www.almasar.co.il
 
 

وقفة احتجاجية في أم الفحم تضامنًا مع الناشطين محمد طاهر واحمد خليفة ومطالبةً بوقف الحرب على غزة

شارك العشرات من الناشطين، مساء اليوم الخميس، في وقفة احتجاجية نظمت في...

حنين أمارة: قلنا وما زلنا نقول لا للعنف!

يحّزُّ في القلب الفراق وتحزن العين لما تراه من مناظر تقشعر لها...

بلدية ام الفحم: بشرى سارة لأهالي حي البيار

شركة نتيفي يسرائيل تبشركم ببداية العمل لتطوير شارع 65. ومن خلال...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

أم الفحم: الحاج مصطفى عبد ابو شقرة يكتب عبرات وفاء في الذكرى الثانية لوفاة نجله المرحوم محمد

التاريخ : 2012-07-17 15:39:06 |



 

يخطئ من يظن ، ان الزمن كفيل ، بأن ينسّي الانسان ،عزيزا من اعزائه، كان قد فقده ، سواء كان ابا او اما، اخا  او اختا ، ابنا او بنتا  عما او خالا. هذا ومع ان الأعزاء كلهم يتواجدون في دائرة واحدة من المعزّة ، الا ان هناك البون الشاسع فيما بينهم ، حيث تكون درجات  التفاوت والتفضيل. ولعل في التجربة خير دليل وبرهان على ذلك ، فلقد عشنا ذلك بنفوسنا ونفسياتنا، كما عاشه احباؤنا من حولنا نفس الذي عشناه ،لكن كل ودرجة قرابته الاقرب فالاقرب، ولقد حدثني بذلك ايضا كل من كان جرحه كجرحي ،حتى صار الجرح هو  الجامع المشترك بيننا، صرنا شركاء في دماء ابنائنا وارواحهم ، وان اختلفت ظروفنا وماسينا ، صرنا نلتقي  وعيوننا هي التي تتحدث وصمتنا يحمل في طياته الف رسالة ورسالة، لا يفهم  فحواها الا نحن معشر الثكالى ، وليصدق فينا قول  الشاعر: 

    وانما اولادنا بيننا اكبادنا// تمشي على الارض

 نعم، هي الأكباد تمشي على الأرض ، وبها امتحننا القدر ، قدر الله ،الذي لا راد له ،حيث قدّر لنا بأن نفقد من هذه الأكباد  ما شاء الله لنا بذلك. لندخل بذلك الى دائرة الأحزان , فيكون حزننا على فراق  ابننا حزنا عميقا كل العمق ،لا يبارحنا حتى يترك غمّا في القلب وهمّا في النفس ، ما تخاله الا مرضا مزمنا لا يزول ولا ينقشع، الا بخروجنا من هذه الحياة الى عالم البرزخ . ان الايمان والصبر هما نعمتان، قد انعم الله بهما علينا، ساهمتا الى حد كبير في التخفيف من وطأة مصابنا الجلل ومن نسيانه ولو للحظة واحدة ، مع انهم قالوا: ان كل شيء في هذه الدنيا يبدأ صغيرا ويكبر، الا الحزن يبدأ كبيرا ويصغر. انا لا اعلم من صاحب هذا المقولة؟ ومن اي مصدر جاء بها؟ الا ان الامر المؤكد انه لم يفقد ولدا، ولم يسأل معاشر الاباء والامهات الثكالى عن مشاعرهم ! وبالتالي قال مقالته جزافا من غير تفكير .

انا شخصيا ما رأيت الحزن الا يكبر ويكبر، يوما بعد يوم ، وما علمت له من صغر ابدا .وهكذا يمر الزمن، فنعد ايامه ، ساعاته ، دقائقه ، ثوانيه ، ساعة بساعة ، دقيقة بدقيقة، وثانية بثانية. واذ بكل عناصر الزمن هذه ، تتحد لتعلمنا بانها لم تتمكن من ان تمحو ألمنا من الذاكرة ، فيرفع الزمن ضمانه وضماناته ، معلنا انه لم يعد كفيلا لينسّي الناس احزانهم، واذ باحداث الحياة، وما اكثرها، تشكل عصبة واحدة، تحول دون نسياننا  لـ"محمد"، فقد استحضرناه في كل حدث شهدناه. اننا ان رأينا صحبه حدثتنا انفسنا ان انظروا لعله واحدا فيهم. قد نمر بالاماكن والبيوت التي كان يرتادها فتتوجه الينا تلكم النفوس، انتظروا قليلا لعله يطل علينا من نافذة او شرفة؟ وننتظر،  ولكن لات حين مناص ! وننظر الى صوره، التي تملأ جدران البيت، وما  اكثرها، فنجدها قد ازدادت زهوا ونورا. وطبعا كل صورة لها تاريخها وذكرياتها  وكأنها تحدثنا بأحاديث خلناها تنطق وان كان الأمر ليس كذلك، ننظرالى  صورة من صوره مكبرة بطول الرجال ، فننطق لا اراديّا قائلين: اما آن لهذا الفارس ان يترجل؟؟

اذن هكذا هي دورة حياتنا مع فقيدنا ، الذي كلما ابعدت السنين والايام  بيننا، زادتنا لوعة عليه واشتياقا للقائه ، ومع ان طبيعة الناس انهم يكرهون الموت فيفرون منه ، حبا بالحياة  الا اننا خرجنا من هذه الطبيعة لنحب الموت طمعا بلقائه، في عالم البرزخ لعلنا نخرج  مما نحن فيه من الم وحسرة!

