ممدوح اغبارية: أفكار حول الكتابة البناءة في الشبكات الاجتماعية

التاريخ : 2016-12-24 19:43:29 |

تعج الشبكات الاجتماعية، خصوصا الفيس بوك بنقاشات حول قضايا عديدة، وقد غلب على الفلسطينيين استعماله كأداة للتعبير السياسي وللأسف التحريض. اغلب القضايا التي واجهها المجتمع العربي، شغل الفيس بوك فيها منصة تحريض اساسية لجميع الفرق. وقد تكون فضيحة عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاسرائيلي مؤخرا بالتعنيف الجنسي، أكثر القضايا نموذجيةً للتحريض من كلا الفريقين.

اكتب هذا المقال لأسلط الضوء على اهم 5 عوامل يجب ان تتوفر في الكتابة على الفيس بوك، حتى نستفيد ونرتقي بمجتمعنا هناك 4 عوامل، اذا توفرت في اي ستاتوس، جنبت العديد من المتلقين درء الفساد والافساد والتحريض. الكتابة البناءة على الشبكات الاجتماعية قيمة وجودية في ظل ازدياد التأثير الإعلامي لهذه الشبكات على المجتمعات عامة، والمجتمع الفلسطيني خاصة.
 

اولا، وقائع

كل ستاتوس فيه استنتاجات غير مبني على وقائع واحداث حقيقية، هو رذ للرمال في العيون. قبل الاستنتاجات التي تغزو الشبكة على صاحب الصفحة تبيان الوقائع والاحداث التي حصلت وبنى عليها ادعائه. لا يملك الحق احدا بالترشيد او النقد دون عرض الحقائق الدامغة والأدلة. عرض الحادثة يساعد المتلقي باستيضاح السياق أيضا، حتى لا تكون الستاتوسات والكتابات مجيرة حسب أهواء القارئ.

ثانيا، رأي

الحق بإبداء الرأي محفوظ للجميع. وهو مطلوب لإغناء الحوار المجتمعي حول القضايا المختلفة. الرأي ووجهة النظر جزء اساسي من اي ستاتوس جدي يطمح صاحبه للتمايز والمساهمة البناءة في النقاش والقضايا المجتمعية. طبعا لا ضير من التذكير بأهمية ان لا يكون الرأي مبني على افكار مسبقة وتصورات نمطية حول قضايا الساعة، بل على الاحداث والوقائع كما جاء في بداية المقال.

ثالثا، حل

تتميز الكتابة على الفيس بوك عند الاغلب بأنها فشة غل. يكتب اخوة كثيرون بهدف التعبير عن الذات وهذا جيد لكن الاكتفاء به لوقتٍ طويل، مضر. نتوقع من الشباب عند الكتابة بعد عرض الحقيقة والادلاء برأيهم واعطائنا الحلول. الحلول عنصر مهم لإغناء اي ستاتوس حتى يتعدى واقع البكاء على الاطلال والتحليل، ميزة السياسيين في بلادنا. عندما تمنح القارئ حلا، تمنحه تلقائيا الشعور بأن من يكتب مهني وداريٍ بأهواء القضية المطروحة.

رابعا، جزءا من الحل والمشكلة

يغيب عن بعض الكتاب على الشبكات الاجتماعية، كونهم جزءا لا يتجزأ من هذا الشعب بسلبياته وإيجابية. يكتبون بأستاذية وهمية اتجاه المجتمع، كأن المساء لا يخرج الا بعد الاستئذان من صفحاتهم. الكتابة بعد التماثل مع القضية اصدق وانقى وفيها التحام حقيقي بين النخب صاحبة الرؤى المستقبلية وقيم التغيير الاجتماعي وبين المتلقي من فتح حسابه لأجل متابعة ريال مدريد واضافه كصديق.

اخيرا اكتب وكلي يقين بأن الطريق لتناول الحوار والكتابة على الشبكات الاجتماعية بالشكل الصحيح، بحاجة للعديد من الخطوات. اهمها ربما منح اليد للمبادرات الرائدة في تحسين الاداء الديجتالي للمجتمع الفلسطيني، مؤخرا كانت اقامة منتدى فلسطين للنشاط الرقمي، خطوة بالاتجاه الصحيح.