|
|
|
وكان الدب الروسي لهم بالمرصاد!....بقلم: احمد كيوانالتاريخ : 2022-01-14 08:54:42 |كنت واحدا ممن فوجئوا بالأحداث التي جرت من جمهورية كازاخستان وسط آسيا، والتي كانت ضمن جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق ومن اكثره تقدما واكبره مساحة. وقد اصبحت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عضوا في دول معاهدة الامن الجماعي مع الاتحاد الروسي وبعض الدول الحليفة في الحديقة الخلفية لهذا الاتحاد. ولدورها المتميز ومكانتها، استضافت جميع مؤتمرات "استانة" للسلام في سوريا. وادّت هذه الدولة المهمة دورا مهما في استضافة الفرقاء المتعددين، وحققت انجازات على الساحة السورية كانت نتاج تفاهمات "استانة". ويبدو ان مثيري الفتن والقلاقل في هذا العالم لم يرتاحوا لدور كازاخستان، الذي يصب في المصلحة الروسية والتحررية في هذا العالم، فآثروا ان ينقلوا لها انقلاباتهم السوداء في ما يسمونه "الثورات الملونة"، كما فعلوا في اوكرانيا وحاولوا ان يفعلوا في روسيا البيضاء. وهي احدى دول معاهدة الأمن الجماعي. وقد استغاثت بالاتحاد الروسي، الذي آزرها ومنع انتقال هذه العدوى الى باقي دول الاتحاد السوفياتي السابق. وظنوا ان يأتوا من البوابة الآسيوية بعد انسحابهم المذل من افغانستان. وكذلك بعد ان نقلوا عناصر كثيرة من "داعش" كانت في سوريا والعراق، لتنفيذ مخطط ارهابي واجرامي كبير في كازاخستان، يشبه الى حد كبير ما فعله "داعش" في العراق، حين سيطر على الموصل وامتد الى محافظات عراقية اخرى. وواضح انهم اعدوا هناك في كازاخستان خلايا نائمة كثيرة وعملاء، حتى داخل الحكم نفسه، من اجل زعزعة الامن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة من العالم، تطويقا لروسيا واستعدادا لمواجهة الصين التي اصبحت قوة الصدام الاولى لهم في هذا العالم، بعد ان تحولت الى القوة الاقتصادية المنافسة لهم، والتي ستتفوق عليهم خلال مدة قصيرة جدا ان لم تكن قد فعلتها حتى الآن. ولان كازاخستان ستكون احدى دول طريق الحرير المهمة، فان هذا يعني ان الشهية قائمة لدى اعداء هذه الدول لإثارة الفتن الداخلية والهائها بالثورات الملونة، كما توقعوا ان يحدث في كازاخستان. لكنهم في كل ما فعلوه نسوا ان الدب الروسي لهم بالمرصاد، وانه استعد لهم في آسيا كما استعد لهم من قبل في بيلاروسيا واوكرانيا. وقبل ذلك استعادته لشبه جزيرة القرم، لتظل جزءًا من روسيا كما كانت في العهد السابق. وكان الاستعداد مذهلا، ففي سرعة البرق الخاطف، وخلال ساعات قليلة فقط، كان آلاف الجنود الروس من نخبة النخبة يصلون تباعا عبر جسر جوي ضم سبعين طائرة نقل، حيث كان العتاد المطلوب يصل بالتوازي مع وصول قوات النخبة. وفي الوقت نفسه، فان عدة آلاف من جنود التدخل السريع لباقي دول معاهدة الامن الجماعي كانت تصل هي الاخرى الى "ألما آتا"، اكبر المدن الكازاخية، والعاصمة "نور سلطان"، مما قصم ظهر هذه الثورة الملونة وهي لا تزال في المهد. واهم ما في الامر ليس السيطرة على الوضع فقط، وانما ملاحقة العناصر الانقلابية والقاء القبض على جزء كبير منها. وستكون هناك في كازاخستان عبرة لمن يحاول ان يثير القلاقل، فالروس وحلفاؤهم احتووا الامر بسرعة. وهذا ما جعلنا نتفاجأ بهذا الاستعداد الراقي من المواجهة لقوات التدخل السريع، التي اعدها الرئيس بوتين حتى يستطيع ان يفرض اجندته على الولايات المتحدة والغرب الاستعماري، وهم الذين يهددون صباح مساء روسيا بالردود والعقوبات فيما يخص الوضع في اوكرانيا. ومن وجهة نظرنا، فان أية خسارة لهذا المستعمر قديمه وجديده، وعلى أي بقعة من بقاع الارض، تعتبر انتصارا لنا ولقضايانا. فالمعركة واحدة من كوبا وفنزويلا وباقي دول امريكا اللاتينية، الى افريقيا وآسيا محور المقاومة. ومن هنا فإنها بهذا النجاح الباهر، وبالضربة القاضية، تكون كازاخستان قد عبرت ممرات الخطر التي ارادوا ايقاعها فيها. وهذا كله مؤشر على ان المحور المعادي في منطقتنا لن يجد من يعزيه في هذه الخسارة، التي كانوا يتوقعون منها الكثير. فقد استعمل اعضاء "الثورة الملونة" في مطار "ألما آتا" ما فعله "داعش" في سوريا والعراق، حيث قطعوا رؤوس رجال الشرطة ورجال الامن. فشكرًا للصديق الروسي، الذي اثبت انه لا يدافع عن نفسه فقط، وانما عن كل حلفائه والمقربين له!! تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |