صبري محمد جبارين: المتكبرون على الشباب..!

التاريخ : 2014-09-28 19:13:41 |

الشباب!!... أهو عصر أم جيل أم عادات وتصرفات؟!
أم لعله انقلاب بحد ذاته وتمرد على من سواه من السابقين، ولعله صحوة تتجدد وتتغير من جيل إلى جيل!!
كثير من كبارنا، ولا أقول الكل، يعتبرون أنفسهم متعالين ورفيعي المستوى من أن ينزلوا من بعض عظمتهم وأن ينخرطوا أو أن يدخلوا عالم الشباب... ظانين أنهم من عالم آخر، عالم ذوي التجربة والحنكة والخبرة والعقل... لكن سل نفسك أيها الخبير والكبير ألم تكن يوما ما شابا!! ألم تمر بهذه الفترة؟؟
يا عظيمي المستويات رويدا رويدا اهبطوا من عالمكم الخيالي، أيها المتعالون على أنفسكم وعلى شباب أمتكم هلا تكرمتكم علينا بأمر بسيط جدا؟! رجاءا لا تذكروا محاسنكم أمامنا لأنها قد تكون بنظركم أمورا عظيمة وبنظر غيركم أتفه ما تكون.. فما فائدة المحاسن المصطنعة عندما يملكها متعالٍ!!.. يا سيدي وفّر لنفسك آراءك ونظراتك، فنحن بغنى عنك..
الشباب يبحث عن التقدم والتطور والتشجيع لا عن الإحباط والنقد الهادم وعدم الرضى.. بل وأرى احيانا بعض المتشدقين يودون لو أن يهجوا أنفسهم وليس فقط هذه الأجيال الصاعدة. على مهلك يا حضرة المحترم فآراؤك دعها لك فقط، فنحن نبحث عمّن يشجعنا وننبذ من ينغص علينا معيشتنا بآرائه العقيمة وبوجوده أصلاً...
إرحلوا عنا يا متصنعي العلم. منذ متى وجد العلم للتكبر والتعالي؟! وعلى من؟! على الأجيال التي يجب عليكم بناؤها!! يا سيدي من أعطاك الحق لتوزع شهادات على الناس؟! ومن ذا الذي تكرم عليك بالإستماع إليك؟!...
نحن لا ننادي لنبذ الأجيال القديمة ولترك كل ما هو قديم فيجب ألّا ننسى أصولنا وكبارنا ومثقفينا ومتعلمينا المتواضعين، لكن هنالك فئة متعلمة صاحبة شهادات عليا والتي لا تستحق أن تملكها، لأنهم يظنون أنهم فوق العنان وسواهم دونهم تحت الارض...
أيها المثقفون حقا ويا مستحقي الألقاب حقا رجاءا لا تنسوا جيلا قادما سيبني بإذن الله وسيوجِد مستقبلا منيرا أنتم قد تكونون مساهمين بتحفيزه وتشجيعه حق التشجيع... لا تبخلوا على الشباب بالقرب وبإكساب المعرفة والتجربة والثقافة... إقتربوا من الشباب كي تثمر أشجار علمكم بإكسابهم أنواع العلم والثقافة والآداب والاخلاق والدين...
وأخيرا أقول مقولة معروفة يا أيها المتفاخر الفارغ:- لا تكبر فالله أكبر...