كفر قاسم تستكمل الاستعدادات لإحياء الذكرى الـ60 للمجزرة النكراء غدًا وتستذكر شهداءها الـ49

التاريخ : 2016-10-28 13:19:48 |

***رئيس البلدية المحامي عادل بدير في افتتاح بانوراما الشهداء: "منارة انتظرناها لترسيخ الذاكرة الجماعية ونقل الرواية للأبناء والأحفاد ليخلدوا ذكرى الآباء والاجداد"

كفر قاسم - من علاء اغبارية

استكملت اللجنة الشعبية في مدينة كفر قاسم، بالتعاون مع البلدية وكافة القوى والهيئات السياسية والأهلية والتربوية، كامل الاستعدادات اللوجستية والجماهيرية لإحياء الذكرى الـ 60 لمجزرة كفر قاسم، التي راح ضحيتها 49 شهيدًا وشهيدة من ابناء البلدة.
ودعت اللجنة الشعبية لإحياء الذكرى الـ 60 للمجزرة الأهل في كفر قاسم خاصة، وفي المجتمع العربي عامة، إلى التفاعل والمشاركة الفعالة في المسيرة الصباحية التي ستنطلق صباح يوم غد السبت وفي المهرجان المسائي الذي سيقام في الساعة السادسة بجانب مدرسة "زين".
وتواصلت على قدم وساق الأعمال لاستقبال ذكرى المجزرة بما يليق بعظمة وقدسية الحدث لتشمل تجهيز مقبرة الشهداء، وقام طلاب المدارس الثانوية وشباب الحراسة ومتطوعون آخرون بتجهيز المقبرة وتنظيفها ودهان قبور الشهداء، لتكون مقبرة الشهداء جاهزة لاستقبال آلاف الزائرين صباح يوم غد. كما استمر العمل من قِبل البلدية والشباب المتطوع في أرض المهرجان المسائي، وتم تجهيز منطقة المهرجان المحاذية لمدرسة "زي"ن الابتدائية وبناء المنصة المركزية، بما يتناسب مع عظمة الحدث وبصورة فنية توصل الرسالة المرجوّة وتفي الشهداء حقهم في تخليد ذكراهم، جنبًا الى جنب مع رفع يافطات كبيرة تحمل شعار الذكرى الـ60 للمجزرة في مناطق متعددة من المدينة وفي مدن وقرى عربية أخرى.
وقد اتمّت الطواقم المختلفة عملها في كافة المجالات والميادين لتهيئة المواقع المختلفة استعدادا ليوم الذكرى، والذي يصادف يوم غد السبت التاسع والعشرين من شهر اكتوبر - تشرين الاول.
وأنجزت اللجنة هذا الاسبوع تجهيز بانوراما المجزرة، التي تحاكي تفاصيل الحدث بتأثيرات صوتية ورسومات فنية ومجسمات تجسد واقع الحدث وتضع الزائر في صورة ما جرى في مساء الـ 29 من شهر اكتوبر من عام 1956، كما لو أن هذا الزائر كان متواجداَ ساعة وقوع المجزرة.
واشرف على التخطيط والتنفيذ لبانوراما المجزرة الفنان القدير الشيخ الأستاذ خالد عازم ابن مدينة الطيبة، والذي رافقه طاقم من المهنيين والمتطوعين من مدينتي الطيبة وكفر قاسم.
وعقدت اللجنة مؤتمرًأ صحفيًأ بمناسبة افتتاح بانوراما الشهداء، تحدث خلالها عدد من الخطباء، وكانت الكلمة المركزية لرئيس البلدية المحامي عادل بدير، الذي قال ان هذا المشروع "يعتبر الاول من نوعه في مجتمعنا العربي، ونعتبره منارة كبيرة في ترسيخ الذاكرة الجماعية ونقل الرواية للأبناء والأحفاد ليخلدوا ذكرى الآباء والاجداد".
وأكد بدير ان "ستين عاماً مرت وما زالت ذكرى المجزرة البشعة عالقة في الذاكرة وستبقى". واضاف: "ستون عاماً مرت وما زالت غصة في الحلق وستبقى ..ستون عامًا مرت وما زال جرح في القلب لا يندمل وسيبقى ..ستون عامًا مرت ولن ننسى ولن نغفر".
