وفاء زبيدات*: #شوف بقينا فين..! (قصة قصيرة)

التاريخ : 2017-04-22 10:06:29 |

تحرقني حرارة الشمس حين انتهت صلاحية عربتي بنصف الشارع اجد نفسي مصدومة لا حول ولا قوة ..هل لي ان اطلب المساعدة من الغرباء؟ ولكن عصبيتي ظاهرة.

اقفل جميع الشبابيك لعلني استوعب اني اتواجد في بلد غريب لا استطيع ان اطلب المساعدة من احد .حتى هاتفي الخليوي خان صداقته لي ولم يعد يأبه لنجدتي ،ماذا عسى ان افعل مجرد ان اجلس واستمع لاحدى اغاني عبد الحليم يغرد لي (شوف بقينا فين) واضحك على هذه المصادفة الضاحكة.

يا لي من انسانه تعيسة... اغرق في العرق والتفكير سواء احاول ان اغمض عيني ربما تحصل معجزة؟ ولكن ان تكون على شكل احد المتسولين هذه ليست معجزة انما مصيبة ...انا احاول ان لا انظر اليه حين هم بيده يطرق الشباك... لا لست انسانه متعالية...انما للحظة مازوخية اردت ان اشعر ان احدا ما اكثر بؤسا مني... اصبح يطرق بشدة وانا انظر اليه نظرة استعلاء ساخرة وعندما اصبح الوضع لا يطاق صرخت به:

انت تريد ان تبيعني كتاب دين لكي تنقذني ؟ لماذا لا تنقذ نفسك ايها البائس ؟ ادع من تعبده بان يساعدك واتركني اجلس مع نفسي قليلا...
... ولكني جائع وارجوك ان تتبرعي لي بالقليل لاشبع رمقي....

لن اتبرع لك ولا لغيرك انتم آكلي المجان مللت منكم ..تبا لكم ابتعد عني... واخجل من ردائك وذقنك الديني فقلة الكرامة لا تخدم قضيتك الان..
...وهل تبرجك يخدمك الان؟
...يا لك من متسول سافل وحقير... سادفنك اليوم في السجن
...يا حبذا ربما اجد هناك ما يسد رمقي..
...وهل ستلازمني اليوم ؟ هل لك ان تبتعد عني انا اقرف منك
...ممن تقرفين من جوعي ام شكلي الملتزم؟
...كلاهما ...
...هيا نبرم صفقة ايتها المتعجرفة...
...وما لك بموضوع الصفقات ايها المنافق.؟
...دعيني اصلح لك سيارتك وفي المقابل اريد رغيف شوارما
...وكولا ألا تريد؟
...اريد سبرايت... وانتبهي لا ترفضي الصفقة او تنتظري الساعات هنا...
...يا لك من حقير ومبتز ساقبل بشرط واحد ان لا تطلب مني الشكر فقط تصلحها وتاكل وتغرب من وجهي
...لك هذا...
...#الو صديقتي هناك من شاهدك قبل يومين تجلسين القرفصاء مع احد المتسولين على احد الارصفة وتتناولين الغداء معه ويتعالى الضحك بينكم هل هذه حقيقة ام اشاعة؟
...هي اشاعة يا صديقتي ربما سيدة اخرى تشبهني..!!

 *****

** الكاتبة مديرة المركز الثقافي النسائي في بسمة طبعون. ناشطة واديبة. تعد لاصدار باكورة اعمالها الادبية الروائية قريبا. تعمل منسقة الاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين 48