د.محمد خليل مصلح: علامات استفهام كبيرة باغتيال الاسير فقهاء!!

التاريخ : 2017-03-25 12:59:22 |

في اطار الفرضيات المقبولة في حالة مثل الاسير مازن فقهاء الذي تعرض للاغتيال بمسدس كاتم صوت؛ لا شك اننا سنسقط كل الفرضيات لأنها غير واقعية ومنتفية بطبيعتها إلا فرضية؛ اغتيال الموساد له؛ حيث برع في ذلك الاسلوب، وهو اسلوب يثير الرعب والقلق في الجبهة الداخلية والبيئة التنظيمية في حالة التحرك والانكشاف للعدو، وهو يضرب في المقتل حيث يضع القيادات العسكرية والسياسية في ظروف عمل صعبة وغير آمنة في كل الاماكن والأوقات.
لا احد ينكر ان يد الموساد طويلة وذراعها ممتد ومتغلغل في كثير من البلدان التي توفر له دعم ومساندة ويستخدم كل الاساليب الغير قانونية في استخدام الاوراق الرسمية و الثبوتية من جوازات سفر وغيرها للتغطية على جرائمه بالإضافة الى المعلومات التي تتلقاها من كثير من الاجهزة الامنية لدول كثيرة؛ تساند وتتعاطف مع دولة الاحتلال في اطار التعاون والتنسيق الامني والخدمات الامنية التي تقدمها اسرائيل لكثير من دول المنطقة في اطار العلاقات الغير رسمية .
لقد استطاع جهاز الموساد من اغتيال المبحوح احد قيادات الجهاز الامني والعسكري لحماس في الخارج في ظروف صعبة اربكت الحسابات في الساحة عدا ما تقوم به من اغتيال يومي للأفراد العاملين من القيادات الميدانية لانتفاضة القدس.
اقتل عدوك قبل ان يقتلك قلم اظافره قبل ان تطول؛ كلها اساليب تربى عليها افراد الموساد؛ بادر وباغت عدوك اربكه اجعله في توتر وضغط مستمر، لا تمنحه الراحة او الفرصة لالتقاط انفاسه؛ تلك اساليب يستخدمها الاحتلال للتأثير على جهوزية المقاومة والحالة المعنوية.
هذا الاغتيال للفقهاء في غزة اذا ثبت بان الموساد يقف وراءه؛ فهو ترجمة عملية للوعي الامني العملياتي لوزير الجيش ليبرمان وقادة اجهزة الامن للمرحلة القادمة للتعامل مع الاخطار الناتجة عن غزة في ملاحقة المقاومة، والرد عليها دون ان تثير قلق العالم ولا حفيظة الدول المجاورة، وهي بذلك ترمي الكرة في الملعب الفلسطيني الداخلي اذا لا يستبعد ان تسرب اسرائيل معلومات تدعي بها ان الاغتيال عملية تصفية داخلية كما تشيع اليوم حول ظروف اغتيال القائد العسكري في حزب الله بأنه تصفية داخلية، وكأنها ازمة داخلية ظهرت بعد الانتخابات الداخلية الاخيرة في حماس يدشنها القائد يحي السنوار؛ رئيس الاركان لجيش الاحتلال ايزنكوت " ان التقارير الإخبارية التي ظهرت في وقت سابق، في وسائل إعلام عربية، عن أن حزب الله هو من يقف خلف مقتل القائد العسكري البارز في الحزب، مصطفى بدر الدين، يتطابق مع المعلومات التي بحوزة الجيش الإسرائيلي .. وأن قتل بدر الدين على يد حزبه مؤشر قوي إلى عمق الأزمة التي يمر بها الحزب جراء دخوله إلى الحرب السورية. وقال "التقارير تدل على الظروف القاسية التي يعيشها الحزب جراء الحرب في سوريا، وعلى علاقات المعقدة والمركبة مع إيران راعيته".
المواجهة حتمية
ليس من المصلحة الامنية استبعاد احتمال المواجهة مع العدو في ظل صناعة العدو للأسباب والدوافع لها بعد تصريحات ايزكوت ان الانفاق لا تشكل تهديدا وجوديا وان هناك استهداف لها من الجو يعكس نظرية ايزنكوت رئيس الاركان ووزير الجيش في الخروج من هوس الانفاق وما يسببه من صداع للمستوى السياسي والعسكري الامني والرأي العام وان قيادة الجيش تضع قواعد عمل ومواجهة امنية جديدة تتمثل في هذا الاسلوب لما له من تأثير على الجبهة الداخلية سياسة الاغتيالات نهج وأسلوب قديم لم تبتكره اسرائيل فهو منذ الازل لكنه يخدم في ظروف وقواعد اشتباك محددة حتى لا تدفع الى المواجهة العلنية والحرب المفتوحة؛ اسرائيل بذلك ترسل رسائل للجميع وهي تواجه المقاومة في غزة لمعالجة الخلل الناتج عن الهدنة الغير معلنة في اطار نظرية معركة ما بين الحربين لإضعاف المقاومة وهي ايضا زعزعة ثقة المقاومة في الاعتماد على الانفاق في الحرب القادمة .
اسرائيل تعبث في الساحة الداخلية تغير قواعد المواجهة تفرض قواعدها في نطاق بيئة جديدة تعجز المقاومة عن مجاراتها وان حدثت مرات قليلة من المقاومة ان نجحت باغتيال قادة كبار للاحتلال وإلا ذلك يعني استفزاز للمقاومة للمواجهة المفتوحة في اطار حسابات معينة لقادة الاحتلال تعكس فيها الازمة الداخلية للهروب الى الامام بإشعال معركة مع غزة للتغطية على التناحر السياسي داخل دولة الاحتلال.
ذلك تحدي للمقاومة في مواجهة هذا التطور والتغيير لحماية الجبهة الداخلية وإبقاء لحظة المباغتة والمبادرة بأيديها وأيضا عدم اللعب بحسب قواعد اللعبة الاسرائيلية ما يعني هل بمقدور المقاومة حماية جبهتها الداخلية من عبث الموساد وأعوانه؟ هل هناك مبتكرات دفاعية هجومية محسوبة لا تدفعنا لمواجهة ليست في مصلحتنا؟ اسألة برسم الاجابة عنها في الايام القادمة ان لم تكن الساعات اذا تكشف الامر وثبت ان الموساد وراء عملية الاغتيال وهي ستكون اختبار للمقاومة وجس نبض لمعرفة قدرات المقاومة على الرد ونوعيته وكيفيته؛ في سباق محموم بين الطرفين العدو والمقاومة في ابتكار اساليب الاشتباك والموجهة.
Khmosleh1@hotmail.com