تعج بالأحلام، فقد ساقتها احلامها الى عالم اخر وكأنها ارجوحة تترنح بين عوالم الخيال والواقع … فقد استقلت سيارة موسومة السرعة تتوخز الشارع الاسود لتطلق شرارات احتكاك شارد بين أكمات الثلج. لا مبالية، مسرعة لتصل الى قمة اشبه بصوان ثلجي … لتتوقف باهتة جاثمة بصمت. وفجأة تأتي رقصات الساعة اللعينة.وحينها تأبى ان تفتح عينيها، فهي تنتظر نهاية حلم اخرى تناجي شغفها. وبين ضلوع النزاع يختلس شيطان السوء فرصته ليفترش حلبة الصراع فتتنبه لدخوله وترفع غطاءها بشراسة معلنة الانتصار عليه. وتبدأ فجرها بلقاء حميمي يستهله حوارا مع نجمها البعيد القريب، فهو يرسل لها بريق رسائل يومية من شعع زمردية كأنما يحملها على بساط الريح بأجنحة فراشة سحرها انها تحلق في السماء وترى الارض منبسطة كلوحة حياة. وسرعان ما تعود الى روتين يومها الذي يناجي الشمس حين تتعالى على بساط الارض لتنير هذا الكوكب الصغير المليء ببراكين الظلم والظلام …تقرأ وردها الصباحي فتنغمس في بحر من الهوى الروحاني والتفكر الوجودي الذي يوصلها الى ومضات التأمل اليومية، فتنسال الى روحها قطرة اخرى من الاستسلام الالهي، كغمرة شوق بين الخالق والمخلوق. حينها تتفاقم مزاحمة الشغف الى العمل، لكن يسبقه طقوس لا يمكنها التنازل عنها من نظافة القلب والجسد فهي ابتداء لأسس راسخة تزين ثمراته كما تزين الزهور سهول الربيع.كان يوما استثنائيا؛ فالكنعانية استثنائياتها كمعادلة رياضية تنتهي بلا نهاية لها. تبدأ بتناغم الالوان في الملابس لتعزف نايات من روح الوطن الساكن في احشائها فكل غرزة وغرزة تقص مسيرة بلدتها، واعتادت ان تراقص الغرز كما راقص جبران الكلمات وغنتها فيروز … فهندامها هوية ذاتها الذي يرافقها بكل مرافقها، وعنفوانه يستشيط عدوها حد اغتصابه، وجماله يراوغ دور الازياء حد استلهامه. وبهذا وان غزت الحداثة جدائل تاريخها فهي تتعمد بكل يوم خاص ان ترتدي غرزة من غرز حرير ماضي عروقها، وقد أحبت التلحمي وغرزة التحريري، لأنها عشقت التحرير وصبت اليه …تخرج مستقلة حافلتها صوب الضفة الاخرى متأملة سهول وتلال تغرد بضياء يشعشع بالإصرار، يلتهم العلم بنهم ليحارب عبث اياد فاسدة اغتالت الاشجار والازهار … تسير وتسير فتخترق بيسان وموقع تل الحصن فتستل الى عروقها ارجوحة تتمايل بين اصالة التاريخ وشراسة الحاضر الاليم… ومع ذلك تبتسم لأنها تحتفظ بشرف التجوال في فوح التراب الذي يسرد لها أثر السيقان العابرة بين صخور الصلصال في اعقاب الترحال، يهمس لفؤادها بوسام الصمود، وان تراشقت بأحفاف الاشواك الغاشمة على سياج الحدود المتوهج بريعان احتقن حروف ابتدأت بالفاء. اغرورقت عيونها برغم وجهها الباسم فدائما آثرت ان تخفي طبقات الألم المتراصة في جوارحها، والتي دفنته بين زهور الاقحوان وشقائق النعمان التي تنامت حول “عين الحجة” في قرية اللجون، المحاذية لمرج ابن عامر الذي يشبه المثلث بشكله، فتحتضنه جبال الكرمل، وجبال الطور، وجبال الجليل كذراعي وحضن أم شمالية وحنونة، وحين يتشقق الوطن في روحها تنتظر لملمة شظايا ذاتها قبل ان تتناثر اسراب الرثاء ويلتف طوق الجفاف على شفتيها….يتبع…تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |