د. فياض عدوي اختصاصي السكري ومدير قسم الغدد والسكري في المركز الطبي زيف صفد، يتحدث عن مرض السكري وابعاده الخطيرة

التاريخ : 2016-11-17 16:14:48 |

"وفق الإحصائيات الأخيرة حوالي %50 من مرضى السكري في البلاد غير متوازنين رغم تقدم الأدوية والعلاجات"

· "هنالك تخوف لدى بعض المرضى من أخذ العلاجات اللازمة كالإنسولين لكن اليوم الأدوية آمنة أكثر"

· "مرضى السكري وفق الابحاث يبدأون بأخذ الانسولين في مرحلة متأخرة وهذا خطر"

في إطار شهر التوعية حول مرض السكري، وبمبادرة مبادرة "عوتسما" ومشروع "نحمي" ومستشفى الناصرة، وبمساهمة من شركة سانوفي للأدوية، نظم مؤخرا في مدينة الناصرة مؤتمر السمنة والسكري، شارك فيه العديد من الأطباء والممرضين والمختصين والعاملين في الحقل الطبي، وبحضور جمهور واسع. تخلل المؤتمر عدة محاضرات حول آخر المستجدات في علاج السكري، وسبل اتباع نهج حياة صحي وسليم لعلاج المرض وتقليل مضاعفاته والحد منها.

افتتح المؤتمر بكلمة للدكتور بشارة بشارات مدير مستشفى الناصرة وقال انه يسمي هذا المؤتمر "السمنري" - السمنة والسكري - وتأتي المشاركة في المؤتمر كجمعية لتطوير الصحة في المجتمع العربي، لزيادة الوعي حول أهمية اتباع نهج حياة صحي، وتطرق في كلمته إلى أهمية تناول خبز القمح، وان منع السكري أفضل من علاجه وعلاج مضاعفاته الكثيرة التي تصيب الكلى، القلب، والأوعية الدموية وغيرها".

مدير مشروع نحمي البروفيسور نعيم شحادة ، قال : "يأتي هذا المؤتمر ضمن الخطوات التي نقوم بها لزيادة التوعية حول مرض السكري في المجتمع العربي، وهذا المؤتمر مخصص للأطباء والممرضات واخصائيات التغذية حول موضوع السمنة والسكري والتي هي من آفات العصر المنتشرة في جميع انحاء العالم، ويعاني منها مجتمعنا العربي أكثر مقارنة بغيره من المجتمعات. المؤتمر عرض معطيات حديثة وأدوية حديثة لموازنة السكر ومنع السمنة، وأهمية اتباع نمط حياة صحي، وبرامج التغذية التي تم تنفيذها في الناصرة ضمن برنامج "نحمي" والمخططات المستقبلية، ويحقق المشروع نجاحات حيث أظهر احد استطلاعات الرأي والذي تم عرضه في المؤتمر تقدم كبير في وعي السكان لاتباع نمط حياة صحي وتخفيض الوزن ومنع مرض السكري". وأشار البروفيسور نعيم شحادة في محاضرته الى خطورة السمنة وارتفاع الوزن حيث ان السمنة تتسبب في كل عام وفق الاحصائيات بوفاة نحو 4.5 مليون شخص حول العالم".

على هامش أعمال المؤتمر، وفي إطار زيادة الوعي حول مرض السكري في المجتمع العربي، التقينا الدكتور فياض عدوي، اختصاصي السكري ومدير قسم الغدد والسكري في المركز الطبي - زيف- صفد، وكانت له محاضرة حول العلاجات الحديثة وانسولين "توجيو"، وقال في بداية حديثه: "حسب الإحصائيات الأخيرة في إسرائيل حوالي %50 من مرضى السكري غير متوازنين، وهذه النسبة قريبة من المعدل في العالم، وهذا بالرغم من وجود الكثير من الأدوية الجديدة والمتطورة، وربما بسبب عدم تقبل قسم من المرضى أخذ علاج الانسولين، بالرغم من انه العلاج الأنجع للسكري، ويبقى لدى قسم من الناس تخوف من أخذ الابر باستمرار والخوف من سلبيات الانسولين كارتفاع الوزن وهبوط السكر الحاد، لكن اليوم الأدوية آمنة وخطر حدوث انخفاض مفاجئ للسكر أقل، كذلك توجد علاجات تمنع الزيادة بالوزن، وبالرغم من ذلك يبقى التخوف قائما لدى بعض المرضى".

