www.almasar.co.il
 
 

د.عمر عتيق: التعالق بين جماليات اللغة ومفاتن الأنوثة في ديوان "خطوات أنثى" للشاعرة معالي مصاروة

ليس من السهل على قارئ ديوان (خطوات أنثى) أن يفصل بين تفاصيل الأنوثة...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

تعالق الفلسفيّ باليوميّ.. بقلم: د. احمد محمود اغبارية

التاريخ : 2021-10-05 07:44:35 |



 (المداخلة التي قدّمتها احتفاء بصدور ديوان "تلك السّيّدة، ذلك البيت" للشّاعر عبد الباسط إغباريّة)

"من علامةِ الرّشد أن تكون النّفسُ إلى مولدها مشتاقة، وإلى مسقط رأسها توّاقة.. حرمة بلدك عليك كحرمة أبويك". هكذا ردّد الجاحظ قبل أكثر من ألف عام في رسالته النّفيسة "الحنين إلى الأوطان"، فهل الحنين هاجس يلحّ على النّفس العربيّة مذ كانت؟ ولماذا نحن مسكونون بهذا الهاجس الذي يداهمنا في مرحلة ما ويملي علينا ومضاتٍ من الذاكرة البعيدة الراسخة في وجداننا كما الزيتون في جبالنا؟

 

الحنين هو حيلة جميلة أبدعتها النفس الإنسانيّة التي ترفض الانفصال عن زمانها ومكانها، زمانِها المعرّض للتلاشي نظرًا لتراكم معارف بديلة أو مستجدة؛ ومكانِها المتحوّل والمتشكّل أبدًا، من حالة إلى أخرى، ومن قناع إلى آخر.
من هنا، كم يكون حجم الحنين حين الحديث عن شعب كالشّعب الفلسطينيّ هُجّر قسرًا عن موطنه؟ وكم هو حجم الحنين حين يكون المكان هو القرية ومسرحُها؟
من ذا يكون مؤهلًا للتعبير عن الحنين أكثر من فلّاح فلسطيني تربّت ذائقته الرّيفية على القرية وعلى مفرداتها؟
صديقنا الشّاعر عبد الباسط إغباريّة، المحتفى به في هذا المقام، العائد إلى حضن البلد بعد رحلة مضنية فارق فيها المكان دون أن يفارق الوجدان، مثال تتضافر فيه ملامحُ الشّاعر المرهف المؤهّل للعودة إلى البدايات، لا لاسترجاعها واستنساخها، وإنما للإشادة بفرادتها من حيث غزارة التجربة الإنسانيّة الكامنة فيها وحضور الفلسفي فيها على نحو عميق.
لماذا البدايات؟
لأنّ كلام البدايات كلام بكر، كلام لم تشبه شائبة، لم تدنّسه المدنيّة بأستارِها وحجبِها العديدة، ولم تموّهه بما ملكته من مخاتلات خطابيّة معسولة قادرةٍ على تبديد الحقيقة وتزيينها على أنّها خلافُها.
إنّ الطريق الإبداعي الذي ارتآه عبد الباسط ليس بسيطًا، بل وعرًا وصادمًا في الكثير من محطاته. ففي كلّ لوحة من لوحات ديوانه، "تلك السّيّدة ذلك البيت"، نلمس نزعة التخطّي للذات الرّاهنة أو الذات الآنيّة بكلّ حمولتها المعرفيّة الحاليّة وبكلّ ما يعتريها من مدنيّة مقيتة، المدنيّة التي تخلب الأبصار، من جانب، وتسلب الإنسان سريرتَه وتأتي على أصالتِه فتسحقها سحقًا، من جانب آخر.
ما يمارسه شاعرنا ببساطة هو تقشيرُ كلِّ ما تراكم على ذاته من أقنعة، لا لشيء إلّا ليصل إلى رأس النبع، إلى الذات الأولى، بكل ما تحمله من عريٍ وطهارةٍ وبراءة، من دهشة أو صدمة، من فرح أو ألم. ليس في الدّنيا أعزّ من مكان إذ يتمظهر في وعي فتى داهمته المراهقة، بالضبط كما داهمت البلدَ الذي يعيش فيه، فأراد أن يخلع شخصيّته على عالمه المتواضع والبسيط.
لست قارئًا معياريًّا للشّعر، فالشّعر في عرفي ليس وزنًا ولا قافية، الشّعر ليس استخدام الألفاظ الغريبة المستعصية، الشّعر ليس التقعّرَ في التعابير، الشّعر هو اللجوء إلى أبسط الألفاظ للتعبير عن أعمق التجارب، هو خصوصيّتُك اللغويّة في الوصول إلى أصدق ما فيك فتعيد صياغتَه من خلال موقعك الثقافي التجاوزي. وبهذا المعنى، يسعى الشّاعر عبد الباسط إلى جرّ القارئ إلى ملعبه الأثير الذي ابتكره لنفسه وصنع له قواعده وأبجديّته، لا بل جعل القارئ لاعبًا مساهمًا فيه لا يغادر النصوص إلا وقد تمثّلها وأخذ منها رحيقًا لا أحسبه ينتهي أو يستهلك.
قبل سنوات، طرحت السّؤال التالي في أعقاب قراءتي لما يكتبه بعض الشّعراء الفحماويين: لماذا يكتب الشّاعر الفحماوي عن تجربة لم تكن له؟ لماذا يفتعل مواقف ويقف على أطلال بعيدة عن متناول يده وعن حسِّه؟!
قلت في حينه مقترحًا: ابحثْ عن فلسطين التي جرّبتها وخبرتها ولا تبحث عن تلك التي جرّبها وخبرها غيرك، ابحثْ عنها في تفاصيل المكان الصغير الذي يؤويك، في أحداثك اليوميّة مع نفسك، مع جيرانك، مع الشارع المحاذي، مع الشجرة الوارفة في الجوار، مع الحاكورة ومع حجارتها وصخورها، مع الحارة ومع طرقها وتعرّجاتها وعوالمها.
إذا افتقد الشّعر الفرادة صار تكرارًا ممجوجًا واستنساخًا لكتابات الآخرين. وعليه، فإنّ شاعرنا عبد الباسط نجح في الإفلات من هذا الشرك الذي يسقط فيه الكثيرون، وأرخى العنان لشاعريته تجول على سجيّتها وتتلصّص على عوالمه هو وليس على عوالم الآخرين.
ولعلّني لا أجانب الصّواب إذا قلت بأنّ هذا الديوان هو "الديوان الفحماوي الأوّل" الذي يكتب في أمّ الفحم عن أمّ الفحم، والمعنى أنّه الأوّل الذي يستمدّ مادّته الأولى من الواقع الفحماوي الزاخر بالمعاني والدلالات، جلّها متروك على قارعة الطريق، على مقولة الجاحظ، ينتظر شاعرًا حسّاسًا واعيًا يجيد الإصغاء لتموّجات الشّعور كعبد الباسط الذي يأتي بكلّ ثقله المعرفي والرّوحي فيلتقطها ويعيد تشكيلَها وصياغتَها.

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR