أسطح منازل الفلسطينيين.. ثكنات عسكرية لحماية المستوطنين

التاريخ : 2016-11-06 10:55:22 | فلسطين اون لاين

يمارس الاحتلال كل أنواع العقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين بحجة الأسباب الأمنية، ومن الانتهاكات التي يُعاني منها الفلسطيني في الضفة الغربية، أن يكون منزله قريبًا من شارع يستخدمه المستوطنين ذهابًا وإيابًا، وكذلك أرضه، فيعتلي الجنود سطح المنزل ويمارسون سلوكياتهم العنصرية ضد أهالي المنزل أو صاحب الأرض.

المواطن سليمان داود شحادة من بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس، يطل منزله على الشارع الرئيس، الذي يستخدمه المستوطنون ودوريات الاحتلال، ويتعرضون فيه للرشق بالحجارة.

ويقول سليمان لصحيفة "فلسطين": "لم يعد المنزل ملكي، فبين الفترة والأخرى، يأتي الجنود ومعهم أدوات لخلع الباب الرئيس ويصعدون إلى سطح المنزل بوحشية، ويحضرون خيامهم وطعامهم، ويضعون أسلاكًا شائكة أمام منزلي في الطابق الثاني إلى بوابة السطح ويعلنون أنها منطقة عسكرية".

وأضاف بحرقة شديدة: "المنطقة العسكرية داخل منزلي تعني أنني ممنوع التحرك فيه، فسطح المنزل والدرج الموصل له حتى باب شقتي محاطة بأسلاك شائكة، وهذا لا يحدث في العالم أن يكون داخل البيت منطقة عسكرية يتحرك فيها الجنود ويمنع أصحاب المنزل من استخدامها، وتستمر فترة المنع أيام".

ويصف سليمان وزوجته ازدهار, حياتهم بالجحيم من تصرفات جنود الاحتلال الهمجية فوق السطح، ودخولهم شقتهم بحجة تفتيشها لحفظ أمنهم".

وتقول الزوجة ازدهار: "منذ دخولهم المنزل حتى خروجهم منه بعد أيام تتعرض شقتنا إلى التفتيش اليومي، وهذا ليس تفتيشًا أمنيًا بل انتقام منا، لأننا نبقى في المنزل، فلا شيء يبقى داخل المنزل على هيئته، وعندما يتركون السطح نرى العجب العجاب من مخلفاتهم القذرة وتحطيم المصابيح فوق السطح، فنحن نعيش أسرى في منزلنا".

فيما يقول سليمان: "أنا وعائلتي نموذج من عدة حالات في بلدة حوارة المطلة منازلهم على الشارع الرئيس، ويستخدم الجنود النواظير التي تمكنهم من رؤية ما في داخل المنازل الأخرى وينتهكون خصوصياتهم من خلال هذه المناظير التي تستخدم لأغراض عسكرية في جبهات القتال".

وفي موقع آخر ببلدة عزون شرق قلقيلية، يشتكي أصحاب الأراضي من تصرفات الجنود، الذين يتواجدون في أرضهم بحجة منع إلقاء الحجارة، ويمتنع المزارعون من الذهاب إلى أرضهم، خوفًا من الاعتداء عليهم".

بدوره، قال الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا: "الفلسطينيون يعيشون على وقع زناد بنادق جيش الاحتلال، وقد أثبتت التحقيقات قتل الفلسطيني بشبهة وهمية، وتبرير ذلك بالخطأ الميداني، فمنازل الفلسطينيين إذا كانت قريبة من الشوارع الالتفافية، فهي أبراج عسكرية جاهزة لجيش الاحتلال وجنوده، وعلى الفلسطيني التسليم بهذا الواقع، وهذا من ضمن الانتهاكات اليومية التي يواجهها الفلسطيني، فالاحتلال يعتبر كل مقومات الحياة لدى الفلسطيني أدوات يحق له استخدامها ومن ضمنها المنازل، التي تنص الاتفاقيات الدولية على حرمة استهدافها بأي عمل عسكري".

وكانت سلطات الاحتلال أقامت في الضفة الغربية شبكة من الطرق الالتفافية لربط المستوطنات مع بعضها البعض بعيدًا عن شوارع الفلسطينيين، وتمر هذه الطرق بالقرب من منازل وأراضٍ فلسطينية في بعض المناطق.