بعد ان انهينا زيارتنا لأبي همام، والتي يمكن أن تطول لولا برنامجنا الكثيف، لبقينا ساعات وساعات، انتقلنا الى زيارة الصديق القديم سليمان فحماوي - ابو تامر في بيته العامر في حي الخلايل في ام الفحم. وأبو تامر من قرية أم الزينات المهجرة الواقعة على سفوح جبل الكرمل. لجأت عائلته بعد التشريد الى قرية دالية الكرمل، في حين ان عائلات أخرى وجدت نفسها في الفريديس او في جنين ومن ثم في اربد وسواها من مخيمات اللجوء.

يتميز أبو تامر بارتباطه بالقضية وبمعرفته التفصيلية لكثير من الاحداث التاريخية المفصلية رغم انه مهندس معماري في مهنته، ما يعني تخصيص ساعات طويلة لغرض تحقيق مشاريعه التخطيطية، وأيضا لكونه من مواليد ما بعد النكبة، بالرغم من ان عائلته التي اكتوت بنار وجمر النكبة إلا أنها أصرت على البقاء في الوطن ومواجهة المشروع الاستيطاني الاستعماري بكل قوة. اذ أن والده دأب على أن يتعلم أبنائه حتى المستوى الجامعي ويتحدوا سياسات حكومات اسرائيل، ويشكلوا شوكة في حلوق سياسييها الذين رسموا مخططات التهجير واللجوء والتجهيل والاقصاء.

وسرد علينا ابي تامر قصة وحكاية تشرد عائلته وعائلات زيناتية اخرى، والعراقيل والازمات التي اعترضت طريق بقائها، إلا أنها تمكنت من الصمود ومتابعة طريق التحدي. وابدى استعداده التام للتعاون معنا والمساعدة في مشروعنا البحثي الهام.

باعتبارنا، أن هذا اليوم قد تميز برؤية الاجيال الفلسطينية في الداخل الفلسطيني إلى أهمية الحفاظ على الذاكرة متقدة ومشتعلة، ونقلها الى جيل بعد جيل كي لا نفقد الذاكرة ويبقى الجمر مشتعلا.

نعتز بأبي همام وأبي تامر وكل اصدقائنا في أم الفحم التي عرفت كيف تستقبل اللاجئين من ام الزينات واللجون وغيرها في سنة النكبة الشؤم التي اصابت شعبنا وارضنا بقوة في 1948. تحياتنا لهما ولكل من يمد يد العون لمشروعنا هذا، والذي سنعلن عن تفاصيله مع قادم الايام.