www.almasar.co.il
 
 

محمّد علي طه: نهاية رجل طمّاح!

عندما جلس على مقعد رئاسة الحكومة، قبل عقدين من السّنين، اتّخذ قرارين...

محمّد علي طه: يرسمون مئات الأعلام..!!

اعترضت مفرزة من رجال الشّرطة الاسرائيليّة مجموعةً من تلاميذ المدارس...

محمّد علي طه: حَيَّ على العمل..!!

لا أوافق الذين يتّهمون نوّاب القائمة المشتركة (سابقًا) بإسقاط حكومة...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

حَنين محمّد رُشْدي أَمارَة/أَنا أُشْبِهُ أُمّي

التاريخ : 2012-03-14 22:33:31 |



- هَا هُوَ اليَوْمُ الّذي كُنْتُ أَنْتَظِرُهُ قَدْ جَاءَ بِحُلَّتِهِ الْبَهِيَّةِ، فَقَدْ وَعَدَتْني أُمِّي أَنْ تَشْتَرِيَ لي فُسْتانًا جَديدًا إِذا حَصَلْتُ على الْمَرْتَبَةِ الأُولى في صَفِّي، وَبِالْفِعْلِ فَقَدْ ثابَرْتُ وَدَرَسْتُ جَيِّدًا كَيْ أُحَقِّقَ رَغْبَتَها وَأَنالَ مُكافَأَتَها. وَبِعَوْنِ اللهِ وَفَضْلِهِ نِلْتُ مَا أَتوقُ إِلَيْهِ، حَيْثُ نَجَحْتُ في دِراسَتي نَجَاحًا باهِرًا وَحَصَلْتُ على المَرْتَبَةِ الأُولى.
- ِلذَا وَفَتْ أُمِّي بِوَعْدِهَا وَاصْطَحَبَتْني مَعَها مُمْسِكَةً بِيَدي إِلى السُّوقِ الْبَلَدِيِّ، حَيْثُ نَجِدُ هُناكَ أَجْمَلَ الْمَلابِسِ وأَجْوَدَها، وبَيْنَما كُنَّا نَسيرُ في أَرْوِقَةِ السُّوقِ لَفَتَ انْتِباهَنا مَنْظَرُ طِفْلٍ صَغيرٍ يبْكي وَبِجانِبِهِ سَيِّدَةٌ تَبْدو عَلَيْها مَلامِحُ الْفَقْرِ وَالْقِلَّةِ. كانَ الْوَلَدُ الصَّغيرُ يَرْتَدي مَلابِسَ قديمَةً وَرَثَّة، وَيَصْرُخُ بِصَوْتٍ عالٍ " أُريدُ أَنْ أَشْتَرِيَ هذا القَميصَ يا أُمِّي ! أُريدُهُ.. " وَوالِدَتُهُ تَقِفُ مَشْدوهَةً مُحْرَجَةً تُحاوِلُ إبْعادَهُ عَنْ ذلِكَ الْمَكانِ.
- لَمْ أَلْبَثْ أَنْ أَتَفَوَّهَ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، وَإِذا بِأُمِّي تُمْسِكُ بِيَدي وَتَتجِهُ نَحْوَ تِلْكَ السَّيِّدَةِ وَابْنِها.. وَعِنْدَما وَصَلْنا أَخْرَجَتْ أُمِّي مِحْفَظَتَها مِنَ الْحَقيبَةِ وَتَناوَلَتْ مِنْها حَفْنَةً مِنَ النُّقودِ بِدونِ أَنْ تَعُدَّها أَو حَتَّى أَنْ تُفَكِّرَ في عَدِّها، أَعْطَتْها لِتِلْكَ السَّيِّدَةِ وَقالَتْ لَها: " اشْتَري لَهُ ذلِكَ الْقَميص عَلَّهُ يُفْرِحُهُ ".
