وهكذا اغلق الاحمر الموسم مع 14 خسارة و13 تعادل و10 انتصارات، وفي المرتبة السابعة مع 43 نقطة. وهي نقاط اقل من الموسم الفائت، وكانت سترسله مجددا الى صراعات البلي اوف السفلي، لولا الحظ الذي حالفه بالمشاركة مع مثمن الكبار والبلي اوف العلوي.

وفي الاحمر الفحماوي ملزمون بالإدراك ان فريقهم مع المدرب شلومي دورا حصد 5 نقاط من 24 ممكنة. وهو حصاد بائس ومثير للاشمئزاز، لا يليق بفريق يمتلك قاعدة جماهيرية رحبة وواسعة، وله شعبية متصاعدة في البلاد.

وفي السياق نفسه، فان ادارة الاحمر سارعت الى التعاقد مع المدرب السابق شمعون هداري ليكون مديرا مهنيا للفريق في الموسم القادم، مع الاشارة الى ان هداري هو من ارتقى بالفريق الى الدرجة الممتازة قبل ثلاثة مواسم. كما انه نجح في الموسم المنقضي بتصعيد عيروني طبريا الى الممتازة، في ظل فارق رهيب ودون مطارد مباشر وحقيقي في مركز الوصافة.

وما زالت الصورة ضبابية حول هوية المدرب القادم للأحمر في الموسم القادم، غير ان المدرب موطي ايفانير هو المرشح الاقوى، الى جانب يارون هوحنبويم، مع احتمالات ليست قوية ببقاء شلومي دورا على رأس الطاقم المهني.

وكانت ادارة الاحمر قد دفعت مستحقات اللاعبين عن الشهر الاخير مطلع الاسبوع، بعد ان دعتهم بانفراد لتسلم مستحقاتهم المالية، في ظل انباء تتردد في الشارع الرياضي الفحماوي بان صانع الالعاب ريف ميسيكا يشق طريق العودة الى القلعة الحمراء من جديد.

ومن الاسماء الاخرى المرشحة لتدعيم صفوف الاحمر دودو بيطون مهاجم نستسونا وهدّاف الممتازة مع 18 هدفا. كما ان اسم المدافع يعقوب ابابا مدرج على القائمة لتعزيز الحلقة الدفاعية. ومن غير المستبعد ان يعود الى الفريق لفترة لعب ثانية، مع الاشارة الى ان ابابا شارك بصعود هبوعيل الخضيرة قبل عدة مواسم الى العليا، وكرر السيناريو نفسه مع الرينة في الموسم المنتهي.

وفي غضون ذلك، فان ادارة الاحمر ستواصل الرهان والتعويل على المواهب الصاعدة من ابناء المدينة. وهو رهان ثبت بانه رابح وناجح، كون الفريق حصد غالبية نقاطه خلال الموسم بفضل جهود واستبسال هؤلاء الابطال من الدماء الشابة.

وعلمت "المسار الرياضي" ان لا نوايا بتجديد عقد المهاجم غاي دهان لموسم اضافي، بينما تبدو فرص وحظوظ بقاء المهاجم عيدان شيمش غير كبيرة لتكاليفه الباهظة. وقد يستبدله في خانته الهجومية المهاجم غيل يتسحاق، الذي كان قريبا من التوقيع في الاحمر، لولا الصفقة مع شيمش التي اعادت المفاوضات في حينه الى نقطة الصفر.

وعلى صعيد مجلس الادارة، فان هنالك رغبة بتوسعيه وضم وجوه جديدة، رغبة في اعداد فريق مسموع الكلمة ومتماسك، حيث اعلنت الادارة عن انضمام رجل الاعمال احمد محمود جبارين (تك تك) لصفوفها، بغية دعم الفريق وزيادة فرصه بالارتقاء الى العليا، الذي سيكون الهدف الانبل والاسمى لإدارة الفريق.

وفي اوساط مشجعي ومحبي الفريق هنالك رضى وارتياح عارم من الدور المركزي والريادي، الذي بدأ يمارسه رئيس البلدية الدكتور سمير صبحي محاميد، بالتدخل شخصيا ومباشرة في قضايا وشؤون الفريق، وخاصة في ظل نوايا بتقديم مبلغ دسم للفريق، الذي بات قريبا من ان يحتضن مبارياته البيتية على عرينه استاد السلام، بعد ثلاثة مواسم في الشتات والنزوح. وهو ما كان لذلك انعكاسات سلبية على مستوى نفقات ومصروفات الفريق وعلى برنامجه واهدافه المهنية.

