|
|
|
سعيد نفاع: وقفات على المفارق مع النائب باسل غطّاس!التاريخ : 2016-12-25 20:52:42 |الوقفة الأولى: حقل الألغام
الخوض في قضيّة النائب باسل غطّاس هو كالدخول في حقل ألغام، لمثلي لأسباب شتّى، ولكن لرفاقه لتبريرات شتّى، ولذا رأينا رفاقه في الحزب ورفاقه في القائمة المشتركة مترددين أمام وسائل الإعلام، وكل له تبريراته، البعض "صفن" طويلا قبل أن يستطيع أن يجيب، والآخر أحال الموضوع للمحامي، وغيره اكتفى بأن قال لنترك الأمر للقضاء، وكأن القضاء الإسرائيلي رمز النزاهة، وهكذا. وحقيقة أقول أني ترددت كثيرا على المستوى الشخصيّ من الخوض في هذا الحقل، ولأسباب كثيرة لا مجال للخوض فيها الآن، ولكني حزمت أمري، رغم ذلك، أن أدخل هذا الحقل.
الوقفة الثانية: أين أخطأ باسل ؟!
السجّان الإسرائيلي، وعندما أقول السجّان لا أقصد فاتح الأبواب ومغلقها، فهذا عمليّا قائم على خدمة الأسرى، أقصد المخابرات بأذرعها، فهي السجّان الفعليّ، وهذا هو السجّان المقصود، هو خبيث ماكر بكل ما يتعلّق بالتعامل مع الأسرى وخصوصا الأمنيّين، ومن نافل القول أني خبرت ذلك عن قرب كأحد هؤلاء الأسرى، فحرب السجّان معهم ليست على الأمور الماديّة من مأكل ومشرب وحتى "كنتين"، حربه معهم معنوية والإجراءات لا تعد ولا تُحصى وهي أصعب ألف مرّة من الأمور الماديّة.
الوقفة الثالثة: ليبقى باسل في الكنيست !
بدأت تُسمع أصوات وكأن على باسل الاستقالة من الكنيست، فعليه ألا يفعلها. وأقول رغم إني لست من مؤيديه ولا مؤيدي حزبه رغم أني ولسنوات كنت نائبا في الكنيست عن هذا الحزب: إن أشدّ ما آلمني حين شنّت المؤسسة عليّ حملتها ملاحقة وتحقيقا، أن شنّ عليّ بعض رفاق "حزبي" حملة لا تقلّ شدّة وطالبوني أن أستقيل من الكنيست وعندما رفضت أقالوني من الحزب، وإن بحجج أخرى. مع الفارق الكبير بين ما كنت لوحقت بسببه وما باسل ملاحق به اليوم، فاتركوا باسل عضوا في الكنيست، ليس لأن من انتخبه ليس تلك "الجوقة" التحريضيّة من الغوغاء المسميّين أعضاء كنيست والمسميّين إعلاميّين، وإنما كي تبقى هذه العضوية شوكة في حلوقهم قذفها مرّ وبلعها أمرّ.
الوقفة الأخيرة: بقي أن نقول.
القائد وعندما يُقدم على عمل فالفرضيّة الأساس أنه يكون واعيا لما أقدم عليه، خصوصا إذا كان يعرف أو كان عليه أن يعرف أن عمله "غير قانونيّ" في نظر القانون الإسرائيلي. وهنا امتحانه الكبير، فأقصى ما تتمناه المؤسسة الإسرائيليّة وخصوصا الشاباكيّة فيها، وحتى إن كانت تستظل ب-"عباءة" سوداء، هو أن يعتذر هذا القائد عن "فعلته"، وفي هذا هي مستعدّة أن تتنازل عن أي عقوبة فعليّة أو تكتفي بعقوبة رمزيّة، ولكنها لن تقبل اعتذار من وراء الكواليس وإنما تريده اعتذارا على رؤوس الأشهاد على منصّة الشهود. تعليقات الزوار Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0 Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0 |