www.almasar.co.il
 
 

وفاة الزميل الصحافي والأسير المحرر توفيق عبد الفتاح من كوكب ابو الهيجا عن عمر 65 عامًا

نعت الحركة الوطنية في الداخل الفلسطيني الزميل الصحافي والأسير المحرر...

العثور على الشاب المفقود عبد الكريم أبو زايد من رهط جثة هامدة على شاطئ عسقلان

عُثر، صباح اليوم الإثنين، على جثمان الشاب عبد الكريم أحمد أبو زايد من...

غادة عبد الرازق: "صيد العقارب" عمل اجتماعي برائحة الزمن الجميل

أعربت الفنانة غادة عبد الرازق عن سعادتها البالغة بدورها في مسلسل «صيد...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

عوض عبد الفتاح: لنحمل العبء عن غزة بعد أن حملته طويلاً

التاريخ : 2014-08-09 14:41:17 |




شعب فلسطين كله خاضعٌ لمنظومة قهر واحدة. كله رازح تحت نير ظلم طويل وأليم. هو على مدار قرنٍ كاملٍ يخوض مقاومة باسلة بكافة أشكالها. يدفع الغالي والرخيص لرفع الأذى عنه ولنيل حريته.
قبل أكثر من قرن بدأت قوة أوروبية استعمارية باقتحام بلاده، وباستعماره وصولاً إلى تشريده وتشتيته ديمغرافيًا وجغرافيًا. مادتها اليهودية الصهيونية التي حطمت "الغيتو اليهودي" في أوروبا، لتقيمه في قطر عربي هو فلسطين، لتشكل هذه القوة الأوروبية جيشًا أصبح له دولة. اخترعت الشعب اليهودي، واخترعت أرض إسرائيل، كما يقول الباحث الإسرائيلي شلومو زاند، وبنت مجتمعًا حديثًا، متقمصة النموذج الغربي. ولكن هذا المجتمع، أو هذه الدولة التي بهرت الغرب، ولا تزال أوساط كبيرة مبهورة بإنجازاتها وحداثتها دخلت مؤخرًا في حالة انكشاف على حقيقتها، وبدأت أوساط واسعة من المجتمع المدني في الغرب تستيقظ على وحش كاسر، بربري، ولكنه يتلفع بلباس الحداثة والديمقراطية والتنور، ويستخدم وسائل الحداثة في قهر شعب آخر وإبادته. مقتفيًا أثر أبشع القوى الاستعمارية الغربية في زمن الكولونيالية، هو كيان، يعلن عن هدفه خدمة مجموعة إثنية واحدة، عبر نظام أبارتهايد كولونيالي.
ولأن هذا الكيان المدعوم من الأصل من القوى الاستعمارية الأوروبية قام ضد الطبيعة، وفي وسط بحر من العرب وضد رغبة أصحاب المكان الأصليين. ولأنه اعتمد نفس نظريات الاستعمار الغربي (التفوّق العرقي والحضاري)، فإنه لم يستطع ولن يستطيع تطبيع وضعه في هذا المكان. فالاشتباك معه منذ قيام حركته الاستيطانية الفاشية لم يتوقف. وقد حقق انتصارات عسكرية باهرة في أول حربين، 1948 و 1967، التي اعتمدت أسلوب الحرب الخاطفة وخلالهما وفيما بينهما وبعدهما أسلوب الإرهاب والذي امتد إلى الاغتيال والخطف لقادة المقاومة الفلسطينية والعربية (اللبنانية). هو لم يأت هنا ليعيش ويتعايش مع أصحاب الأرض الأصليين، بل جاء ليستأصلهم، ويستعبد من بقي منهم في الأرض.
تمكن العدو من إخضاع معظم النخب العربية التي فشلت في بناء الدولة، وجرّ معها كثير من النخب الفلسطينية، وأجبرها على الاعتراف بالأمر الواقع والتسليم بعدم قدرتهم على تغييره. نخب، رأيناها مؤخرًا تتجرأ على شعوبها وتُعمل فيها الذبح والقتل بصورة منقطعة النظير، لكنها تجبن أمام هذا العدو، إما بحجة الواقعية (الانهزامية) أو بحجة أنها غير جاهزة بعد.. وهي التي تملك جيوشًا جرارة وأسلحة هائلة، أضعاف ما تملكه حركات المقاومة سواء اللبنانية أو الفلسطينية.