وتابع بدير: "لقد شرفني الله تعالى ان أكون اليوم رئيساً لبلد الشهداء وحباني بخدمة ابنائهم وأحفادهم، فلم ولن ادخر جهداً في تخليد ذكراهم الغالية ولن اكف ابدًا عن المطالبة باعتراف السلطات الإسرائيلية وتحمل مسؤولياتهم وكشف ملفات المحاكمة التي ما زال الكثير منها تحت التكتم ومنع النشر".
وقال: "أقف اليوم أمامكم، بعين على الشهداء والجريمة النكراء والتي اقترفت بحق أناس أبرياء، من قبل حرس حدود دولة إسرائيل التي ما زالت تتنكر لجريمتها البشعة، وما زالت تتهرب من تحمل المسؤولية .وبعين أخرى الى الاحفاد، وأقول لكم: أنتم وجه كفر قاسم الحقيقي، أنتم حاضرها ومستقبلها، أنتم منارة هذه البلدة، أنتم عصب هذه الامة، أنتم الامل، أنتم الغصة في قلوبهم والصبار في عيونهم. وأطالب دولة اسرائيل بالاعتراف وتحمل المسؤولية كاملة عن مجزرة كفر قاسم. كما أطالب بالكف الفوري عن سياسة التضيق وهدم البيوت وحل مشكلة مصادرة أراضينا".
ومضى بدير يقول: "نحن احفاد الشهداء وأبناؤهم، لم نتربّ في يومٍ من الايام على حب الانتقام، لكننا اصحاب حق لن يضيع أبداً، لأننا سنبقى نطالب بحقنا بالعيش في ارضنا بكرامة وأمن واستقرار".
واختتم بدير كلمته قائلًا: "باسمي وباسم بلدية كفر قاسم نواباً وأعضاء وموظفين وباسم كافة كفر قاسم فردا فردا: الى كل الذين واصلوا الليل بالنهار وعملوا بدون كد وملل، وعلى رأسهم اخي خالد عازم "أبو المعاذ" وطاقمه وكل من ساندهم.. الى أعضاء اللجنة الشعبية وعلى رأسهم رئيسها اخي إبراهيم صرصور "أبو السيد" وكل من آزارهم ..أقول :للنّجاح أناس يُقدّرون معناه، وللإبداع أُناسٌ يحصدونه، لذا نقدّر جهودكم المُضنية، فأنتَم أهلٌ للشّكر والتّقدير ووجب علينا تقديركم، لكم منّا كلّ الثّناء والتّقدير. إليكم يا من بذلتم ولم تنتظروا العطاء، إليكم أهدي عبارات الشّكر والتّقدير. إن قلتُ شكراً فشكري لن يوفيكم حقاً. تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي من تقدير واحترام، وأن تصف ما اختلج بملء فؤادي من ثناء وإعجاب. تلوح في سمائنا دوماً نجوم برّاقة لا يخفت بريقها عنّا لحظةً واحدةً ونسعد بلمعانها في سمائنا كلّ ساعة، فاسّتحققتم وبكل فخر أن ترفع اسمها عالياً .وللشهداء الذين ماتوا لكنهم ما زالوا احياء والجرحى والناجين أقول: دم يجري في عروقنا من دمائكم.. شهداء وجرحى وناجين لن ننساكم ..لن ننسى ولن نغفر ولن نسامح.. المجد والخلود لشهدائنا الابرار".
وبالإضافة إلى بانوراما المجزرة فقد تم الانتهاء من إعداد نشرات عن المجزرة باللغات الثلاث ، العربية ، العبرية والانجليزية. وقد أشرف على اعدادها كادر من الأكاديميين والمثقفين وبإشراف اللجنة الاعلامية المنبثقة عن اللجنة الشعبية التي يرأسها الشيخ ابراهيم صرصور. كذلك تم تجهيز كراسة فعاليات لطلاب المدارس بإشراف اللجنة الثقافية المنبثقة عن اللجنة الشعبية حيث تم ملاءمة مضامين ومواد الكراسات لأجيال الطلاب المختلفة ابتداءً من رياض الأطفال وانتهاءً بالمدارس الثانوية، والتي شهدت أسبوعًا حافلاً بالفعاليات التي تخص تفاصيل الحدث والتي استمرت حتى يوم امس الخميس.