دارين المساعد (كاتبة سعودية): حد السيف
التاريخ : 2017-04-15 15:54:38 |
كالسيف يخرج من غِمده معلنا بدء المعارك . وأيهم يرفعه في وجه الحق
داعماً للباطل او محارباً لنصرة المنطق الصحيح يغرسه في عقول الألاف من
الشعب بطعنات الاعلام .
انه السلاح الأهم في الحرب القائمة على اوطاننا
العربية . سابقاً كانت السياسة وشؤون الدولة لها شأن يتحدث به أهله .
والآن نواجه مراهقين يدعمون الهاشتاقات المغرضة بدافع المغامرة جاهلين
لكل النوايا الخبيثة خلفها . الاعلام جعل من الاخبار التافهة قضايا رأي
عام يٌبدي فيها المعارضون المنفيون ارائهم كدسائس من خلف الحسابات
الوهمية . والمخزي ان مسؤولي المناصب الاعلامية في البلاد العربية غسلت
ادمغتهم. لا يفرقون بين فتح الملفات الحسّاسة للوقاية من تكرارها ولتوعية
المجتمع . وبين السخرية والإستهزاء بعادات وتقاليد شعب مسلم كما يفعل
برنامج "تمرتون" .
لا تخلو بلادي من الأخطاء لكني لن اعالج الخطأ بطرحه
علكة في السنة رواد تويتر المختلفة أعمارهم والمجهولة هويات بعضهم . كل
يومين يظهر هاشتاق ويصل لترند مطالباَ بأمور لاتهم الشارع السعودي وتطرح
فقط لترسيخها في اذهان المجتمع كأولوية . نحن نحتاج لتوعية جيلنا بالعلم
وتسليحه بالعقيدة .فلن يغير النداء بالهاشتاقات الأخطاء ولن يكشف
المفسدين . ولا أقصد هنا المواضيع التي يطالب أصحابها بتوصيل أصواتهم
للمسؤولين والقيادة . القيادة الحكيمة في دولتي ليس بيدها الرزق فكيف
نطالبها بذلك دون الرازق؟!
لم يخدم الاعلام امتنا حين جمّل لابناءنا حياة المذنبين . الإعلام فتاك
في تأثيره طويل الأمد في انقضائه . علينا طرح مشاكلنا بلا تحريض . بأهداف
محددة وطرق واضحة للتغيير . لم تحرم الشريعة الإسلامية حقوق للمرأة ونحن
نعيش تحت ظلالها . إذن لماذا يقدم الإعلام مجتمعاتنا بالمكبوتة .
المختنقة . لماذا يقدمونا كشعب قديم؟! . بينما نحن مهبط الوحي وأعرق
الحضارات .
لماذا صوروا إعلاميا هروب فتياتنا بصورة الباحثات عن الحرية
بينما أغلبيتهن مراهقات تجرّهن فورة الهرمونات للتأثر بدسائس المسلسلات
فيقلدنها . نعترف أن بعض العيب لدينا غطى على أهمية الحرام . وأن الشعب
فعلا بحاجة لوقفة شديدة القوة في وجه التيارات التغريبية. وعلى رجالنا
الإحسان أكثر لنسائهم مع وجود الإعلام المستهدف لحاجات المرأة العاطفية
وتطلّعها لعبارات الإعجاب . وعليهن الصبر على فتن النساء من حولهن
والتخلي عن حياة الكماليات الفارغة والبحث عن اولوياتهن بالحياة الصحية
الاقتصادية .
باسمي أطلب من شعب المملكة التدقيق في كل ما يشاهدونه إعلامياَ فأغلب
المعروض مدروس التأثيرات بأكثر قوانين التسويق نجاحاَ . وأعتقد مؤخراً تم
مقاطعة إحدى وسائل الإعلام من قبل الكثير بدافع الغيرة على ديننا ووطننا
. وأتمنى أن نقاطع أيضاً لمواجهة هذا التيار الإعلامي كل عداء بيننا
ونطبق أبسط قوانين الدين الإسلامي وهي مكارم الأخلاق .
فمن من مكارم الأخلاق القناعة . ولا ينسب لها الانبهار بكل جديد وإتباعه
. والتفكر عباده يستوجب علينا ممارستها قبل كل تصرف.