 

 

نموذج المقاومة ومعسكر الانهزام


تأتي ملحمة المقاومة في غزة، وسط حالة عربية رسمية وشعبية غارقة في التدمير الذاتي. انطلقت الثورات المغدورة قبل ثلاث سنوات، بعد أن فقد المواطن العربي كل أمل بأنظمته المتخلفة والفاشية. هزائم متلاحقة على مستوى الخارج وتأخر شديد وقمع رهيب على مستوى الداخل. حين انتصرت المقاومة اللبنانية عام 2000، وطردت العدو الإسرائيلي، وعندما أحبطت عدوان عام 2006، كان التهتك قد أخذ من الأنظمة العربية كل مأخذ. هذه الانتصارات أيقظت الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج وفتحت عقولها على مقدرتها على إمكانياتها الكامنة وبالقدرة على هزيمة عدو متجبر، عدو الأمة العربية، أو على الأقل، على لجمه. وهو العدو الذي ادعت النخب العربية أنها مشغولة بالتهيئة لهزيمته. فإذا بتنظيم مقاوم كحزب الله، صغير نسبيًا، ينسف نظريات النخب العربية الرجعية والممانعة. وثبت أن توفر الإرادة والتنظيم ونكران الذات كفيل بخوض معارك ناجحة ضد العدو وفتح الطريق نحو التحرير.
أيضًا بعد هذه المعركة، 2006، لم يتغير شيء مع النخب الحاكمة من المحيط إلى الخليج والشرق، فارتكبت هذه النخب جرمًا آخر، هو توجيه سلاحها نحو صدور شعوبها العارية، إلا من الإرادة والرغبة بأن يعاملوا كبشر.. كمواطنين متساوين. وتحت وطأة القمع الوحشي، انسحب المواطنون والنشطاء من ساحات المواجهة، لتحل مكانهم تنظيمات القتل والذبح، فعاد الكثير من المواطنين في بعض الأقطار يفضلون الاستبداد الرسمي والاستقرار (الوهمي) على هذه التنظيمات الفاشية.
وبالإضافة إلى ذلك أيضًا، هناك تورط المقاومة اللبنانية في الوضع السوري، وما يترتب على ذلك من أضرار كبيرة لحقت بمكانتها، وتراجع تأثيراتها المعنوية بين الجماهير العربية ومع أن لدى هذه المقاومة من عدة وعتاد وتنظيم الذي من المفترض أن يشكل ذخرًا إستراتيجيًا في معارك قادمة، فإنها الآن مكبلة بتبعات التورط في الوضع السوري، وستحتاج إلى وقت للخروج من وضعها الراهن. هذا ناهيك عن قرار 1701. هكذا يوقع الاستبداد ضحايا أخرى ويبدد طاقات الأمة والمقاومة على مذبح تمسكه بالعرش.

 

 

 

غزة لوحدها



في العقد الأخير، خاضت المقاومة الفلسطينية في غزة، وبقيادة حركة حماس، ثلاث معارك في غاية الشراسة. وتكبد قطاع غزة الصغير خسائر فادحة في البشر والحجر، وتضاعفت المعاناة بصورة رهيبة. ولكن، وهو أمر مذهل، لم ترفع المقاومة الراية البيضاء. وهذا رصيد لحركة النضال الفلسطيني كله.
الصمود الأسطوري في وجه العدوان الذي بدأته إسرائيل في الضفة الغربية، لتضرب حكومة الوحدة الوطنية، ولتقضي على البنية التحتية التمدنية لحماس، استحق كل هذا التبجيل والتمجيد، والثناء، الذي ملأ الإعلام. الفلسطينيون، والكثير من العرب، مذهولون من قوة الصمود، رغم مشاعر الفجيعة إزاء الثمن الباهظ الذي دفعه أهل القطاع، خاصة في الأرواح.
يتعاظم الإعجاب والتقدير لهذا الصمود، أكثر، حين يكون أمام قطاع صغير محاصر بحصار خانق، وبيئة عربية معادية بصورة غير مسبوقة، (باستثناء الموقف القطري الداعم السياسي والمالي والذي يتعرض إلى وابل من القصف السياسي والإعلامي الإسرائيلي) وحكومات غربية تدعم العدوان بصورة سافرة ومع ذلك تتمكن تنظيمات وطنية مقاومة من إنجاز كل هذه التحضيرات ومقومات المقاومة. ربما بعد دهر من الزمان قد تعتقد أجيال قادمة أن الحديث يدور عن أسطورة من نسج الخيال. إنه نموذج للإرادة الإنسانية الخارقة، وللقدرة على مراكمة التجربة والتعلم من الغير ومن الذات.

