www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: الدمى مربوطة خلف الدبابة!!

أذكر عندما وقعت حرب 48 وكانت أخبار وحشية عشرات المجازر الإسرائيلية قد...

شوقية عروق منصور: الطيران في سماء غزة

عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها...

شوقية عروق منصور: بين الموت والموت في غزة هناك "فتحي غبن" سيد الفن التشكيلي

لا تستطيع الكلمات الانحناء وفرش سجاجيد اللقاء والجلوس على وبر الخضوع...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: رسائل الحب في زمن الجفاف

التاريخ : 2016-10-28 08:22:15 |



حين تُنشر على الملأ رسائل زعيم، أو قائد أو رئيس أو مفكر أو أديب أو شاعر ..الخ، لا تهبط قيمته وتُلطخ سيرته بوحل الثرثرة والاتهامات، بل تكون رسائله انفجاراً في سنواته التي قضاها في منصبه، حيث يخلف الانفجار حضوره من جديد، وغالباً يكون هذا الحضور مليئاً بالإنسانية التي تتنفس في جزر الأسرار.

بكل شجاعة تقف عائلة الرئيس الفرنسي الأسبق  فرانسوا ميتران،  وتضع رسائله الغرامية، 1208 رسالة، أرسلها لحبيبته "آل بينجوا"، في متحف مع نشر الرسائل في كتاب. و تعترف زوجته أن الرئيس ميتران أحب "آل" التي عرفها منذ عام 1962 وكان عمره 49 عامًا، وكانت وهي ابنة 19 عامًا، وكتب لها الرسائل بين عامي 1962- 1995. وبقيت "آل" تعيش  في الظل 50 عاماً، دون ان يعرف أحد عن هذا الحب.  

وقد نُشرت الرسائل بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد الرئيس ميتران، والتي أكد الكثير من النقاد أنها رسائل تحمل الأدب والشعر والسياسة، وأيضاً تاريخ تلك المرحلة. 

أمام رسائل الرئيس الفرنسي  ميتران، حاولت التفتيش عن رسائل لزعيم أو رئيس أو قائد أو ملك عربي فلم أجد. قد نجد بعض الرسائل السياسية، لكن نحن نفتقد صوت الأعماق للزعيم والقائد والملك، نفتقد  صوت المشاعر والاحاسيس، صوت الرغبات، صوت الرفض والقبول، صوت العشق الأنثوي. نفتقد حبر الأشواق ودفاتر جنون الشباب وسهر الغرف المبطنة بالأغاني والانتظار. نعيش فقط في أجواء رائحة الصدأ حين يجلس على كرسي الحكم وينسى انسانيته..!

وكان سؤالي الذي لم يجد جواباً: هل الرؤساء والملوك وصناع القرار العرب يعيشون داخل علب مطهرة نقية، كي يُكتب على قبورهم: "ماتوا أنقياء لم تمسسهم امرأة، ولم يشاكسوا امرأة، ولم تدق قلوبهم، وتشتعل نيران الحب في حياتهم"؟!

دائماً تكون نساؤهم في الخفاء وخلف نقيق ضفادع الاعلام أحياناً، وإذا ماتوا أو قتلوا تسقط سهواً بعض الأسماء. وحين يُشيع الجثمان  تغادر معه الأسرار، ولا يبقى منه إلا القرارات العسكرية التي تتابع احباطه وهزيمته وهروبه ونزواته التنازلية.  

بين الخداع والخداع، يتربع الرئيس والملك والحاكم، يبتسم منتصراً لأن أنفاسه لم تلفح امرأة ولأنه لم يخط الرسائل، حتى لا يقف التاريخ قريباً من قلبه، لأن قلبه غرفة مغلقة لا تعرف إلا خطواته المتعجرفة.

لم أنتبه يوماً لحياة  "ميتران"، لكن رسائله توجت تاريخه بصدق، مهما كان كاذباً في الأمور السياسية، فقد دلت الرسائل على الجانب الإنساني الذي هرب من ثقافة الأقنعة والاختباء.

وإذا كان تاريخنا مليئًا بالرسائل الأدبية التي كشفت الغطاء عن الكثير من القضايا والظروف الاجتماعية والسياسية، تبقى الرسائل العظماء حين يكتبون الى امرأة كأنهم يلفون حول جسد الحروف أحزمة من التردد. ويكون البوح خجلاً، لكن سرعان ما يندفع ضارباً عرض الحائط بكل جدران الخجل.

حين كتب نابليون الأمبرطور الفرنسي لحبيبته "جوزفين" كان في كلماته تنهد العاشق الحائر أمام قسوة المرأة. لم يكن أمامها القوي الذي يحدق بالشمس دون خوف. كان أمامها تلميذاً  ينسج خيوطاً للتقرب والانحناء كي ترضى عنه. وحين أحب جبران خليل جبران  الكاتبة مي زيادة كانت رسائله حناجر لمغارات العشق والأرواح، وحبراً يسجل محاضر الضعف الذكوري.

أما رسائل الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني للكاتبة السورية غادة السمان فكانت كلماتها تمطر صدقاً وعفوية. رأينا الكلمات تمشي على حبال المشاعر والأحاسيس برقة راقص وعنفوان شاعر وكبرياء قديس، رغم الهجوم على الكاتبة غادة السمان لأنها مسّت شرف الكاتب غسان كنفاني ونشرت الغسيل الفضائحي حسب رأي عائلته، مع أن الرسائل كانت قمة الصدق، وأظهرت إنسانية غسان كنفاني الذي طرق خزان حبه بقوة حتى حطمه بيديه الناعمتين، وليس برصاصة وبندقية.

حين  تخرج الرسائل من جيوب الزمن، وتنشر الاسرار والحكايات ونبض السنوات، تصبح الكلمات ملكاً للفضاء والناس، وتصبح المواقف دخاناً لمواقد الثرثرة، وتبغاً لغليون التحليلات الكثيرة. لكن تبقى الرسائل تاريخاً يسجل من خلال النبضات المواقف الإنسانية والسياسية والاجتماعية.

الشهر القادم سيفتتح متحف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله، من تصميم المهندس الراحل جعفر طوقان، إبن الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان. وقد صرح ناصر القدوة، رئيس "مؤسسة عرفات"، أن المتحف يضم أغراض عرفات الشخصية من بدلته العسكرية، سلاحه الشخصي، كوفيته، الهدايا التي كان يتبادلها مع مختلف المسؤولين في العالم، إضافة الى صور ورسومات وجداريات لفنانين فلسطينيين. لكن بالطبع لن تكون هناك رسالة من امرأة، او رسالة الى امرأة، نخاف أن نشوه صورة القائد لو أحب وعشق، مع العلم أن قصة حبه لزوجته سهى كانت معروفة.

 كم نحن بحاجة الى رسائل تكشف عن انسانيتنا قبل أن تكشف عن وجوهنا المقطبة الدموية، لأننا نعيش في زمن أصف ، زمن الجفاف..!!  



Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR