ونظرًا لارتفاع معدلات الإصابة لدى هذه الفئة العمرية، بين أمور أخرى بسبب سلالة "دلتا" المتحورة التي تنقل العدوى بوتيرة أعلى، فإنه يوصى حاليًا بتطعيم جميع أطفال إسرائيل من أبناء هذه الأعمار.

وحرصًا على صحة أطفال إسرائيل، تعتمد الجمعية الإسرائيلية لطب الأطفال هذه التوصية حيث ومن باب التسهيل على الحوار وعلى اتخاذ القرار نقدم لكم بعض التوضيحات والإجابات عن الأسئلة المتكررة حول التطعيم فيما يلي:

هل الكورونا تشكل خطرًا على الأطفال والمراهقين أصلاً؟

كقاعدة عامة، تُعتبر حالات الإصابة بالكورونا لدى الأطفال والمراهقين طفيفة. لكن، وعلى عكس ما يُفترض عادةً وما يتم تداوله والترويج له عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، فإن الحديث لا يدور عن مرض خالٍ من المخاطر. فحسب المعطيات الواردة من وزارة الصحة تم استشفاء ما يزيد عن 1000 طفل في إسرائيل الذين عانت نسبة 15% منهم حالات متوسطة حتى خطيرة وتوفي 7 منهم. ومع أن معظم الوفيات عانت من أمراض خلفية وخيمة إلا أن المعطيات حول العالم تشير إلى أنه يوجد خطر أيضًا على أطفال لا تتوفر لديهم أي عوامل خطر.

ونشاهد كذلك مراهقين يعانون من أعراض طويلة المدى بعد أن تعافوا (متلازمة تسمى Long COVID). هذا وينبغي كذلك التذكر بأن الحديث يدور عن فيروس جديد يمس بأجهزة مختلفة في الجسم ما عدا جهاز التنفس وبأن التداعيات طويلة المدى المترتبة عن الإصابة به ما زالت غير معروفة لدينا. وكما اتضح لنا فإن مرض الكورونا ما زال ينقل العدوى حول العالم حيث يتم اكتشاف سلالات متحورة بين الفينة والأخرى والتي قد يشكل بعضها خطرًا أكبر على الأطفال. ومن المتوقع أن يقي التطعيم من حالات الإصابة الخطيرة ومن المضاعفات المرتبطة بالمرض.

هل يُعتبر تطعيم الأطفال والمراهقين آمنًا؟

صادقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (الـ FDA) بشكل طارئ في مطلع شهر مايو من هذا العام على استخدام لقاح الـ mRNA من إنتاج شركة فايزر المضاد لفيروس الكورونا في تطعيم المراهقين من عمر 12 عامًا وأكثر. وفي أعقاب هذه المصادقة، صودق على استخدام اللقاح في إسرائيل أيضًا. وتعتمد هذه المصادقة على نتائج تجربة سريرية على المستحضر عند استخدامه لدى المراهقين بأعمار تتراوح بين 12 و15 عامًا والتي أفادت بمعطيات فعالية وأمان جيدة.

ومنذ توسيع المصادقة، تلقى ما يزيد عن ثلاثة ملايين مراهق أمريكي من أبناء 15-12 عامًا جرعتين من التطعيم. وقد استند توسيع المصادقة الطارئة على اللقاح إلى نتائج دراسة مضبوطة نظرت إلى فعالية اللقاح وأمانه مقارنةً مع الدواء الوهمي لدى 2,260 مشارك بأعمار 15-12 عامًا.

وتشكل هذه الدراسة عمليًا امتدادًا للدراسة الأولية التي شملت 44,000 مشارك ونظرت إلى استخدام اللقاح لدى أبناء 16 عامًا وأكثر. وقد تبيّن من الدراسة أن فعالية اللقاح عالية جدًا علمًا بأنه لم يُصَب أي مراهق ضمن المجموعة التي تلقت التطعيم مقابل حوالي 18 مراهقًا أصيبوا ضمن مجموعة الدواء الوهمي.

لماذا ينبغي تطعيم المراهقين؟

بفضل لقاحات الكورونا تُعتبر دولة إسرائيل من الدول الأولى حول العالم التي تمكنت من الخروج من أزمة جائحة الكورونا حيث شهدت إسرائيل معدلات إصابة منخفضة للغاية. وذلك بفضل حقيقة مفادها أن الغالبية العظمى من مواطني الدولة الذين يبلغون من العمر 16 عامًا أو أكثر مطعّمون ومحميون من الفيروس وحتى الآن وبضمن ذلك محميون من السلالات المتحورة الجديدة. لكن الدنيا هي عبارة عن قرية عالمية، وبالتالي فبدأ "استيراد" فيروسات كورونا إلى البلاد ومن بينها السلالات ذات القدرة الزائدة على نقل العدوى بل على الصمود أمام اللقاح. وكما شاهدنا خلال الأسابيع الأخيرة فإن بؤر التفشي تنحصر غالبًا على المؤسسات التربوية التي تضم عددًا كبيرًا من الأشخاص غير المطعّمين.