وعلاوة على ذلك، فان فريق الشبيبة التابع للاحمر، والذي يلعب في الدرجة الممتازة (شمالية)، لم يضمن بعد بقاءه في الدوي، حيث وقع في فخ التعادل السلبي امام هبوعيل هرتسليا، السبت الفائت، في مباراة قاع بست نقاط، ليرتفع رصيده الى 30 نقطة، في المرتبة الحادية عشرة وبفارق الاهداف عن الخط الاحمر، وفريق النادي الرياضي برديس حنا - كركور الذي يليه على الجدول ويحتل المركز الثاني عشر.

وفي القلعة الحمراء مقنعون ان فريق الشبيبة الذي يقود تدريباته المدرب الشاب محمد إغبارية (جغفور)، سيضمن البقاء في الدوري على صعوبة المهمة وشراستها، وفي ظل بقاء ثلاث مباريات على سماع الصافرة الاخيرة.

وفي حديث مع "المسار الرياضي"، قال مساعد المدرب في الاحمر الفحماوي كيلاني كيلاني: "قد تبدو اقوالي غريبة وغير منطقية للكثيرين، الا انني اقولها بالعربي الفصيح وعلنا ان الاحمر الفحماوي اضاع فرصة ذهبية للارتقاء الى الدرجة الاولى وتحقيق انجاز غير مسبوق".

واضاف يقول: "برأيي المتواضع، فإن الدوري كان ضعيفا ولم ارَ اي فريق شرسا، فالمستويات كانت متقاربة وما منعنا من البقاء بقوة في صورة الصعود وفقدان الاسهم الفعلية هو الاصابة التي تعرض له اللاعبان الفحماويان المتألقان محمد ابو الراجح ومحمد محاميد (الجنجي). فهذه الاصابة قلبت الموازين والنتائج رأسا على عقب، وباتت نتائجنا خجولة وغير مفهومة للغاية".

ومضى كيلاني كيلاني يقول: "بالإمكان تلخيص الموسم بين النجاح والاخفاق، فالإخفاق هو من انهاء الموسم بالمرتبة السابعة مع العلم ان فريقنا خلال جولتي الذهاب والاياب تنقل بين المرتبة الثانية والرابعة واحيانا الخامسة. اما النجاح فيتمثل بان الاحمر الفحماوي راهن على ما يسمى بأولاد البيت، ومنحهم فرصة التطور واثبات النفس والقدرات، فربحنا جيلا صاعدا مع مستقبل وردي، دون ان ننسى بانه في مباريات كثيرة شارك 8 لاعبين فحماويين ضمن التشكيلة الاساسية".

وانهى كيلاني كيلاني يقول: "من المؤكد ان فريقنا من الواجب ان يشهد تغييرا على تشكيلته في الموسم القادم، فهنالك ثغرات سنعالجها بقوة وحزم، وخاصة بما يتعلق بالجانب الدفاعي. فمن الضروري احضار قلب دفاع مجرب ومتمرس يكون مساعدا ونصيرا لعميد محاجنة في قيادة الحلقة الدفاعية، بدليل ان الاحمر استقبلت شباكه52 هدفا خلال الموسم، وهو كم كبير وهائل وخطير للغاية".

هذا، ويسود اوساط انصار الفريق شعور مختلط نحو حصاد الفريق، وخاصة ان الفريق في منافسات البلي اوف العلوي وزع نقاطا يمنة ويسارا وكان لقمة سائغة. وعليه يطالبون ادارة الفريق بضم واستقطاب عناصر جدية وناشطة لتفعيل نجاعة العمل الاداري، وللتخفيف من العبء على الادارة الحالية المقلصة، كون محاولة الارتقاء الى العليا تستدعي التفافا اوسع واكبر، بالنظر الى حجم وثقل المهمة القريبة والمنشودة.

وعلمت "المسار الرياضي" ان المدير المهني للفريق شمعون هداري سيجلس مع الادارة في الايام القريبة للتداول حول هوية المدرب الجديد، ثم للانطلاق نحو اغلاق الثغرات في صفوف الفريق بإحضار لاعبين مميزين ومناسبين، على ان تكون نواة وعصب التشكيلة الاولى من المواهب والبراعم الفحماوية الصاعدة.

وفي الاثناء، خضع الظهير الايمن الهجومي محمد ابو الراجح الى عملية جراحية، جراء اصابة تعرض لها خلال الموسم وحرمته المشاركة من مباريات كثيرة. ومع تماثله للشفاء سيكون بمقدوره العودة الى صفوف الفريق كلاعب مركزي في التشكيلة الاساسية.