وقد بدأنا نشاطات في اقامة تظاهرات واحتجاجات والاتصال بالاحزاب السياسية وشرح قضيتنا السياسية امام قادة الاحزاب والسياسيين عن هذا القرار ورفضه. وتقرر في 4/9/1998 وذلك ليلة الجمعة واقامة خيمة الاعتصام في ذلك اليوم. وقد تجند الجميع لإقامة الخيمة وتأسيسها في ليلة الجمعة وفي صباح ذلك اليوم كانت الخيمة جاهزة لاستقبال الضيوف والمصلين واقيمت صلاة الجمعة وحضرها المئات من أهالي ام الفحم وقرى بنات ام الفحم وقرى وادي عارة.

وقد كانت هذه الخطوة تحدي لقرار الجيش بأغلاق اراضي الروحة وقد انطلقت النشاطات والفعاليات داخل الخيمة من محاضرات سياسية وادبية وتاريخية وثقافية من عدة ادباء وشعراء. وتحولت الخيمة الى جامعة مفتوحة وحضرها المئات من الشباب والأهالي. وزارها وفود التضامن معها ابناء شعبنا من القرى ومن المدن ومن القدس والجولان المحتلين. وكانت الوفود على مستوى عال واستقبلناهم استقبال الابطال.

وكانت السلطة تدفع يوميا سيارة عسكرية ترابط من القرب من خيمة الاعتصام لمراقبة نشاطنا. وكانت وفود التضامن والتي كانت تقدم الدعم والمساعدات السخية تأتي من كل حدب وصوب. واننا نشيد باهلنا الأشاوس والابطال اصحاب النخوة في قرية معاوية، التي مدتنا في الدعم السخي والمغامر في أيام صمودنا في الخيمة. و قد استمرت الخيمة حتى27/9/1998 في تلك الليلة قامت القوات الجيش العسكرية بالاعتداء الغاشم والبربري والاعتداء علينا و اعتقال من كان متواجدا فيها. وجرى اشتباك واسع على ارض الروحة مع قوات الجيش الاسرائيلي التي قاموا بالاعتداء علينا في ذلك الوقت وتم الاعتداء على الحاجز الذي اقاموه بالقرب من قرية معاوية. وكنت انا احد الجرحى في يدي اليمنى واخرون تعرضوا للضرب و جرى في نفس الوقت اعتداء بربري غاشم على المدرسة الثانوية الشامة في ام الفحم وذلك كان في تخطيط مسبق قبل يومين من الاعتداء وتجولوا في الحديقة وفي ساحات المدرسة و اطلعوا على جدران المدرسة و جرى الاعتداء في الرصاص والقنابل الغازية والصوتية وسقط العشرات من الجرحى واثنان فقدوا أعينهم. وعندما وصل الخبر لأهالي ام الفحم خرجت ام الفحم عن بكرة أبيها وخرجت للشارع العام. واشتبكت مع الشرطة والجيش واغلق الشارع العام بالكامل وسيطر شباب ام الفحم وكل قرى وادي عارة، حيث تعطل السير على الشارع العام لمدة ثلاثة ايام بكاملها ليل نهار. وبعد اتصال وتدخل من قبل رئيس الدولة الذي طلب الحضور الى مدينة ام الفحم. وعقد اجتماع مع أهالي ام الفحم والبلدية وجرى الاتفاق على سحب جميع القوات من اراضي الروحة بالكامل وبعد ذلك يخلي الشباب شارع 65 وادي عارة. وقد سقط جرحى في تلك المعركة المشرفة 670 جريحا كانوا في المستشفيات والعيادات الخاصة. وقد سطر أهالي ام الفحم ووادي عارة ملحمة بطولية في تاريخ الجماهير العربية. واستمر النضال من اجل المطالبة لوضع ميزانيات من الدولة لشق شوارع زراعية و ربطها بالمياه واقامة حضائر زراعية و فتح المناطق المغلقة امام اصحاب المواشي و ابعاد خط النار عن الاراضي الزراعية و قد لاحقت لجنة الدفاع عن اراضي الروحة لمواصلة تنفيذ الاتفاق المبرم الذي وقع مع وزارة الدفاع مع اللجنة الدفاع عن اراضي الروحة و قد قامت لجنة الدفاع عن اراضي الروحة بتقديم الدعم للفلاحين لزراعة أراضيهم التي لا زالت غير مزروعة و التي قامت لاكثر من خمس سنوات بتقديم الاشجار}اشجار الغرس{ و خاصة اشجار الزيتون المباركة اننا نتقدم بشكرنا و تقديرنا و احترامنا لكل من ساهم في انجاح معركة الروحة و ما زالت عيون السلطة تعمل على خرق اتفاق الروحة و محاولين ادخال مشاريع مثل مشروع الكهرباء للضغط العالي 400)ميغاوات( الذي يهدد بمصادرة و تخرب اكثر من خمسمائة دونم من الاراضي الزراعية و ذلك يشكل خطر فادح و خطير حيث يعرض كل من يقترب من هذا الخط الكهربائي و يعرض نفسة لمرض السرطان وغيرها ويسبب تخريب الاشجار والاراضي الزراعية. ولقد تصدت لهذا المشروع الخطير واصن الضغط والعمل وكانت نتائج ايجابية بابعاد خط الكهرباء عن جميع الاراضي الزراعية تقريبا..

سنعمل دائما على صيانة ارضنا والدفاع عن اراضي الروحة العزيزة والغالية وهي الرئة التي تتنفس منها مدينة ام الفحم وقرى وادي عارة عاشت جماهير ام الفحم وكل جماهيرنا والتحية والتقدير للجنة الدفاع عن أراضي الروحة.