مها فتحي : وصفة روبوت..!

التاريخ : 2017-03-10 08:00:43 |

في سلسلة وثائقية بثّتها إحدى القنوات التلفزيونية بعنوان "انا روبوت"، أظهرت الحداثة تفانينها وفكّ طلاسمها، وتنازعها مع العقل البشري في انها تستطيع ان تقوم مقامه في كل الأعمال والمهمات.
لكن هذه الحداثة والتكنولوجيا وهن عظمها، واتكأت على كرسي عجلات عندما خيّب الروبوت آمالها، في مهمة الأحاسيس والعواطف، حتى بعد سبل الترويض وتذويت لغة المزاجات والمشاعر.
كان يصبو الباحث الى سماع عبارة: "انا آسف!" بعد أن القى الى الروبوت مهمة غسل الكأس الأصفر، بينما على عُجالة غافلهُ وقام بتغيير لون الكأس من الاصفر الى الازرق، لكنه وصل اليه بالكأس الزرقاء وهي نظيفة...!
عاتبهُ الباحث بالقول: "انك قد أخطأت"، وانتظر منهُ ان يضطرب او يحتار أو يتأسف أو يتحرّى ضالته في سلوك ما. لكن شيئًا لم يحدث.
لم تكن امام الباحث إلا وصفة روبوت: شريحة وذاكرة وبرنامج وتطبيق ومعدن ينفّذ... واجهة تتمتع بصلابة وشكيمة عالية، لكنها نحيلة أمام قول "أنا آسف".
ما أعظم خلقك ايها الانسان، ما اعظم مهمتك الاولى والأخيرة انك انسان. فلتحرُس بحنوٍّ دائم على هذه البطولة في إضفاء خصوصية وهويّة على تركيبتك النفيسة.
ففي الوقت الذي تنفذ بهِ مهمات فسيولوجية عالية يستدرجك عطر وردة او بطاقة بريدية، فلتعلم أنك انسان بوصفة عابرة بالقارات!

وخارج الحداثة!

وجريًا على العادة الذين هم خارج التاريخ داخل حداثتهم في الترنّح على مسارح النجوميّة لا يقلقهم اكتشاف نجوم ومجرّات جديدة في هذه الأيام، ولا حجوزات سياحيّة على ظهر القمر، بنو قحطان، ورقادهم الدائم لم يعد مسليًا بقدر ما هو تراجيدي وانتكاسة دون مخاض او اشراقات ولادة جديدة، فمبروك عليهم اراب آيدول...!!