 

 

 

كيف لا تتكرر الخيانة وكيف يُمنع التفريط


اتخذت الخيانة بحق المقاومة اشكالاً عدة:
ليست الخيانة بالمقاومة أمر جديد في التراث العربي، ولا في الإسلامي (أيام تعاون إمارات عربية وإسلامية مع الحملات الصليبية ضد نور الدين زنكي وصلاح الدين). أيضًا أثناء عدوان 2006 وقف النظام السعودي إلى جانب إسرائيل علنًا.
الخيانة الأولى، هي في نسج حلف مع إسرائيل ضد المقاومة، والخيانة الثانية هي في التواطؤ، والثالثة في الصمت، أما الخيانة الرابعة (ونفضل أن نسميها تفريطا) فيجب ألا تحصل، لأن وقعها سيكون أكثر كارثية. أي التفريط بالإنجازات التي حققتها المقاومة في غزة.
يسأل السؤال في الشارع الفلسطيني، وقد يسأل الكثيرون أنفسهم؛ بحسرة وتفجّع، هل يعقل أن تكون غزة لوحدها؟ هل يعقل أن تظل تتحمل العبء وحدها، بل أعباء لا تضاهيها أعباء في الدنيا؟
لقد نفض الفلسطينيون أيديهم من العرب (الرسميين) ونخبهم المتواطئة والمنظرة للهزيمة، منذ فترة طويلة. والأرجح أن ينتهي بهم العمر وهم على خيانتهم. هم راهنوا على الشعوب التي سجنها حكامها وخنقوا طاقاتها، وإذا بهذه الجماهير، بعد أن حطمت قفص الخوف، تُسحق جسديا، بعد أن كانت تُسحق معنويًا ونفسيًا وسياسيًا على مدار اللحظة. مع ذلك فإن الأمل بالشعوب العربية لن ينطفئ وستواصل المحاولة وستنجح يومًا ما.
ولكن، ونظرًا لهذه الحالة العربية البائسة، فإن العبء سيظل، على ما يبدو، واقعًا على الشعب الفلسطيني وحده لفترة أخرى فيما يتصل بالعمل على تحرير فلسطين. فالبيئة العربية المحيطة في فلسطين أقل ما يقال عنها إنها ليست مساعدة. وقد يمتد بهذا الوضع سنوات طويلة.. إلا إذا حصلت معجزة أو تطورات غير متوقعة.
قلنا إن غزة، في معركتها الأخيرة، تحمل وجهين؛ أحدهما تراجيدي يتمثل في الاستفراد بها وإعمال الذبح بأهلها؛ وثانيهما وجه واعد يتمثل في أنها نشلت القضية من أيدي العابثين، ومن براثن مؤامرة التهميش والإقصاء بعد أن كادت تتوارى كليًا.
التراجيديا، هي أن ترزح غزة تحت طوفان من القصف والمذابح والتدمير، دون أن ينجدها أحد من العرب. حتى التجمعات الفلسطينية الأخرى، خاصة في الضفة، كانت دون المستوى المطلوب. وإلى حدّ ما ينطبق هذا على التجمع الفلسطيني داخل ال48. وهذه قصة أخرى مركبة تحتاج إلى علاج حذر ومنفرد.
لقد كانت جماهير فلسطينية واسعة داخل الضفة تغلي، وكاد هذا الغليان يتحول إلى انتفاضة، أو موجات شعبية عارمة متلاحقة، بعد أن شهدنا الانتفاضات الصغيرة في قلنديا والقدس وبعض الأماكن الأخرى. ولكن لماذا لم يحصل ما كان طبيعيًا أن يحصل؟ والمقصود انطلاق نضال شعبي حقيقي والوقوف إلى جانب أبناء شعبنا في هذه المنطقة المحتلة والخاضعة لحكم احتلالي عسكري. لماذا لم يمسك بعد أحد اللحظة التاريخية؟
ما هي الأسباب؟ ما هي العوائق؟
هل يمكن المرور مرّ الكرام على هذا الوضع؟
هل يمكن أن يتعرض تجمع فلسطيني محاصر إلى كل هذا القدر من الإجرام، وفي نفس الوقت أن يخوض كل هذا القدر من الصمود، ولا تتحول الأمور في الضفة إلى حراك شعبي شامل ومهدد بصورة حقيقية؟ كلنا مطالبون بالإجابة على هذا السؤال المصيري.. ليس فقط جوابا تشخيصيا بل على "ما العمل".
للكثير من النخب جواب على ذلك. ويتلخص الجواب فيما أحدثه نظام أوسلو، قيوده، التزاماته، من اختراق خطير وعميق في ثقافة النخب، وفي أوساط أوسع، من الناس. ولكن لم يظهر بعد من يتحدى الأمر الواقع، وكل هذه البنى المعيقة.