وهكذا مرت الايام والشهور،ببطء ورتابة ،مع ما حملته في جعبتها من الام وحسرات، وفي يوم قائظ من ايام ايار المحرقة ، اذ بالصحافة العربية والعبرية، وفي مواقع الانترنت، تطل علينا بنبأ اليم ، لم يقلّ الما عن ذلك اليوم المشؤوم، الذي فقدنا فيه ولدنا "محمد". كان مفاد النبأ ان قد كشفت فضيحة نسجت  خيوطها في معهد الطب الشرعي في ابو كبير، حيث ان هذه المعهد  يحتفظ بأكثر من 5000 بين جثة وعضو بشري، كان قد احتفظ بها في اوعية زجاجية لموتى قد شرحت اجسادهم ، ما بين الاعوام 2000-2012 من غير علم ذويهم، رغم انه حسب قانون التشريح المعمول به في اسرائيل يمنع انتزاع الاعضاء من الموتى من غير موافقة رسمية وموقعة من قبل عائلاتهم . ولعل ما زاد الطين بلة ان هذا المعهد قد اعلن انه سيقوم باجراء ترتيبات لعملية دفن الموتى واشلائهم، ضمن مشروع اطلقوا عليه مشروع "الدفن بكرامة".

انا لست ادري  ماذا اكتب؟ وما الذي اقوله عن معهد كهذا؟ والذي كان من المفروض فيه ان يكون عنوانا للعدالة والبحث عنها،. كيف لا وكل المؤسسات القضائية، وعلى رأسها مؤسسة النيابة العامة، تقصده في مساعدتها لتعقب الجناة، والبحث عن بصماتهم الجينية والتي ستقود في النهاية الى طريق الحق والعدالة. يكاد المرء لا يصدق ان يصبح هذا المعهد، بين عشية وضحاها، مكانا فيه تتم سرقة لاعضاء واشلاء موتى، لأهداف مهما كانت لا تعد نبيلة ولا مشروعة، لا سيما وانها ما جاءت بارادة وموافقة اهل الموتى وذويهم.

اننا كنا نسمع ونرى من خلال وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، هنا في هذه البلاد كيف تتم عمليات سرقة الاعضاء للاحياء والموتى في دول شرقي اوروبا وفي دول امريكا الجنوبية. ثم كيف تتم عملية الاتجار بالاعضاء البشرية ، كل ذلك قد تم بممارسة اناس عاديين  في تلك الدول. اما هنا  فلم يمارس هذا الفعل من قبل اناس عاديين، بل من قبل اطباء ومختصين يعملون في معهد تشرف عليه وزارة الصحة، ويتقاضى العاملون فيه اجورهم من وزارة الصحة في هذه البلاد، وليصدق فيهم المثل القائل: "حاميها حراميها".

ومع كل ذلك يأتيك الاعلان الصارخ بأن المعهد يجري الترتيبات اللازمة لتنفيذ مشروع "الدفن بكرامة"، ولعله من حقي ان اتساءل كأب ثاكل: عن اي كرامة تتحدثون؟ وأين تلك الكرامة ؟ كأني بكم تقتلوننا مرة بعد مرة !ثم تتبجحون  بمشروعكم المقترح والمرفوض. نعم انا شخصيا رفضت الفكرة، وبادرت للاتصال بالمعهد واخبرتهم بتفاصيل ولدي المتوفى، ليأتيني الجواب المفجع  بعد يومين من اتصالي بهم، والذي يفيد ان لولدي اعضاء لا يزال المعهد محتفظا بها ، وان الحصول عليها يتطلب مستندات من عدة مؤسسات. وفي النهاية وفي ظل بيروقراطية المؤسسات تمكنت من الحصول على مبتغاي، بعد جولات مكوكية مضنية، بين النيابة العامة والشرطة ووزارة الصحة ومعهد التشريح . وتكللت مهمتنا بنجاح، حيث حصلنا على تلك الأعضاء بالضبط في يوم الذكرى الثانية لوفاته، فقمنا بالاجراءات الشرعية المطلوبة من غسل وتكفين وصلاة ودفن، لنعود الى البيت عودة العائدين من جنازة عزيز عليهم.

والان لي ان اتساءل: بعد ان قمت بواجبي وفاء وبرا بولدي ، وبعد ان جمعت ما بين جسده واشلائه ، ترى ماذا فعل الاخرون تجاه احبائهم؟ وماذا ينتظرون بعد؟ ايهما تفضلون ، احبائي، دفن الكرامة ام الدفن بكرامة؟ هذا سؤالي لكم ولمؤسساتنا في مجتمعنا العربي في هذه البلاد، فالوفاء الوفاء يا اهل المروءة والوفاء..!!


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR