الحاج عدنان عبد الهادي/ لن ننسى ولا نسمح ولا نصفح
التاريخ : 2011-12-18 11:14:55 |
يدور الحديث اليوم عن العنف في وسطنا العربي عامة وفي مدينة أم الفحم خاصة, وعن كيفية التخلص منه واجتنابه والقضاء عليه والتخفيف منه. وطرق معالجته كثيرة, ومرتبطة برفع مستوى التعليم والإرشاد والتوعية وفتح النوادي والمحاضرات والوعظ بين جميع الأجيال, وخاصة جيل الشباب والأشبال المراهقين. وهذه الأمور تطلب وضع ميزانيات من قبل الدولة والسلطة المحلية المسؤولة عن أمن وأمان المواطنين.
وقد جرت معالجة هذه الأمور بالمدن اليهودية ضمن مشروع "مدينة بلا عنف", وذلك من اجل رفع مستوى حياة الفرد والمجتمع والقضاء على حالة الفقر التي سببها الأساسي البطالة المنتشرة في مدينتنا الغالية - أم الفحم وتصل إلى أكثر من 30% بين الشباب والشابات.
ان البطالة وحالة الفقر تدفع قسما من الشباب إلى الهاوية والانحدار إلى المخدرات والسرقات, وأحيانا إلى القتل. كما ان الأوضاع الصعبة في مدينتنا تؤدي بالبعض إلى ارتكاب الحماقات والعنف نتيجة الإفلاس. وقد نجد البعض يعمل لدى عصابات الإجرام والسرقة "سنجير" بالأجرة وهو لا يدري عواقب هذه الأعمال.
ان هذا يتطلب من السلطة المحلية, أي البلدية, ومن الشرطة زيادة التواجد والحراسة داخل المدينة, وسحب السلاح المنتشر في المدينة مع ان الشرطة تغض الطرف عن أعوانها, أو من يدور في فلكها لكننا نحمل الشرطة كامل المسؤولية عن تردي الأوضاع في مدينتنا أم الفحم, وسائر الوسط العربي.
وهناك من يحاول الترويج لقضية الحراسة وكأننا نستطيع ان نوفر الأمن والأمان لمواطنينا, ولن نكون ورقة صابغة بيد الشرطة ولنكون عيون ويد الشرطة, التي من المفروض عليها ان تحمي مواطنيها, خاصة ان مركز الشرطة في أم الفحم لا يقوم بواجبه كما هو مطلوب منه.
كما ان إطلاق النار والمفرقعات يجري امام عيون مسؤوليه.
اننا نطالب وزير الأمن الداخلي (الشرطة) الكشف بسرعة عن القتلة والمجرمين, الذين ما زالوا أحرارا بدون عقاب, وندعو البلدية إلى تحمل مسؤولياتها وتكثيف نشر الوعي بين طلاب المدارس, وحل قضية إيجاد نواد ودورات تعليمية للمهن, وإيجاد العمل للشباب, مما سيساعد على التخفيف والقضاء على العنف والجريمة.
ان أم الفحم تعاني منذ سنوات من عنف آخر, اشد فتكا وقتلا, حيث تنتشر الهوائيات والأبراج العالية وتطوق مدينتنا من كل الجهات. وقد زاد الوضع سوءا في بناء أبراج جديدة في منطقة الأقواس, في جبل حسن طايع, ومستوطنة ميعامي, حيث توجد كرات كبيرة ومعلقة فوق أبراج عالية تهدد في إشعاعها المواطنين في أم الفحم, وتصل درجة البث فيها إلى أكثر من 1616 درجة, بينما في تل أبيب المدينة الكبيرة نسبة البث والإشعاع لم تتعد 2%. لماذا كل هذا يا ناس, يا أهل البلد..؟! وأين البلدية كل يوم ففقد ابنا عزيزا وغاليا, ولا نكاد ننسى اسمه حتى يأتي الخبر عن حالة موت جديدة بمرض خبيث, مرض السرطان المميت.
ولا ننسى محطة الكهرباء قرب الخضيرة التي تبعث بالملوثات المنبعثة من ذلك الرماد الذي يسقط في وادي عارة وأم الفحم, ما يسبب أيضا المزيد من الأمراض والسرطانات..!!
اننا نسال البلدية وقسم الحفاظ على البيئة: ما هي الأخطار التي من الممكن ان يسببها هذا الرماد, وما خطر الإشعاع الخطير في أم الفحم..؟!! وكيف يمكن ان نتخلص من ذلك..؟! لقد خضنا نضالا منذ أكثر من خمس سنوات من اجل إبعاد الهوائيات وإنزالها عن سطح مبنى البلدية, وفي باقي الأحياء, والآن نعرف ونشاهد المزيد من الهوائيات, والأخطار تزيد. وقد قال قبل سنوات نائب رئيس البلدية: اننا لا نستطيع فك الاتفاق مع شركات الهواتف بخصوص الهوائيات لأننا متعاقدون باتفاقية تقيد حريتنا, وإذا قمنا بالإخلال بالاتفاق سوف يكلفنا لسنوات طويلة من الميزانيات لا نستطيع الإيفاء بها, ولهذا علينا ان ننتظر حتى انتهاء تاريخ الاتفاقية مع الشركات الخليوية, التي قسم منها انتهى بالاتفاق معها في 15/6/2011 وباقي الشركات حتى 31/12/2011. لكننا اليوم قد تجاوزنا هذا الموعد وبدأ العد التنازلي, ولا يوجد أي شيء ملموس في الأفق, ولا تزال الهوائيات على سطح مبنى البلدية أو في مداخل البلدة. فمن هو المستفيد والرابح من كل هذا الوضع..؟! الا يكفي ضحايا وموتى من أهلنا..؟! المطلوب هو ان نعمل فورا عل إنزال الهوائيات, ولتكن كلمة أم الفحم هي العليا..!!