توفيق محمد: "أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون"

التاريخ : 2015-04-30 18:01:48 |

تعتبر جامعة بيرزيت مقياس الرأي العام الفلسطيني فهي تعبر عن الهوى الفلسطيني وعن التوجهات السياسية التي يريد ان يحتكم اليها شعبنا الفلسطيني ، ولما كانت كذلك فقد أولت النخب والحركات السياسية الفلسطينية اهتماما كبيرا لانتخابات مجالس الطلاب فيها عبر مر التاريخ ، ولما كانت الإنتخابات التي أجريت قبل أسبوعين من الآن قد أفرزت فوز الكتلة الإسلامية بأغلبية المقاعد وقيادة العمل الطلابي ، فإن كافة المحليين الفلسطينيين يعتبرون أن هذه الإنتخابات تعبر عن المزاج السياسي لشعبنا الفلسطيني .
النتيجة التي عاشها ممثلو الطلاب الذين انتخبوا حديثا في كل من بيرزيت وكلية البولتكنيك في الخليل وسائر أبناء الكتلة الإسلامية في مختلف جامعات الضفة الغربية هي قيام الأمن الوقائي باعتقال أبناء الكتلة الإسلامية حيث اعتقل حتى الآن 12 طالبا من البولتكنيك ومن بيرزيت .
في مصر ورغم فوز حركة الإخوان المسلمين في كل الإنتخابات التي أجريت بعد ثورة يناير 2011 إلا أن الإنقلاب السيسي المدعوم إسرائيليا وأمريكيا وإيرانيا ومن بعض دول الخليج قد زج بكل منتخبي الشعب المصري من تيار الإخوان المسلمين حتى الرئيس وفريقه بالسجون وشرد الباقين في أصقاع الأرض ولفق للمسجونين تهما ما أنزل الله بها من سلطان ومن ضمنها تحميلهم مسؤولية سقوط الأندلس !!! هكذا تعامل يساريو وقوميو وعلمانيو مصر مع خيارات شعبهم بكل عنف وإرهاب ودموية ، وما رابعة والنهضة ورمسيس وغيرها عنا ببعيدة .
وفي اليمن بعد انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على مقاليد الدولة قاموا بتدمير كل شيء تابع لحزب الاصلاح اليمني حتى جامعة الإيمان وهي صرح تعليمي كبير في اليمن قاموا بتدميرها ناهيك عن اقتحام بيوت قيادات الحزب وجماعة الإخوان المسلمين اليمنية وتدمير منشآتها وممتلكاتها ، واللافت في الأمر ان مبادرة وقف اطلاق النار البحرينية - الروسية في اليمن تنص على استبعاد حزب الإصلاح اليمني - أي حركة الإخوان المسلمين - من أي دور سياسي في اليمن من خلال المفاوضات التي ستضم كافة مكونات الشعب اليمني ، حتى الحوثيين المسؤولو ن عن تدمير البلاد ، وكأن حزب الإصلاح اليمني ذا الشعبية المنبسطة والكبيرة في اليمن ليس من مكونات الشعب اليمني . وها نحن نرى الآن ان يساريي وقوميي وعلمانيي الأمة يلقون بثقلهم ودعمهم لجماعة الحوثي الإرهابية الدموية رغم أنها حركة دينية شيعية طائفية .
وفي تونس ورغم فوز حركة النهضة في الإنتخابات الأولى بعد الثورة بالأغلبية إلا أنها اختارت ان لا تتفرد بالحكم وشاركت كل المكونات التي قبلت مشاركتها في الحكم ورغم ذلك بقي اليساريون والقوميون والعلمانيون على عنفهم وإرهابهم ودمويتهم وتهديدهم بعدم استقرار تونس حتى رجعت النهضة خطوة الى الوراء في الإنتخابات الأخيرة ولم تترشح لمنصب كان بإمكانها أن تفوز به لو أرادت وهو منصب رئاسة الجمهورية حتى تجنب البلاد إرهاب ودموية وعنف اليساريين والقوميين والعلمانيين وهي قراءة استرافية حكيمة ووطنية وواعية للحركة.
إن قراءة أولية لكل انتخابات في خارطة الوطن العربي تفيد بأن الحركة الإسلامية هي من يفوز بها ، وإن قراءة أخرى تفيد بأن خلف كل عنف وإرهاب ودموية بعد الإنتخابات يقوم به اليساريون والقوميون والعلمانيون في هذه الدول مدعومون أمريكيا وروسيا ومن الرجعية العربية ومن إيران وإسرائيل ، وإن هذا ان دل فإنما يدل على أن :
• أولا: الشعوب العربية والإسلامية إذا خيرت في الإنتخابات فإنها سوف تختار أصحاب المشروع الإسلامي على غيرهم وهنا تحديدا أصحاب التيار الوسطي تيار الإخوان المسلمين لأنهم يعلمون أنهم الأقدر على صياغة منظومة حكم مختلفة عما كان ، يمكن من خلالها العيش بحرية وعدالة ويمكن من خلالها تنمية الوطن وتطوير قدراته الذاتية الى درجة : نفلح أرضنا ونأكل زرعنا ونصنع سلاحنا ودواءنا ، وتعود خيرات الوطن على الوطن وأبنائه وليس على شلة من المتحكمين في الرقاب من مصاصي دم الوطن وناهبي خيراته
• ثانيا : أن اليساريين والعلمانيين والقوميين هم من انقلبوا بالحديد والنار والعسكر بحكم تحكمهم في مفاصله منذ الإستقلال الرسمي لمنظومة الدول العربية عن الإحتلالات الأوروبية ، وبحكم تشكيلهم للدول العميقة داخل الكيانات العربية فاقدة الإرادة الحقيقة ، هذه الدول العميقة التي يمكنها أن تعيد السيطرة على كل مفاصل الدول وإجهاض أي تجربة تنحو نحو الإستقلال الحقيقي والحرية والعدالة
• ثالثا : إن مصلحة هذه القوى هي إفشال أي تجربة للتيار الوسطي الإسلامي في مهدها حتى لا تحقق نتائج ملموسة على الأرض قد تحرج بصفائها وعدالتها وإنجازاتها ونظافتها كل الأنظمة التي حكمت شعوبنا العربية منذ الإستقلال الرسمي عن الإحتلالات الأوروبية التي أعقبت الحرب العالمية الأولى
• رابعا : شعارهم في ذلك :" أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون"
• خامسا وأخيرا ان علمانيي ويساريي شعبنا يؤيدون قمع الأمن الوقائي لممثلي الكتلة الاسلامية في بيرزيت والبولتكنيك وسائر جامعات الضفة الغربية ويلتقون في ذلك مع الاحتلال الاسرائيلي ، وأنهم أنفسهم يؤيدون الحوثيين في اليمن رغم أنهم حركة دينية طائفية(شيعية) ويؤيدون الانقلاب في مصر ويصطفون مع قوميي ويساريي مصر ومع الإرادة الإسرائيلية الداعمة والمخططة للإنقلاب ويصطفون في كل صف ضد تيار الإسلام الوسطي حتى لو كان هذا الصف امريكيا اسرائيليا ورجعيا عربيا .