الاعلامي أحمد حازم يكتب من برلين: الاسلام أصبح جزءاَ من ألمانيا رغم حملات التحريض..!

التاريخ : 2015-12-18 09:50:29 |

بالرغم من تصاعد التغطيات الاعلامية المسيئة للإسلام في المانيا، وبالرغم من تكثيف الحملات الدعائية وخطاب الكراهية ضد الدين الإسلامي، إلا أن الكثير من الشباب الألماني لم يكترث بمثل هذه الحملات الموجهة من قوى يمينية عنصرية ضد المسلمين، والتي تحاول التخويف من الإسلام والمسلمين، وتقدموا بمبادرات تعتبر إشارات إيجابية واضحة في كيفية التعامل مع المسلمين في ألمانيا.
شاب الماني، يدعى ميركو دروتشمان، تقدم بمشروع من خلال المركز الاتحادي الألماني للتثقيف، بهدف التعريف بالإسلام، ويرى ان الإسلام من المواضيع المهمة التي تحتاج بشكل ملحّ إلى معالجتها. وقال إن صورة الإسلام في ألمانيا تتعرض لظلم كبير وفهم خاطئ، ولهذا يحاول تصحيح المعلومات الخاطئة حول الإسلام والمسلمين.
ولا شك ان مضمون فكرة الشاب الألماني لم تأت من فراغ، واستند في تقديمها إلى أقوال إيجابية لسياسيين ألمان تتعلق بالإسلام.
وقد تجرأ الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف على القول إن "الإسلام جزء من ألمانيا"، ولم يهتم بانتقادات بعض السياسيين في المانيا. حتى ان المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي كانت من بين منتقدي فولف، تجرأت هي الأخرى على تكرار ما قاله فولف، ودافعت عن موقفها مشيرة الى واقع لا يمكن تجاهله. وهو وجود أربعة ملايين مسلم في ألمانيا وحصص دراسية في الدين الإسلامي وأساتذة جامعيين في مجال العقيدة الإسلامية وغيرها من المعطيات.
أما الرئيس الألماني الحالي يواخيم غاوك، فقد قالها ايضا في شهر رمضان الماضي ويصوت عال: "أنا أشعر بالارتباط مع فكرة شهر رمضان، شهر الفرحة والصلاة والإيثار"..!
الشاب الالماني دروتشمان، المدافع عن الاسلام، يعتقد بأن "قلة المعرفة والجهل بالإسلام هو سبب الخوف والعداء"، وبأنه "من الطبيعي أن الأشياء التي يجهلها الإنسان يتعامل معها عادة بالرفض والعداء، لهذا فالتوعية وتقديم المعلومات عن الاسلام هما امران مهمان في الوقت الراهن".
هذا الشاب الالماني أسّس قناة على يوتيوب، تحظى بأكثر من 223 ألف متابع يقدم من خلالها أيضا معلومات عن الإسلام، يحث فيها المتابعين من غير المسلمين على التفكير والبحث والقراءة عن الإسلام لمحاولة تصحيح الصور النمطية.
الى ذلك فان استطلاعا للرأي أفاد بأن أكثر من نصف الألمان (57%) يعتبرون الإسلام تهديدا. في حين يرى 61 بالمائة منهم أن الدين الإسلامي لا يتلاءم مع العالم الغربي. لكن هذا الاستطلاع لم يمنع الشاب الألماني دروتشمان من الاستمرار في مهمته تقديم صورة ايجابية عن الاسلام، ومفاهيم مهمة عن هذا الدين الحنيف للمتلقي الألماني
ولا بد من الاشارة اخيرا، وحسب خبير ألماني، إلى وجود إجماع في المانيا على أن المسلمين هم جزء لا يتجزأ من ألمانيا. لكن رسميا لم يتم بعد الاعتراف بالإسلام كدين، لأن الاعتراف بالأديان في ألمانيا مرتبط بالدستور، والمادة 140 منه تنظم الاعتراف بالجمعيات الدينية فقط.