 

 

 

هل يمكن تصليح هذا الخلل الخطير؟


يتكرّر في أدبيات النقد للتجربة الفلسطينية، بأنه لا يوجد تراكم في المعرفة، كما يقال ايضًا إن الثورات والانتفاضات الفلسطينية المتلاحقة جرى إجهاض إمكانية استثمارها سياسيًا. وهو إلى حدّ كبير صحيح.
إن جولة الصراع الأخيرة مع دولة الاحتلال أضافت إلى الجولات السابقة مميزات جديدة. وفي الوقت ذاته كشفت تعقيدات جديدة لم تكن في السابق، خاصة تلك الناجمة عن موقف النظام المصري الحالي المتعاون مع إسرائيل ضد حماس والمقاومة، إضافة إلى طبيعة الائتلاف الإسرائيلي الحاكم. ولذلك فإن المعركة السياسية التالية لهذه المواجهة العسكرية، لا تقل صعوبة وخطورة.

 

 

 

طريق جديد


إن هذه الجولة من الصراع تفتح الفرص أكثر من سابقاتها أمام طريق جديد للشعب الفلسطيني، في كافة تجمعاته المختلفة. إنه طريق النضال، بدل الهروب منه، النضال الذي يجمع كل قوى الشعب الفلسطيني وكل قوى الحرية والتحرر في العالم. بل على الأقل تفتح الفرصة أمام موقف سياسي وطني صلب، صدامي، يقوم على الحق.
ومن المفترض أن تنطلق قوى التحرر الفلسطينية من كون إسرائيل قالت كل شيء في السياسة. ليس لديها نية إطلاقًا في حل سياسي عادل، ولا أقل من حل عادل، هي رفضت حتى نهج أبو مازن الذي لا يحظى بشعبية في صفوف الشعب. ولم تُعر إسرائيل أي أهمية للغته المتهافتة المهينة. بل ذهبت أبعد من ذلك، بعد أن كانت أوغلت في الاستيطان والتهويد والنهب والحصار، إلى تنفيذ اجتياح لمدن الضفة الغربية، لتقضي على اي إمكانية للمقاومة، حتى بأشكالها المدنية. ولتنزل مكانة أبو مازن إلى مرتبة أدنى، في نظر شعبه.
طبعًا يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الإخفاق الإسرائيلي في غزة سيلقي بظلاله على الوضع الإسرائيلي الداخلي. وستواجه إسرائيل إضافة إلى هذا الجدل الداخلي، تحديًا آخر هو ملاحقة حكامها كمجرمي حرب. ثانيًا، من المفترض أن تبني الحركة الوطنية الفلسطينية على مقدرة الشعب الفلسطيني على المقاومة التي تجلت في قطاع غزة بقيادة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وغيرها من فصائل العمل الوطني.
ثالثًا، ومن المفترض أن تنطلق الحركة الوطنية من كون كل الشعب الفلسطيني، بمن فيهم فلسطينيو ال48، تتنامى فيه عوامل الوحدة وبالوعي بالمصير الواحد. وهذا تعزز بفعل الإجرام الذي تقوم به إسرائيل ضد أهلنا في القطاع والضفة، وكذلك لكون نظام الأبارتهايد حدد هذا الجزء من شعبنا (48) خطرًا إستراتيجيًا مع ما يعني ذلك من استعداد عملي وكامن لتنفيذ سياسات أكثر خطورة وتدميرًا لهويته وثقافته ولحياته اليومية.