ويهدف التطعيم بالدرجة الأولى إلى حماية المراهقين من المرض.

كم جرعة تطعيم مطلوبة؟

سيتم تطعيم المراهقين بجرعتين، أسوةً بالبالغين.

الكورونا والتهاب عضلة القلب والتأمور - هل هناك علاقة بينهما؟

التهاب عضلة القلب والتأمور هو عبارة عن مرض نادر بدرجات خطورة متفاوتة والذي غالبًا ما يظهر بعد حالات العدوى الفيروسية. وعلى مدار السنة الأخيرة تم إيلاء انتباه أكبر لهذه المراضة بسبب مرض الكورونا، الذي يتسبب أحيانًا بإلحاق ضرر ملموس بعضلة القلب سواء خلال المرض نفسه أو في مرحلة المرض الالتهابي الجهازي الذي يظهر بعد الإصابة بعدة أسابيع. وبالإضافة إلى هذه الحالات تم كذلك الإبلاغ عن عدد من الأحداث بعد تلقي التطعيم.

وحسب المعلومات الواردة من متابعة تأثير اللقاحات في إسرائيل والولايات المتحدة، فإن هذه الحالات حدثت لدى نسبة 0.006% حتى 0.02% من الفتيان الذين تلقوا التطعيم، ولدى أقل من 0.001% من الفتيات اللواتي تلقين التطعيم. وكانت الحالات الشديدة من اعتلال عضلة القلب (التي لم تتلاشَ في غضون أيام معدودة)، حتى لدى الشبان، نادرة للغاية (بمعدل يقل عن 0.001%). بينما تكون المخاطر المعروفة الناتجة عن المراضة الشديدة والمضاعفات الشديدة المرتبطة بالكورونا لدى المراهقين أعلى بكثير، مما قد أدى إلى تشكل إجماع واسع لدى منظمات الأطباء وسلطات الصحة حول كون الفائدة التي تُجنى من اللقاح تفوق الخطر المترتب عنه إلى حد كبير وبصورة واضحة.

في حال إصابة ابنكم أو بنتكم سابقًا بالتهاب عضلة القلب يوصى باستشارة طبيب القلب المعالج قبل تلقي التطعيم.

هل من شأن التطعيم المساس بالنمو او بالخصوبة؟

لا توجد أي آلية بيولوجية معروفة يمكن للتطعيم المساس بالنمو أو الخصوبة من خلالها. حيث لم يتم العثور على أي أضرار لحقت بالمشيمة، أو الخلايا المنوية أو المبيض. فلا مانع من تطعيم الفتيات التي تجاوزت سن ظهور الدورة الشهرية لديهن. وللأسف يتم الترويج للكثير من المعلومات الكاذبة في هذا الموضوع.

هل يجوز تطعيم أطفال يعانون من حالات الحساسية المختلفة؟ نقص G6PD؟ الداء البطني؟

نعم بالتأكيد. ففي الوقت الراهن، وبعد إعطاء مئات الملايين من جرعات اللقاح تبيّن أن اللقاح آمن وفعال في كل هذه الحالات.

ماذا عن الآثار الجانبية الأخرى؟

هناك آثار جانبية طفيفة ترتبط باللقاح المضاد للكورونا والتي تظهر على شكل حدوث ألم موضعي في مكان الحقن، ووهن، وقشعريرة، وصداع. وتزول هذه الأعراض بعد يومين تقريبًا. ونادرًا تحدث أعراض لها أهمية أكبر إلا أن الدراسة التي سبقت المصادقة على اللقاح تبيّن من خلالها أن نسبة شيوع الآثار الجانبية لدى المراهقين تشبه تلك الموجودة لدى الشبان البالغين.

إذا كانت هناك أسئلة أخرى تراودنا، فما هي الجهات التي يمكن استشارتها؟

كالعادة، يشكل أطباء الأطفال المتابعون لكم العنوان الصحيح الذي ينبغي استشارته عند اتخاذ أي قرار طبي وفي هذه الحالة ايضًا.

المؤلفون:

الدكتور شمعون باراك، الدكتورة ليئور هيخت، الدكتور مئير عيزرا، الدكتور غيل تشابنيك