وأضاف د. فياض عدوي: "تبين من الابحاث الدولية ان حوالي %70 من المرضى الذين يتناولون الانسولين او المرشحين لأخذ الانسولين، يخافون من ارتفاع الوزن والهبوط الحاد للسكر، الى جانب التخوف من الالتزام بأخذ الدواء بالوقت وغيرها، وتوجد إحصائيات أخرى بينت ان مرضى السكري يبدأون بأخذ الانسولين في مرحلة متأخرة، بعد حوالي 9 او 10 سنوات، كذلك يبدأون بعد ان يكون توازن الـ A1C (فحص كل 3 أشهر) مرتفع لديهم، فوق المعدل، وتوجد دول يعطى المرضى فيها الانسولين ان كان معدل الـ A1C فوق الـ 10 وتوجد دول تبدأ في مرحلة أبكر، وفي إسرائيل يبدأون بإعطاء الانسولين لمن هم فوق فوق معدل 9.4، وهنالك من يتأخر بأخذ الانسولين ويبدأ بأخذه مع ظهور مضاعفات مرض السكري مثل العينين، الأعصاب، الكلى، ومضاعفات القلب وشرايين الرأس والأطراف، وهي موجودة لدى أكثر من %30 لدى المرضى، ونحن نعرف ان موازنة السكري بشكل سليم تمنع المضاعفات وتخفض منها بشكل كبير، لكن يجب البدء بالوقت الصحيح بعلاج المرض ومتابعة مستويات السكر، ويجب ان يفهم المرضى ان هنالك فرق بين الهبوط الحاد بمستوى السكر وموازنة السكر، واستشارة الطبيب".

اما عن العلاجات الجديدة فقال: "توجد اليوم انسولينات جديدة مثل "توجيو" ومن مميزاته ان مفعوله يدوم لأكثر من 24 ساعة، مع هبوط حاد أقل لمستوى السكر، خاصة في الليل، ما يعني انه آمن أكثر، وايضا تبين من الابحاث ان ارتفاع الوزن يكون أقل، ومشمول بسلة الادوية، وسعره رخيص نسبيا، وهو ثابت أكثر ويعطي تذبذبا اقل لمستوى السكر، وأثبت في الأبحاث انه امن بالنسبة لأمراض القلب، وكذلك مرن من حيث ساعات أخذه ويلبي احتياجات الأشخاص الذين لا يستطيعون حقن الانسولين في وقت محدد اذ بالامكان اخذ الحقنة قبل 3 ساعات او بعد 3 ساعات من موعدها".

اما عن مستوى السكر بالدم لدى الأشخاص الأصحاء، فقال: "مستوى السكر لدى الأشخاص غير المصابين بالسكري يجب ان يكون أقل من 100، اما من 100 - 126 فيعتبر الشخص مصنف بما يعرف ما قبل السكري، وهنا مخاطر المضاعفات لا تقل خطورة عن مخاطر مضاعفات المصابين بالسكري، وفوق 126 يعتبر الشخص لديه سكري، اما معدل الـ A1C فيجب ان يكون أقل من 5.8 ، ومن 5.8 حتى 6.5 ما قبل السكري، ومن 6.5 فما فوق فيصنف الشخص كمصاب بالسكري.

وعن الوعي في المجتمع العربي حول مرض السكري قال: "الوعي في كل العالم غير كاف حول مرض السكري، وخاصة لدينا ايضا في الوسط العربي، فيستصعب المرضى الالتزام بالحمية والنشاطات الجسمانية وممارسة الرياضة والالتزام بالأدوية المناسبة، ومتابعة حالتهم الصحية، ويعتقدون انه اذا كان شعورهم جيد او لا يشعرون بشيء فان وضعهم جيد، ولا يشعرون الا اذا ظهرت المضاعفات وهذا خطأ وخطر".

وبالنسبة للأشخاص الذين لا يريدون اخذ الادوية، ويريدون اتباع الحمية في علاج السكري فقال: "السكري يختلف من شخص الى اخر، الحمية والنشاط الجسماني امر اساسي للأشخاص الذين يأخذون أو لا يأخذون الدواء، هنالك اشخاص تكون شدة مرض السكري أقل بإمكانهم موازنة السكري عن طريق الحمية، وهذا جيد، لكن يوجد اشخاص لا تكفي الحمية لموازنة السكري وعليهم أخذ الأدوية اللازمة وفق استشارة الطبيب".