لجين احمد: فلسطينيو سوريا في مهب الريح..!!

التاريخ : 2013-04-10 15:44:41 |

حقوق إنسان, عدالة إجتماعية, قومية,عربية, مفردات من أراد أن يتعرف على معناها الحقيقي على أرض الواقع فما عليه إلا الإستماع إلى أنين وعذابات الفلسطيني في سوريا والطريق إلى "سايبر سيتي" الأردني تمنحه دفعة شعور بهذه المصطلحات ولا يتوارى خجلا من الفعل الإنساني الشنيع الذي أغرق فلسطيني سوريا بعتمة الحرص البارد على القضية.

فلسطينيو سوريا ما إن آوتهم ألواح من الزينكو حتى قذفتهم الظروف إلى الخلاء بلا مأوى ولا مساعدات إنسانية ، عند حدودهم وما أكثر الحدود التي أوقفتهم ،استقالت أو أقيلت لجان الإغاثة الإنسانية عن فعلها الإنساني ، عند حدودهم تقوقعت دول على نفسها ورفعت الرايات البيضاء معلنة افلاسها المادي رغم كل المساعدات الدولية والإغاثية ، ولم يخطر ببال هذه الدول أنها رفعت راية الإفلاس الأخلاقي والحضاري.

حمل الفلسطيني اللاجىء في سوريا حمل الثورة التي انطلقت فيها حاله حال السوري ولكن رغم عظيم تضحياته لم يجد من ينصره بل تقاذفته الأطراف كلها ليجد نفسه خارج حسابات الإنسانية كلها.

احتجز فلسطينيو سوريا في أماكن تفتقد لأدني مقومات الإنسانية فلا نظام لبناني أو أردني أو مصري رحب بهم, بينما سمح للشقيق السوري بالدخول وفتحت المعابر والمطارات له وغض الجيش الأردني واللبناني لمحاولات النزوح عبر حدوده دون تدقيق للجوازات بينما علق الفلسطيني في درعا شهورا محاولا الدخول للأردن أو في مخيم كردستان العراق والذي وعلى لسان أخت لي أكدت أن الأفاعي تعيش معهم ويريدون العودة مجددا لسوريا متمنين أن يموتوا أسرة كاملة بدل أن يرحلوا أفرادا على أيدي العقارب والأفاعي.

استكثرت الأنظمة على الفلسطيني حقه في الأمان, فبين خيام الاعتصام في لبنان وسايبر سيتي في الأردن "عذرا عزيزي القارىء لا يغرنك الاسم فسايبر سيتي هو معتقل تملؤه العقارب والأفاعي في شمال الأردن يعيش فيه الأسرى الفلسطينيين في هذا الزمان" خيشة أن يدمروا أحجية الوطن البديل التي صدع بها النظام الأردني رؤوس العالم.
مما اضطر الكثيرين منهم لإيهام السلطات الأردنية بأنهم سوريون للدخول لمخيم الزعتري في الأردن, مستذكرين مخيم الرويشد الذي أقيم على الحدود العراقية الأدرنية واحتجز فيه الفلسطيني خوفا مجددا من "بعبع الوطن البديل" وضاقت بلد العرب فيهم وتم ترحيلهم لأمريكا اللاتينية.

يقول الحقوقي فوزي السمهوري" منع السلطات الأردنية تكفيل اللاجئين من حملة الوثائق السورية خرق للاتفاقيات الدولية والعربية التي وقع عليها الأردن"، وبحسبه فقد وقع الأردن على إعلان الدار البيضاء الصادر عن وزراء الخارجية العرب في العام 1965 والذي ينص على معاملة الفلسطينيين من حملة الوثائق معاملة مواطني الدولة الصادرة عنها الوثيقة، إضافة لتوقيعه على معاهدات الأمم المتحدة التي تكفل حق التنقل".

أما في لبنان فهدد أهلنا وعلى لسان أحدهم عبر فضائية القدس يوم الجمعة الماضي بالإضراب سعيا لحقهم في العيش كآدميين قائلا: "احنا مش شحادين".

وفي مصر كذلك اعتصموا مطالبين بأبسط حقوقهم أو مساواتهم بإخوانهم السوريين والذين تم تفعيل قضيتهم بشكل كبير اعلاميا وهرعت الجمعيات والمؤسسات الخيرية والحقوقية من كل حدب وصوب لإغاثتهم وكأن الفلسطيني ليس من لحم ودم وغضوا الطرف عمدا أو...!

"عندما يموت أهل المخيم يموتون لوحدهم"، تلك هي العبارة التي كتبت على جدران إحدى المخيمات في سوريا ، ورغم كل ما قدمته هذه المخيمات من تضحيات وشهداء في سبيل نصرة القضايا العربية إلا أن الواقع الآن أثبت صدق هذه المقولة.

إذا هي حكاية نكبة متجددة, وتحت سقف الخيمة تبقى الحكايات عن المصير المجهول الجديد لشعب اقتلع من أرضه منذ عشرات السنين فمتى يكون الفصل الأخير من سلسلة الهجرات هذه