www.almasar.co.il
 
 

شوقية عروق منصور: الدمى مربوطة خلف الدبابة!!

أذكر عندما وقعت حرب 48 وكانت أخبار وحشية عشرات المجازر الإسرائيلية قد...

شوقية عروق منصور: الطيران في سماء غزة

عندما زرت مدينة غزة في التسعينات وتجولت في شوارعها العريضة ودكاكينها...

شوقية عروق منصور: بين الموت والموت في غزة هناك "فتحي غبن" سيد الفن التشكيلي

لا تستطيع الكلمات الانحناء وفرش سجاجيد اللقاء والجلوس على وبر الخضوع...

لينا ابو مخ/ الزواج المبكر بين القانون والمجتمع

اعتبرت المرأة في طور أول من تاريخها، أما في المقام الاول، اي تلك التي...

منحة 23 ألف شيقل عند بلوغ سن 21 هدية من الدولة

علم مراسل موقع وصحيفة "المسار" انه بتداء من شهر كانون الثاني 2017 ستقوم...

عطر 2020 من Montblanc للرجال

تقدم دار العطور الفرنسية Montblanc عطر Legend Eau de Parfum، وهو إصدار أقوى وأكثر...
  هل تعتقد ان الحكومة الجديدة ستساعد في الحد من جرائم العنف في المجتمع العربي؟

نعم

لا

لا رأي لي

ام الفحم 22-32
الناصرة 31-20
بئر السبع 33-21
رامالله 32-22
عكا 29-23
يافا تل ابيب 29-24
القدس 32-18
حيفا 31-23

شوقية عروق منصور: الثعبان الذي بلع البقرة والشيكل الذي بلع الجنيه الفلسطيني!

التاريخ : 2017-04-22 17:56:34 |



أوقفت سيارتي بالقرب من محطة الباص، وذهبت الى سوق الخضار لكي اشتري بعض الخضروات. و بعد لف ودوران وشراء وحمل أكياس، رجعت وإذ بعجلات السيارة مقيدة بجنزير مع قفل!
أول مرة أواجه مثل هذا الأمر، فلم أعد أعرف ماذا أفعل. نظرت حولي، فلم اجد أحدי يساعدني على تفسير الموضوع.
أطل صاحب الدكان المواجهة للمحطة، وقال لي وابتسامة تطل من بين شفتيه:
- كلبشولك السيارة..!
عرف صاحب الدكان أنني لم أفهم عبارته، فقام بقطع الشارع، وجاء لكي يحل لغز حروفه. بعد التفسير، فهمت أن أفراد الشرطة الفلسطينية قد "كلبشوا" السيارة، ويجب عليّ الذهاب الى مقر الشرطة وأدفع المخالفة، ثم سيأتي الشرطي معي ويفرج عن عجلات السيارة.
سألت عن مركز الشرطة، وعندما وصلته وجدت رجال الشرطة بثيابهم الأنيقة ونظافتهم اللافتة للنظر، وجدران المركز تدل على تصميم وتصور لعمل سيؤدي الى الاستقرار وفرض القانون.
كان ذلك في مدينة قلقيلية، والزمن عام 1996، حين قدمت السلطة الفلسطينية وأعلنت عن إقامة مقرات للشرطة، لفرض النظام والبدء لإعداد جذور الدولة الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو.
المهم توجهت وسألت عن "كلبشة" السيارة وعن رسوم المخالفة، فسلمني الشرطي الوصل الذي يجب علي دفعه عند الشرطي المسؤول. سلمت الشرطي المسؤول الوصل كي أدفعه، فختم عليه وقال بصوت عال:
- عشرين شيكل..!
شعرت أن الجدران، التي رأيتها سابقاً عالية תتكاد أن تصل السماء، قد انهارت، وأن هناك شيئاً ليس طبيعياً.. سلطة فلسطينية ومخالفة وفرض الأمن والأمان، ورجال شرطة ومقرات أمنية، وعملة الدفع الشيكل، لأنني أعتبر العملة هي الوجه المشرق لحلم المواطن الذي يعتز بقوميته ووجوده، واثبات كيانه وقوته.
أثناء سيري مع الشرطي، الذي رافقني كي يفتح القفل الذي قيّد به عجلات السيارة، سألته: لماذا الدفع بالشيكل الإسرائيلي؟! لماذا لم يكن للسلطة عملة فلسطينية خاصة بالشعب الفلسطيني، اسوة بباقي الشعوب؟! لم يجب الشرطي. شعرت أنني أتكلم مع نفسي، وقد دخلت منطاداً يطير بي في فضاء شيكات يستحيل صرفها.
لم يعد السؤال عن العملة الفلسطينية يدور في خلدي مرة أخرى، حتى كان الخبر الذي فتح أمامي باب القش الذي يؤدي الى ساحة البكاء الممزوج بالفرح العابر.
"متجر الشطار: تميز واشتر بالجنيه الفلسطيني".. فكرة تنفذها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وهي عبارة عن متجر بسيط في المدرسة يبيع الألعاب والقرطاسية والهدايا التي يحتاجها الطلاب، من عمر خمس سنوات حتى عشر سنوات، وتكون العملة المتداولة هي الجنيه الفلسطيني، ويحصل الطالب عليه من المرشدة أو مربية الصف كمكافأة على التميز، ويستطيع الشراء فيه فقط من دكان المدرسة.
تنفيذ هذا المشروع بدأ في بعض المدارس الابتدائية في مدينة اريحا، والهدف منه زيادة التحصيل العلمي، وأيضاً زيادة الانتماء الوطني لدى الطلاب من خلال التداول بالعملة الفلسطينية، وقد تم طبع بعض الجنيهات للتجربة..!
كلنا نعرف أنه قبل النكبة كان الجنيه الفلسطيني هو العملة المتداولة، وكانت له قيمته الاقتصادية. وبعد النكبة اختفى مع حالات اللجوء والتشرد والتوزع في الأقطار العربية، وأصبح الفلسطيني أسيراً لعملة الدولة التي يعيش فيها، وحُرم من عملته الوطنية.
مع خبر التداول بالجنيه الفلسطيني، لفت نظري أنه في احدى القرى الافريقية تم الإمساك بثعبان ضخم، وبعد أن أجهز عليه الناس قاموا بشق بطنه، وإذ بمفاجأة أن الثعبان قد بلع بقرة، فقاموا بتصوير البقرة وهي خارجة من بطن الثعبان.
رأيت بالثعبان كأنه الشيكل الذي ابتلع الجنيه، الشيكل الذي يرسم خطوط الحلم الاقتصادي الفلسطيني، ويرسل قيمته متحدياً الوجع الفلسطيني.
فكرة وزارة التربية التعليم الفلسطينية قد تغدو لعبة طفولية في الزمن الذي كبر وشاخ ولم يعش طفولته. لكن قد تكون هي صرخة استغاثة حقيقية في النفق المظلم، وقد توقظ بعض النائمين.
تحية للذي أراد أن يوغل في التحدي، ليكون نسراً في زمن الدجاج..!!


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/include.php on line 0

اضافة تعليق

الاسم الشخصي *

 

المنطقة / البلدة

البريد الالكتروني

 

عنوان التعليق *

 

التعليق *

 


Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /home/almsar/domains/almasar.co.il/public_html/admin-aps/plugins/comments/ARA_load.php on line 0
الصفحة الاولى | الاعلان في الموقع | اتصلوا بنا |                                                                                                                                                                                               Powered By ARASTAR