إن المسؤولية الوطنية الكبرى في هذه اللحظة التاريخية هي توفر القناعة والاستعداد لتوظيف الصمود الأسطوري للمقاومة والشعب في قطاع غزة، في زلزلة الارض تحت أقدام الاحتلال في الضفة والقطاع حتى يطلق تفاعلاته في الجليل والمثلث والنقب، وفي الشتات. وليس بالضرورة أن تُستعمل كل أشكال المقاومة في الوقت الراهن. لقد أثبتت المواجهات الشعبية غير المسلحة دورها التعبوي في تحريك الناس، وكذلك تأثيرها على صورة نظام الأبارتهايد الاستعماري، وبالتالي مساهمتها في نبذ وعزل هذا الكيان عن طريق إسقاطه نهائيًا. ولهذا تميل معظم، إن لم يكن جميع فصائل العمل الوطني، إلى العودة إلى نموذج الانتفاضة الأولى.
من يقوم بذلك؟ من هو الحامل لهذه الإستراتيجية التي تبلورت لدى العديد من النشطاء والباحثين، ولا تزال تتهيب من اعتمادها قيادات، وتقاومها قيادات أخرى.
ونقول، إذا كانت المقاومة في غزة قد قامت بهذا القدر غير المتناهي من التضحية، وإذا ما انتهى باتفاق سياسي من شأنه أن يُقيّد مبادرتها لخوض جولات أخرى من الصراع على الأقل في الوقت المنظور (وليس مطلوبًا منها حاليًا)، فإن الضفة الغربية لا بدّ أن تأخذ دورها الآن وليس غدًا، وأن يجري الاستفادة من موجات المواجهة الأخيرة، وبوادر التمرد داخل حركة فتح، كبرى الفصائل، ضد قياداتها التقليدية، في إطلاق نضال شعبي منظم ومتواصل، أو موجات متلاحقة من الحراك الشعبي وفق خطة مدروسة ويستطيع الشعب تحمل تبعاتها. كل ذلك يحتاج إلى تهيئة تنظيمية، ولوجستية، وقبل ذلك إلى تفاهم بين مركبات المجتمع وقواه الشابة أو القيادات المتجددة في فكرها ونهجها وحان الوقت لذلك. وإن لم يحصل، فإما يعود الشعب القهقرى لحين آخر، فنبدد معاني الصمود ونتكبد المزيد من الخسائر، وإما ينطلق الشعب ويطيح بالعاجزين والخائبين ويشق طريقًا كفاحيًا جديدًا، وقد يكون هذا الأمر قريبًا وقد يكون بعيدًا، لكنه لا بدّ آتٍ.

 


الطريق:


لقد عرضت الحركة الوطنية الفلسطينية على المجتمع الإسرائيلي مصالحة تاريخية؛ أولاً على شكل دولة ديمقراطية علمانية واحدة فرفضها، ثم عرضت عليها حل الدولتين، وهذا الطرح لم ترفضه فحسب، بل خاضت حروبًا ومخططات استيطانية واسعة لتقضي على مقوماته.
الآن حان الوقت لمجابهة إسرائيل، باعتبارها نظامًا استعماريًا، ونظام فصل عنصري لا بدّ من رفع شعار إسقاطه والتعبئة والتحشيد حوله، لأن هذا ليس تحرير لشعب فلسطين فحسب، بل أيضًا تحرير للمجتمع الإسرائيلي من الصهيونية وفكرها العنصري والكولونيالي.
هذا هو الطريق إلى العيش المشترك، وهكذا يتحقق العدل، وهكذا يحيا السلم والسلام. إنه طريق صعب وطويل ويجب أن يغلب عليه الطابع الشعبي المدني، وطابع المقاطعة والعزل، وهذا الطريق يختزل التضحيات بالأرواح ويقربنا من الهدف.

 

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR