عدنان عبد الهادي: اسرانا البواسل أصحاب الأمعاء الخاوية صامدون حتى النصر

التاريخ : 2017-05-23 22:08:17 |

في هذه الأيام يمر 39 يوما على اضراب اسرانا البواسل وهم صامدون امام كل الضغوطات والملاحقات والتهديد والوعيد ونقلهم من سجن لآخر، محاولين كسر اضرابهم المستمر الذي يكافحون سياسة السجان وقيوده التي يحاول بها قهر واذلال هؤلاء الابطال الصامدين.
وقد اذهل اضرابهم حكام إسرائيل واقلقهم لان الرأي العام والعالم يسمع ويشاهد تلك السياسة الظالمة تجاه السجناء الفلسطينيين.
لقد اصبح وضعهم الصحي يتدهور والعشرات منهم نقل الى المستشفيات لتلقي العلاج، ونقل الكثيرون منهم من سجون الجنوب لسجون الشمال لإضعاف أرادتهم.
ان هذه الاعمال الانتقامية من اجل اضعاف ارادتهم وإجبارهم على فك الاضراب. ان القلق والخوف على هؤلاء السجناء وقلق اهاليهم على مصيرهم وحياتهم.
ان حكومة إسرائيل تتحمل كامل المسؤولية عن حيات هؤلاء الاسرى وعليها تلبية مطالبهم العادلة في تحسين ظروف اقامتهم والعناية الصحية بهم ،وفتح الزيارات امام أهالي الاسرى، وتلبية مطالبهم في ادخال الصحافة والتلفزيون، وفتح المجال لتلقي التعليم الجامعي من داخل السجون كما كان سابقا.
ان سياسة تضييق الخناق والانتقام وحرمانهم من الزيارات قد اشعل فتيل المعركة داخل السجون، التي يخوضونها الان. ولن يستطيعوا كسر وتحطيم ارادتهم. وعلى حكام إسرائيل التراجع عن مخطط السلطة الظالمة والاستجابة لمطالبهم العادلة.
لقد هبت جماهيرنا العربية الفلسطينية في الأراضي المحتلة وفي الداخل 48 هبة رجل واحد للتضامن مع اضراب اسرانا البواسل. وخرجت المسيرات والمظاهرات والخيام للتضامن مع اضرابهم العادل. وفي هذه الأيام تحيي جماهيرنا الفلسطينية . نكبة شعبنا الفلسطيني وشعارها: يوم استقلالهم يوم نكبتنا، ففي 15 أيار ذكرى تقسيم فلسطين.
لقد احيى شعبنا ذكرى النكبة الى القرى المهجرة في الطنطورة وفي الكابري شمال عكا، حيث شارك عشرات الألوف من الرجال والنساء والأطفال. واكد الجميع على حق العودة والعودة حق مقدس ولن ننسى النكبة. وليس كما قال بن غوريون وقادة الحركة الصهيونية ان الكبار يموتون والصغار ينسون.
هذا كذب نحن اشد بأسا وقوه وحنينا الى العودة الى بلادنا وقرانا ، ولن نقبل التعويض والتنازل عن هذا الحق. وفي الأيام القريبة تحل ذكرى النكسة عام 67 في 5 حزيران ، حيث شنت إسرائيل حربا دموية على الدول العربية، واحتلت ارض فلسطين والأراضي العربية وذلك قبل 50 عاما . والى يومنا هذا ما زالت إسرائيل تحتل الأراضي العربية والفلسطينية، والعالم كله وهيئة الأمم ومجلس الامن الدولي قرر وطالب حكام إسرائيل بالعودة والانسحاب الى حدود 4 حزيران من جميع الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية، وعدم شرعية الاحتلال وعدم إقامة مستوطنات.ويؤكد على ان القدس عربية وحق الشعب الفلسطيني على حدود 67 ولن يحل السلام. ولن يستقر الوضع في الشرق الأوسط بدون قيام دولة للشعب الفلسطيني.
ان المؤامرة التي يخطط ويقوم لها حكام اميركا وإسرائيل والرجعية العربية بقيادة المملكة السعودية ودول الخليج وحكام باقي الدول العربية هي العمل تحت شعار مقاومة الإرهاب وداعش.
وقد حضر رئيس الولايات المتحدة اميركا رونالد ترامب الى الشرق الأوسط، وقام بزيارة المملكة السعودية، حيث جمع الملك سليمان 55 رئيسا وملكا وزعيما من الدول العربية والإسلامية لإقامة تحالف تحت شعار مقاومة الإرهاب والعمل لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقد اكد هؤلاء الزعماء ولائهم للسياسة الأمريكية وقد طلب ترامب منهم دعم مالي وهو يقدم لهم السلاح مقابل ذلك المال. وقد وقع اتفاق مع العربية السعودية لتقديم دعم مالي كبير وصل الى اكثر من 465 ميليار دولار.
وقد اكد الجميع على ان الإرهاب تقوده ايران وحزب الله وسوريا والمقاومة الفلسطينية. كما اكدوا في اختتام مؤتمرهم على هذه الاقوال، وواصل حطام الدول العربية الإذعان والركوع والخضوع لأوامر السيد الأمريكي حيث بلادهم تخضع للجيوش الامريكية، حيث القواعد العسكرية في السعودية والبحرين ودبي والامارات والكويت والخليج. وتجاهل حكام الدول العربية القضية الفلسطينية والأسرى المضربين داخل السجون في إسرائيل. وانطلقت طائرة ترامب من مطار الرياض الى إسرائيل مباشرة دون قيود او حدود. واستقبل بإسرائيل كصديق حميم لحكامها، وكال المديح والتبجيل والمحبة لإسرائيل.
وقد قال لهم ان العرب دعموه بالأموال وهو يدعمهم ضد الإرهاب. ان هذا الاحتفالات واجواء الرقص والاستقبال الحار للسيد ترامب في الرياض تدل على مدى سقوط هذه الأنظمة الرجعية، وانها تؤكد بذلك انها الشريك في التآمر على القضية الفلسطينية.
ان هذا الزمن العربي الرديء لن يدوم طويلا، وسوف تقوم شعوبنا العربية بثورة لاسقاط هذه الأنظمة الخائنة لشعوبها، وهذا الصمت العربي يسبق العاصفة، ان شاء الله.