إلى روح المرحومة عمتي هدى صبحي سليمان جبارين
التاريخ : 2012-03-08 11:06:19 |
يا ترى هل القلب حجر والعيون جامدة لا تبكي ولا تحكي؟! أيا ترى هل يعرف الشخص عذاب الفراااق..؟! أحس بان لا قيمة للحياة ولا يوجد معنى لها, إحساسي وشعوري متعلق بك أنت. استغرب من هذه الحياة الصعبة, التي نعيشها. أنها غير سهلة, ولكن هذه هي الحياة.
قلبي قلبي يبكي عليك ويحكي كلام جنان, ويعيش بأحزان على فراااقك.. لا أنام أليالي, وقلبي تحرقه المشاعر الحساسة تجاهك, ويقول كلاما مليئا بالحنان. وكل العائلة تحزن على فراقك, ولا تستطيع التعبير عن ذلك. أمك, التي ربتك وأحبتك أكثر من نفسها وتعبت عليك, تفقدك بلحظة مثل رمشة عين ليست سهلة عليها, ولا على احد. فأنت غالية وفراقك يجرح القلب. وأبوك, ماذا نقول لنقول, لم أر جدي يوما حزينا ويبكي ودمعته لم تجف من عيونه, وينام وباله فيك يقول: "يا ريتني مت انا وبقيت على قيد الحياة"..!
انه حزين على حبيبته الغالية "هدى", دلوعة أبيها, انه يحبها حبا جما غامرا بالمشاعر الجياشة. لقد كانت تقول له: "أبي انا سوف أقوم بك يا أبي". لقد كان حبها كبيرا, لدرجة أنها كانت تغار منا. انا خائفة على جدي أن أراه كل يوم يبكي من عذابه على فراقها ويشتاق لها.
أما أعمامي وعماتي فأنهم مصدومون من الخبر, لأنه أمر لا يصدق, لأنه خبر يصدم الشخص, ولأنه غريب وعجيب. لقد ماتت صبية بأول عمرها, ولا استطيع أن أقول شيئا إلا "الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة".
حين وفاة عمتي "شيماء" شرعت بالبكاء, ولكني في نفس الوقت شعرت بالفرح لأنها ارتاحت من عذابها "لأنها كانت معاقة", وارتاحت من ألمها, ولكن ليس بالسهولة نسيانها. أما عمتي "هدى" فلم ابك عندما سمعت الخبر, بل شعرت بأنني نائمة وأشاهد كابوسا مرعبا ليس حقيقيا, وإنما هو خيال لكن اتضح أن الحياة كانت تخبئ لنا شيئا محزنا يجرح القلب. عندما اخرجوا جثمانها من البيت أغمي عليّ من كثر شدة الحزن. لم أحس بشيء إلا بالحزن والخوف على دار جدي, والأخص جدي "صبحي" لأنه كان يحبها أكثر من روحه, ويعزها كثيرا جدا. كان يحب بناته, ولكن ليس مثل عمتي "هدى", التي كانت الصغيرة والكبيرة في قلب أبيها, ولكن هذه سنة الحياة ولا نستطيع أن نفعل شيء وهذه قدرة الله تعالى, الذي خلقنا وله الحق بان يأخذنا. رحمكما الله وجعل مثواكما الجنة. و"إنا لله وإنا إليه راجعون"..!
ابنة أخيك: منور رائد جبارين- أم الفحم