وجدي جبارين/ انتخابات 2013 : هل ستختار ام الفحم التغييروالشراكة ام الستاتوس كفو ؟!
التاريخ : 2013-10-18 13:14:00 |
ايام قليلة تفصلنا عن يوم الانتخابات , اليوم الذي ستقول فيه ام الفحم كلمتها , وستعلن قرارها :هل هي بصدد تغيير نظام حكم دام قرابة 25 عاما تقريبا وادخال شركاء في ادارة الحكم المحلي ام انها ستبقى الوضع كما هو عليه منذ عدة عقود - أي حكم الحزب او الشخص الواحد .
والحقيقة انني قلت حكم الحزب الحاكم والنظام الحاكم لان السنين الخمس الاخيرة هي امتداد لحكم الكتلة الاسلامية منذ العام 1989 , وما الخلاف الذي حصل داخل هذه الكتلة و"انشقاق"(!!!) رئيس البلدية الحالي عن قرار الكتلة بعدم خوض الانتخابات "في هذه المرحلة" , ما هذا الخلاف سوى صراع داخلي بين اجنحة الكتلة لا دخل لام الفحم فيه , اذا ان نفس الاشخاص ونفس الشخصيات ونفس نمط التفكير وطبيعة العمل - هذا اذا كان هناك ما يستحق ان نطلق عليه "عمل" في السنين الخمس الاخيرة- ونفس النهج هو الذي قاد ام الفحم بالسنين ال25 الفائتة ,وها هي الفرصة امام اهلنا لان يقولوا كلمتهم بعد ان قررت الكتلة - او في هذه الحالة - الحركة الاسلامية "الجلوس جانبا لهذه الفترة؟؟؟
ومع انه وجب ولزم علينا ان نسأل ما معنى قرار الحركة التنحي جانبا "في هذه المرحلة" ,وقد يقول قائل : سؤالك متأخر, الا انني اصر على السؤال , ما معنى هذا القرار؟ والاهم منه , ما هو الذي ترتب على قرارهم هذا محليا ؟
لقد ساهم هذا القرار ببروز ظاهرتين , احلاهما مر , الاول "انشقاق" رئيس بلدية عن قرار حركته وتشكيله قائمة انتخابية قاسمها المشترك الوحيد هو التقاسم الوظيفي وتوزيع الغنائم والمناصب - بعكس تركيبة الحركة الاسلامية طوال السنين الفائتة حيث كانت تركيبة تنظيمية من كوادرها يلزمهم جميعا نهج وفكر الحركة - اما الظاهرة الثانية وهي الاخطر فهي عودة وبروز القوائم العائلية والحاراتية - وهي قوائم كما قلنا سابقا نحترم شخوصها ومكوناتها , لكنها وبعكس ما انتهجته الحركة الاسلامية في العقود السابقة على الساحة الفحماوية في ظل وجود الاحزاب والحركات السياسية , عندما ارست قواعد العمل البلدي على اساس القوائم الحركية والحزبية بديلا عن القوائم العائلية والحاراتية (مع ما ساد قائمتها من ترتيب حاراتي وعائلي).
ان مسؤولية الكتلة الاسلامية لما وصل اليه الحال في ام الفحم في هذه المرحلة لهو جد كبير , ولا يمكنها ان تخلي نفسها منه , كما ان مسؤوليتها في تدهور وتدني العمل البلدي في السنين الاخيرة ليست بالقليلة , ففي النهاية رئيس البلدية الحالي هو ممثلها لاربعة شهور خلت من الان .
ومع هذا فان قرار الحركة يُفهم منه ايضا جانب اخر ورسالة اخرى كما افهمها ,الا وهي القول ان ام الفحم بحاجة للتغيير وبحاجة لقيادة جديدة , نمط عملها وتفكيرها في العمل البلدي وفي ادارة شؤون البلدية يجب ان يكون مختلفا هذه المرة عن كل المرات السابقة , ولو من باب "جربوا يا ناس" , وهي عندما اصرت على الشيخ خالد حمدان بعدم الترشح فانها ارادت القول له ولنا : "اعطوا ام الفحم فرصة لتجرب غيرنا , وبعد 5 سنوات سنعود من جديد؟!!!!
غير ان الشيخ خالد - ورغم اعترافه بالتقصير الاداري وتحميله وزر ذلك للحركة الاسلامية التي "ربطته" على حد تعبيره , جاءنا يطلب الثقة من جديد , وها هي ام الفحم امام الادلاء بقرارها , هل ستجدد له الثقة بالرغم من كل ما كان وبرغم قرار الحركة الاسلامية !!!,ام انها ستعطي الثقة لقيادات شابة جديدة لديها القدرة والطاقات والامانة والاخلاص والمحبة والتجربة والحق - ايضا- في ادارة شؤون بلدها؟؟ ,ام انها ستقرر اعطاء المجال للعمل الشراكي بين الكتل البلدية الوحدوية - غير العائلية او الحاراتية - لادارة شؤون بلدتنا بمنهاج وبرنامج عمل ينصف الجميع ويعمل لصالح البلدة بكل مكوناتها العائلية والحاراتية والجماهيرية وليس لصالح الحزب الواحد ومؤسساته واشخاصه !!
ان بلدنا مدعوة لاتخاذ القرار الحاسم : اما التغيير الكامل والشراكة المتجددة واما ابقاء الوضع كما هو عليه....
اقول :لا يمكننا ان نعود للوراء , لحكم الحزب او الشخص الواحد - اينا كان , ليس لانه فاشل فحسب بل لانه غيرعادل بالمطلق ولا يخدم صالح بلدنا العام .... ان اهلنا مدعوون جميعا لاحداث التغيير في العمل البلدي وقيادته , ويوم 22 القادم هو يوم الفصل للنهوض ببلدنا من كبوتها من جديد باذن الله...