ابتسام محمود مراد/ في ذكرى طيبة
التاريخ : 2012-04-08 10:55:48 |
جلست ذالك اليوم مع جدتي تحت ظل شجرة عالية , كانت درجة الحرارة فوق الاعتيادية !! , فما كان لنا سوى ان نحضر جريدة , قنينة ماء و الكثير من المكسرات . !
كانت جدتي في ذالك اليوم حزينة على غير عادتها , في بادئ الامر لم اسألها ما بها , فما وراء تنهداتها قصص من طفولتها .
كانت امي في الداخل , تنظر الينا , فبدأت بقول الجملة التي ستحرر جدتي من قضبان سجنها : " أمي , احكي لهن عن اللجون وعن طفولتك ".
جدتي من قرية اللجون , تهجرت عندما كان عمرها كعمري , صغيرة في السن , لم تنس أي لحظة من لحظاتها مع اخواتها و اخوانها .
تنهدت جدتي و قالت :" ماذا سأحكي لأحكي ".
سألتها اختي الصغيرة , ذهبت قبل عدة سنين معك الى اللجون , لقد أحببتها , كيف تهجرت ؟ و ماذا كنت تفعلين ؟
بعد طرح ألأسئلة الكثيرة , كانت اختي تتصفح الجريدة , وهي تنتظر بفارغ الصبر جواب جدتي , و فجأة لمحت اختي لغز : : متى يكون يوم الارض الخالد في كل عام ؟
تنهدت جدتي تنهيدة طويلة , بدأت بالتكلم عن اللجون و عن طفولتها الرائعة , و أصغينا بانتباه الى ما تقوله .
بدأت بحكايتها : تحت ظل أشجار المشمش و العليق جلسنا حتى زهقنا , على الرغم من درجة الحرارة العالية تبسمنا , نلعب بالماء , اه كم اتمنى الرجوع , هجرونا , ارغمونا على ألخروج من بيتنا ...
أنهت جدتي حكايتها , بقول سأكتفي بالذكريات الجميلة , فما أغرب الناس كم أصبحوا الان !! ...
تعجبت !! , كيف لهم بهذه الافعال القذرة , كيف يطردون أطفالا , نساء و مسنين من بيوتهم دون سؤال أو تلميح ّّ
ألا يشعرون ؟!! , ألا يفقهون ؟ّ!!, سحقا لهم !!
لا تقلقي يا جدتي , على الرغم من تلك المحاولات التي حاولناها و باءت بالفشل , لن نتنازل عن حق كل واحد منا , سنرجع لك يوما ما يا اراضينا الطيبة !!.
أدامك الله لنا بالصحة و العافية يا جدتي أم ساجد .
(العاشر "3" , دار الحكمة الثانوية – عين جرار – ام الفحم)