- ارْتَسَمَتْ على وَجْهِ الْمَرْأَةِ ابتِسامَةٌ عَريضَةٌ وَأَخَذَتْ تَدْعو لأُمِّي قائِلَةً: " جَزاكِ اللهُ خَيْرًا ". نَظَرْتُ إِلى أُمِّي نَظْرَةَ اسْتِغْرابٍ وَتَعَجُّبٍ سائلَةً إِيَّاها: " ما الّذي دَعاكِ إِلى فِعْلِ ذلِكَ يَا أُمِّي ؟ فَمِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ لا تَكْفي النُّقودُ الّتي مَعَنا لِشِراءِ الْفُسْتانِ ". أَجابَتْني بِصَوْتٍ مُفْعَمٍ بِالْحَنانِ والرِّقَّةِ: " لا بُدَّ لنا أَنْ نُسَاعِدَ المُحْتاجينَ يا ابنتي كَما عَلَّمَنا دينُنا الحَنيفُ، فَاللهُ هُوَ الرَّزَّاقُ الّذي يُبارِكُ في أَمْوالِ المُحْسِنينَ، أَلَمْ تَسْمَعي بِقِصَّةِ أُمِّنا أُمِّ الْمُؤمِنينَ عائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْها ؟ " أَجَبْتُها: " لا يا أُمِّي إحْكيها لي مِنْ فَضْلِكِ ! "
- تَنَهدَت أُمِّي بِصَوْتٍ رَقيقٍ وَبَدَأَتْ حِكايَتَها قائِلَةً:" في أَحَدِ الأَيَّامِ دَقَّ أَحَدُ الْفُقَراءِ بابَ أُمِّ الْمُؤْمِنينَ طالِبًا مِنْها طَعامًا لِيَسُّدَّ بِهِ رَمَقَهُ، فَلَمْ تَجِدْ في بَيْتِها سِوى رَغيفًا مِنَ الْخُبْزِ، تَناوَلَتْهُ وَأَعْطَتْهُ للسَّائِلِ رَغْمَ كَوْنِها صائِمَةً في ذلِكَ الْيَوْمِ، وَبِتَقْديرِ اللهِ أَهْداها جيرانُها شاةً كامِلَةً جاءَتْ كَمُكافَأةٍ منَ اللهِ تَعالى على صَدَقَتِها الَّتي أَعْطَتْها للسَّائلِ ".
- أنْهَتْ أُمِّي حِكايَتَها موصِيَةً إِيَّايَ أَنْ أَقْتَدي بِمِثْلِ هذهِ الأَعْمالِ الْحَسَنَةِ ثُمَّ أَمْسَكَتْ بِيَدي وَتَوَجَّهَتْ نَحْوَ دُكَّانِ الْمَلابِسِ واشْتَرَتْ لي فُسْتانًا جَديدًا.عِنْدَها أَحْسَسْتُ بِشُعورٍ غَريبٍ لَمْ أَشْعُرْهُ مِنْ قَبْلُ وَعاهَدْتُ نَفْسي أَنْ أُشْبِهَ أُمِّي دائِمًا.
- وَذاتَ يَومٍ بَيْنَما كُنْتُ جَالِسَةً في الصَّفِّ في وَقْتِ اسْتِراحَةِ الطَّعامِ وَقَعَ نَظَري على صَديقَتي تَجْلِسُ حَزينَةً بائِسَةً على كُرْسِيِّها، فَبادَرْتُها بِالسُّؤالِ: " لِماذا أَنْتِ مَهْمومَةً يا صديقَتي ؟ أَجابَتْني بِحُزْنٍ: " لَقَدْ نَسيتُ وَجْبَةَ طَعامي في الْبَيْتِ، وَلا يوجَدْ مَعي شَيْءٌ آكُلَهُ. عِنْدَها تَذَكَّرْتُ وَصِيَّةَ أُمِّي الحَبيبةِ وَأَخْرَجْتُ وَجْبَةَ طَعامي مِنْ حَقيبَتي المَدْرَسِيَّةِ، قَسَمْتُها نِصْفَيْنِ بِالتَّساوي بَيْني وَبَيْنَ صَديقَتي، ناوَلْتُها نَصيبَها وَقَلْبي يَخْفِقُ بِقُوَّةٍ عَلَّها تَفْرَحُ وَتَسْعَدُ بِذلِكَ.
- ابْتَسَمَتْ صَديقَتي وَقالَتْ لي بِصَوْتٍ تَبْدو عَلَيْهِ علاماتُ الْفَرَحِ: لِماذا فَعَلْتِ ذلِكَ ؟!
أَجَبْتُها بِكُلِّ فَخْرٍ واعْتِزازٍ: " لأَنَّني أُشْبِهُ أُمِّي.. " .

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR