ياسمين فاعور جبارين: دعوة لإلغاء احتفالات البساتين والمدارس بعيد الام..!

التاريخ : 2017-03-18 14:08:09 |

الى معلمات المدارس ومربيات الروضات والبساتين والصفوف الدنيا..!
يتكرر المشهد في هذا الموعد من كل عام لدى الاحتفال بعيد الام، دون ان تحرص المعلمات والمربيات لاتخاذ جانب الحيطة والحذر قبيل حلول موعد هذا "العيد"، ويسمحن مرة اخرة لطلابهن بالمبالغة في الاحتفالات الطنانة الرنانة، والمكلفة جداً جداً!!
وفي اعتقادي لو جمعت المبالغ التي يدفعها الطلاب الاطفال للاحتفال بهذه المناسبة السنوية في صندوق واحد لأطعمت قطاعاً واسعاً من امتنا العربية كلها.. فلماذا كل هذا الاسراف المالي الذي لا ضرورة له، خاصة في ظل ظروفنا الاقتصادية والسياسية والامنية الراهنة؟!
ومتى سيقرر قسم المعارف في سلطاتنا المحلية، وفي بلديتنا ام الفحم بشكل خاص، العمل على الغاء هذا الاحتفالات المبالغ بها والمثيرة للاحراج والحساسية ايضا في آن واحد، لأسباب عديدة لمستها هذا العام؟! سؤال اوجهه الى رئيس جناح المعارف د. محمود زهدي والى الاخت دارين اغبارية، المسؤولة عن قسم الطفولة المبكرة ورياض الاطفال في البلدية: كيف تسمحون باستمرار هذه المهزلة وهذه الاحتفالات بعيد الام في مختلف المدارس والبساتين والروضات بالمدينة، وسط انفاق الاموال الطائلة من جيوب الاهالي وعلى حسابهم الخاص؟!!
- الم تسأل المربيات انفسهن: كيف سيحتفل طالب في عيد الام وهو يسكن في بيت ابيه وأمه منفصلة عنه؟!
- كيف سيقدم طالب لأمه هدية عيد الأم في حفلة مدرسية امام طالب آخر فقد امه العام الذي مضى؟!
- كيف سيرقص طالب مع أمه في حفل عيد الأم ويحضنها ويقبّلها بفرح وسرور امام زملائه، وطالب آخر ينتظر خروج امه من عملية استئصال ورم خبيث وتخضع لجرعات العلاج الكيماوي؟!
- كيف يهدي طالب هدية لأمه في حفل عيد الام بقيمة 150 ش.ج امام زملائه، مقابل طالب لا يملك 5 شواقل لإهداء امه وردة بسيطة؟!
ارحموا الاطفال الصغار الذين فقدوا امهاتهم في العام الماضى وما قبله، وهم الذين كلما شهدوا هذا الحفل البهيج في ساحات المدارس ورياض الاطفال اسرعوا الى رحاب المقابر يهدون امهاتهم اكاليل الورد في هذا اليوم، الذي ربما يكون اسعد يوم لأبنائكم وبناتكم. ولكن هو اتعس يوم لمن يرى امه مجرد ذكريات حارقة او تعيش تحت عذاب المرض العضال!
اطالب بلدية ام الفحم، ومعها لجنة اولياء امور الطلاب المحلية في ام الفحم، التدخل لالغاء الاحتفالات التظاهرية بهذا "العيد".
وكفي استهتاراً بمشاعر الناس، خاصة من لا يقدر مالياً على توفير المبالغ الباهظة اسوة بغيره من زملائه الميسرين، او من فقد والدته او من يعاني معها من مرض شديد الّم بها، وما اكثر هذه الحالات في مجتمعنا اليوم.
ومن يود الاحتفال بعيد امه فليحتفل خارج اطار المدارس والروضات والحضانات والبساتين، في بيته او في أي مكان آخر غير هذه المؤسسات الاهلية العامة!!